مشهد يتطور سريعا على أرض العراق لكن تداعيته ستنعكس على المنطقة بشكل كبير، بتاريخ 27/12/2019 تم استهداف قاعدة k1 الأمريكية في محافظة كرورك أو كما يسميها البعض برميل البارود من قبل فصائل الحشد الشعبي، كان الرد الاميركي سريعا حيث تم استهداف كتائب حزب الله في منطقة القائم بتاريخ 29/12 قتل فيها العشرات ، على أثر القصف الأمريكي احتشد أنصار هيئة الحشد وحرقوا بوابات السفارة الأميركية بتاريخ 31/13 وإلى هنا كان المشهد يزداد توترا مع تحذيرات أمريكية من اقتحام سفارتها ، وعند منتصف الليل وقريبا من فجر 1/3 جاءت غارة أمريكية قتلت قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس.
وهذه الاحداث التي سردناها من منطلق التوثيق جاءت كلها تبعا وتداعيا للاحتجاجات التي انطلقت في العراق معبرة عن رفضها للنفوذ الايراني بيد أن الجناح السياسي العراقي المقرب من إيران لم يكترث لهذه الاحتجاجات اتهمها بالعمالة للسفارة الامريكية ومرة ومرة اخرى قالوا إن هؤلاء شباب مندفعين لا يفقهون من السياسية شيء وإنهم مجرد مجموعة خمارة جمعهم المطعم التركي.
النتيجة كانت حتى الآن حصد رؤوس بين الفيلة إيران-أمريكا ، وهذا ليس شأننا، المهم لدينا في هذا الوقت العصيب البحث عن فرصة بناء الوطن بعيدا عن حروب الوكالة لكن كل القراءات للمشهد تشير أن العراق وأختها لبنان ستكون مسرحا لمشاهد تراجيديا ضد عنجهية الولايات المتحدة الأمريكية وهنا مكمن الخطورة ففي هذا الوضع الصعب نقف على مفترق طرق ، أما اختيار طريق الموت بالنيابة عن إيران أوبناء بغدادانا المدورة بشكل يسمح لها أن تدير ظهرها غربا بعد أن أتعبها جغرافية سياسية فرضت جارا ساهم في اتساع مساحات الموت.