أصوات نورس دجلة بمسامعي
وحنيني يا بغداد قض مضاجعي
وكتمت جل مشاعري متجلدا
لكني لم أفلح بمنع مدامعي
تركت أحبائي وأيام الصبا
فيا لها من ذكرى لكل مرابعي
ومجالس الأنس التي أحببتها
أشدوا لصحبي من عيون روائعي
وألهو بدجلة عابثا برمالها
وأحب ذلك ما ينمي نوازعي
وأرى بقربي ضجة وتخاصمٌ
بين النوارس ما يزيد تمتعي
وحسان بغداد كأنها لؤلؤٍ
تناثر من عقد بكل مواقعِ
وهبوب أنسام المساء بدجلةٍ
تطيب أنفاسي وتشفي مواجعي
فبغداد لا كأمس حين عرفتها
فأضحت مكبلة بفقر مدقعِ
تسلط قوم قد تمادوا بجهلهم
هذا يقل سني وذا متشيعِ
الكل دجالٌ ولا هدف لهم
غير اقتناء المال دون تورعِ
فأين الرجال الصيد من أبنائنا؟
فأركان بغداد بدت تتزعزعِ
فهل نرجو اصلاحا بظل عصابة؟
جلبت بأكل السحت دون تمنعِ