18 ديسمبر، 2024 3:31 م

ذو الطابقين و قنطرة الفنون

ذو الطابقين و قنطرة الفنون

ما هو تفسير الكرنفال الكبير الذي صاحب افتتاح  مجسر مروري وسط بغداد   مؤخراً ؟
لا أرى سببا ًفي هذا إلا أن يكون نتاجاً للحرمان المتواصل  و الكبير من الانجازات المنتظرة الذي  عانى منه المواطن العراقي منذ سنة الاحتلال عام ٢٠٠٣م ولحد الان أما عن مظاهر الفرح التي خيمت على ملامح هذا المواطن المبهر بانجاز المجسر الجديد باعتباره نموذجا،لمشروع وطني تم تنفيذه بعقول  وسواعد عراقية ، فلا غرابة في ذلك بعد ان غيب الصخب السياسي في زوايا وساحات التنافس على المصالح اللامشروعة في عموم البلاد  فعل المؤسسات العراقية صاحبة السيرة الحافلة بالإنجازات المميزة على صعيد الخدمات والصناعة ومختلف القطاعات الأخرى ، فلا تزال المئات من المشاريع التي نفذتها هذه المؤسسات شاخصة وتعمل بكفاءة على الرغم من مرور عشرات السنين على تدشينها، فحملات الأعمار التي انطلقت بعد العدوان الذي تعرض له العراق من قبل ثلاثون دولة سنة ١٩٩١ م كانت قد أحيت مئات الجسور والمعامل وعشرات المرافق والمنشآت العامة والتي جرى تدميرها  بفعل الغارات الجوية والصاروخية في العمليات العسكرية آنذاك على  كل مساحة   العراق الشاسعة   ،ولم يكتفي العراقيون باعادة الحياة الى المشاريع المدمرة  كافة بل بدأوا وحال الانتهاء من إعمارها   وعلى الرغم من القيود المالية والتجارية الصارمة المفروضة على البلاد نتيجة لقرارات الحصار الاقتصادي للفترة ( ١٩٩١ – ٢٠٠٣ م )بتحقيق انجازات متتالية  على مختلف الأصعدة حيث أضافوا مشروعات نوعية نفذت باتقان عالي جسدت مهارة المهندسين العراقيين واعوانهم في ساحات البناء والتطوير ، ويكتفي الكاتب هنا بالإشارة إلى إنجازين وطنيين في مجال إعمار وتشييد الجسور ألاول إعادة إعمار الجسر المعلق على دجلة الخير أما الإنجاز  الثاني فهو تشييد جسر الطابقين الذي نفذ في ظل الظروف الاستثنائية نتيجة للحصار الاقتصادي المنوه عنه انفاً ..عسى ان يكون انجاز هذا المجسر والاحتفاء به بمثابة خطوة جادة لتعويض خسارة زمنية فادحة  لعقدين من الزمن    وحداً أخيراً لمئات المشاريع العرجاء والوهمية والتي يعلن عنها بين الحين والآخر .