أذا ما قراءنا التاريخ بدلالة بناء الجيوش , نجد أن العراق له السبق الأول في تاريخ الإنسانية, فأول إمبراطورية في المعمورة تأسست في العراق في فترة حكم الحضارة الاكدية عام (2350 ق م,) واستمر العراق قوي ويمتلك جيوش, إلى أن احتل العراق من قبل الدولة العثمانية في زمن مراد الرابع عام 1638م واستمر الاحتلال العثماني جاثم على صدر العراق اكثر من 450 سنة, عاش خلالها العراق فترة مظلمة تحت احتلال غاشم الى غاية عام 1917م ودخول القوات البريطاني على اثر الحرب العالمية الأولى,لكن فكرة بناء الجيش ظلت راسخة في العقلية العراقية على مدى التاريخ,وتحققت عند أول فرصة لهم ببناء الدولة العراقية الحديثة عام 1921 ,حيث تأسس فوج سمية بفوج الإمام موسى الكاظم في مدينة الكاظمية في 6 كانون عام 1921 بقرار ملكي لحماية الدولة العراقية و من ضباطٍ سابقين عملوا بالجيش العثمانيّ, التحق هؤلاء الضباط بجيش الثورة العربية بقيادة الشريف “حسين بن علي” وشاركوا في معاركها ضد الجيوش العثمانيّة.
و توسّعت قطاعات الجيش العراقي الحديث. ففي عام 1931م بعد أن حصل العراق على جزء من الاستقلال من بريطانيا تشكلت القوة الجوية، والقوة البحرية ,وأصبح احد المؤسسات المؤثرة في القرار السياسي ,الأمر الذي جعل بعض قادته يستخدمونه في الانقلابات العسكريّة ففي عام 1936م قام بكر صدقي باستخدام جزء من الجيش بانقلابٍ عسكريّ, وفي العام 1941م قام رشيد عالي الكيلاني بانقلاب ضد الحكم ونتج عنه إسقاط عبد الإله الوصي على العرش وتشكيل حكومة جديدة برئاسته ., الأمر الذي جعل بريطانيا تتدخل مرة أخرى, لحماية مصالحها وحسم الانقلاب لصالح النظام الملكي . شارك الجيش العراقي بحروب العرب مع إسرائيل في الأعوام 1948م، 1967م، 1973م وقدم الكثير من الشهداء في هذه الحروب.و في عام 1958م نفّذ الجيش ثورة عسكرية بقيادة عبد الكريم قاسم غيرت نظام الحكم من الملكية الى الجمهورية(هناك من يسمي التغير ثورة والأخر يسميه انقلاب لوجود اختلاف فكري حول تغير النظام ) . واستخدم الجيش في عام 1963م لأحداث انقلاباً عسكرياً أيضا أطاح بقادة البلاد، وحصلت مذابح بشوارع بغداد يشهد عليها التاريخ، واستمر إشراك الجيش في تغير الأنظمة وادخل في أتون حروب هوجاء مع دول المنطقة في ثمانينات و تسعينات القرن الماضي , وبعد ان كان من الجيوش التي يحسب لها الحساب في المنطقة. خرج منهك وجاءت طلقة الرحمة بعد ان احتل الجيش الأمريكي العراق، وتمّ حل الجيش العراقي دون أن تتوفر البدائل عنه,الأمر الذي ادخل البلد في دوامة من الصراعات والفوضى وتدخلات دول الإقليم ، وتمّ تأسيس جيشٍ جديدٍ وسط حالةٍ من عدم الاستقرار السياسي وتدخلاتٍ إقليميةٍ أسهمت في أضعاف المؤسسة العسكرية الأمر الذي احدث تداعيات وانكسارات ألمت بالجيش ففي عام 2014 دخلت خفافيش الظلام لمدينة الموصل ,وتمددت إلى أراضي واسعة شارفت على أطراف بغداد,. ولئن الجيش العراقي وليد الشعب ورضع من ىثدي دجلة والفرات, عاد ليقف من جديد مثل طائر العنقاء ينفض ركام الخراب والدمار لينهض بمسؤولياته مجددا ويلم شتات أعضائه من الضباط والجنود الشرفاء ,ليحقق نصر كبير أعادة بهاء العراق وتأثيث فضاء من البطولة لم يخفت وهجه برغم أعين كل من يضمر العداء للعراق ومن دعم التنظيم الإرهابي , فقد تحدى تلك اللغة الدموية لينتصر في نهاية المطاف, واجزم ان ذكرى تأسيس الجيش العراقي في عام 2018 ستكون لها نكهة خاصة مطرزة بانتصارات تعيد مجد والق الجيش العراقي البطل, وسيصبح بأذن الله أيقونة خالدة لحماية الوطن.