تسلط وسائل الاعلام العالمية اضواءها على السياسيين الذين يخوضون غمار معركة القوانين والشرائع والمبادىء في الساحات الدولية والسبب يعود الى ان السياسي يدير دفة القيادة في الانظمة والحكومات والمجالس النيابية لذا دائما اقول ان الساسة يملكون عقولا جبارة وخارقة لادارة شؤون الدول وتنظيم العلاقات الدولية …..
فالسياسة تبدأ مراحلها الاولى كموهبة في الانسان ومن بعدها تصقل من خلال الاختلاط الفكري السياسي الى ان تصل لذروة مراحلها المتقدمة في كيفية تحليل وتفسير الامور والقضايا وايجاد ابعاد ورؤى لوضع الحلول والمعادلات والقواعد …..
فالسياسة بقدر ما هي عملية انسيابية فطرية يتعاطاه كل فئات وطبقات المجتمع كهواية لمجرد الفضول والاطلاع ومعرفة خفايا واسرار القضايا والامور السياسية التي تجري في بلد معين او في مجموعة بلدان او في العالم لكنها في نفس الوقت عملية شائكة ومعقدة وفي غاية الخطورة على العقل الانساني الفاقد للوعي والادراك والقصد هنا الفرد البسيط والمواطن العادي …..
لكن لابد من شريك حقيقي للسياسة كي تكتسب هذه الافضلية والاولوية لكل فئات وطبقات المجتمع من جانب ووسائل الاعلام العالمية من الجانب الاخر والشريك هو الحزب او بمعنى اخر وجود تيارات فكرية لها اهداف وتوجهات تكمل الشراكة الحقيقية مع السياسة …..
فلا توجد هنالك سياسة بدون وجود حزب او مجموعة من الاحزاب يجب ان يتواجد الاثنان معا وبالتالي تكتمل المعادلة التي من خلالها تنظم وتدير وتخطط قوانين وشرائع ومبادىء الدول …..
فالعملية تشبه الابداع الانساني فالشاعر لا يكون شاعر بدون قصيدة والكاتب لا يكون كاتب بدون كتابات تتضمن سطورا مليئة بالحروف والكلمات تحلل وتفسر قضية ما والمفكر لا يكون مفكر بدون نصوص فلسفية والناقد السينمائي لا يكون ناقد بدون ان يسلط الاضواء على المسيرة الانتاجية والاخراجية والتصويرية والحوارية لأي عمل فني …..
فلكل شيء شيء اخر يطابقه في المضمون اي نعم تختلف الاشياء فيما بينها من حيث الشكل لكنها تتساوى فكريا وفلسفيا وتنتهج ذات المبدأ والقاعدة والشريعة والقانون اي بمعنى لو فرضنا انه لا يوجد هنالك تيارات حزبية في بلد ما من بلدان العالم فكيف ستخلق السياسة نظاما يدير المجتمع الانساني مع العلم ان السياسة شخصية معنوية تلد تلقائيا مع ولادة اي نظام او حكومة لكن كيف سيكون حال المجتمع الانساني في ظل وجود سياسة وعدم وجود احزاب بالطبع ستولد الفجوات والازمات التي ستؤدي الى فقدان الدولة قيمتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية فالعالم ما هو الا مجتمع يضم دولا ولكل واحدة قيمتها مثلها مثل الفرد في المجتمع الذي يملك كل قيمة اجتماعية واقتصادية وفكرية كل واحد ضمن حدود موهبته وكفاءته وواجبه وعمله …..
هذا رأيي ككاتب ومفكر يحلل قضية السياسة التي من دونها لن تدور عجلة قوانين وشرائع ومبادىء الدول بصورة عامة فمثلما هنالك حضور للدين للثقافة للاقتصاد للرياضة في المجتمع يجب ان يوجد هنالك حضور للسياسة لكي تتساوى موازين الحياة في المجتمع الدولي ربما تكون وجهة نظري صائبة وربما خاطئة المهم انني كتبت بعقلي كمبدع …..
لكن عقلي كأنسان له رأي اخر الا وهو …..
رغم انني لا اتعاطى السياسة في فوضى يومياتي لأنني بطبيعتي كائن بشري مبدع شاعر وكاتب وفنان تشكيلي ومفكر وموسيقي وناقد سينمائي احب ان اكون محايدا ومستقلا عن الحدث السياسي لذا انا لا انتمي الى اي حزب او تيار سياسي فأنا احب ان اكون من المتفرجين اي نعم اصفق تارة لهذا عندما يسجل هدف واصفق لهذا عندما يسجل هدف التعادل لكن يبقى تصفيقي للطرفين محايدا مستقلا صامتا متفرجا على الاهداف وليس على من يسجلها …..
لذا في الكثير من الاحيان اقول لا يهمني لو تساقطت من السماء كتل حجرية بحجم الكتل التي بنيت منها الاهرامات على سطح الارض ولا يهمني لو تساقطت من السماء قنابل النابالم على كل بوصة وشبر من الكرة الارضية اذا كان ما سيحصل نتيجة السياسة التي تدير المجتمع الدولي …..
ما يهمني الرفاهية التميز المثالية التكامل الاناقة الفكر الانساني الفلسفة الانسانية الابداع الانساني في الحياة بداية من ما املك من مال في جيبي يوفر لي ولاسرتي واولادي حياة رغيدة راقية مليئة بتحقيق الاحلام والامنيات وصولا الى نوعية النبيذ الفرنسي الفاخر الذي اشربه بفن وذوق وتميز مرورا براحة العقل وهدوء الروح وسمو شخصيتي كمبدع انساني …..
لذا لا اعتقد اذا يوما ما لا قدر الله تعاطيت السياسة ستحقق كل احلامي وطموحاتي وامنياتي لأنني لا اؤمن بالسياسة من الالف الى الياء وما قبلها وما بعدها ….