18 نوفمبر، 2024 7:33 ص
Search
Close this search box.

ذكرى الشهيد الصدر الخامسة بعد الثلاثين في أروقة لندن الثقافية

ذكرى الشهيد الصدر الخامسة بعد الثلاثين في أروقة لندن الثقافية

أقام حزب الدعوة الاسلامية في المملكة المتحدة حفلا تأبينيا للذكرى السنوية الخامسة بعد الثلاثين باستشهاد المفكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر وأخته العلوية بنت الهدى وذلك يوم السبت 11/4/2015 على قاعة مؤسسة دار الاسلام في لندن بحضور كبير من النساء والرجل تمثل بالبعثة الدبلوماسية في لندن وشخصيات سياسية واجتماعية وعلمائية ، وقد أدار الحفل الاستاذ قيس عبد الكريم حيث تجلت في هذه الفعالية الذكرى العطرة والتاريخ المشرف لروح السيد الشهيد وأخته الطاهرة وقد كانت بداية الحفل في كلمة للشباب الرسالي الواعي المتواجد في بريطانيا والتي تحدث فيها السيد ليث الجعفري مركزا في إلقاء الضوء على اهم المفاصل الاجتماعية التي تمثل صميم العمل وسط الأمة الذي نادى به السيد الشهيد قدس سره وهم شريحة الشباب وقد كانت الانطلاقة الفعلية لحركة النهوض عبر الجامعات آنذاك ومن هنا كانت انطلاقة النهضة للوقوف بوجه الطغاة متمثلا بطبقة الواعين في المجتمع حتى تكونت حالة من الوعي للوصول الى كل طبقات المجتمع وهو التعبير الذي كان يريد من خلاله الشهيد الصدر حالة التغيير في نفوس الناس لرفض الظلم والاستبداد الذي ساد في تلك الحقبة من التاريخ.

وقد كان للشعر نصيبا في هذا الحفل فألقى الاستاذ الشاعر جابر الكاظمي قصيدتين ترابطت فيهما ذكرى الحدث الذي مضى عليه 35 عاما وما نعيشه اليوم من حاضرة الانتصار الذي يحققه ابناء العراق من الحشد الشعبي في جبهات القتال ضد طغاة الارهاب يرسم لنا من خلال الصورة الشعرية واقع الارتباط بين نهوض الأمة واستنهاضها حينما تتعرض للظلم وهو ذاك الذي كان في صميم توجهات الشهيد الصدر بما نجده على ارض

الواقع في ارتباط الأمة بعلمائها واستجابة المؤمنين لفتوى المرجع والزحف نحو الوقوف لمواجهة خطر الطغاة ،، وبعد ذلك جاء دور المرأة في كلمة مؤثرة للسيدة ندى الشمري والتي تركزت في مفاهيمها على دور الشهيدة بنت الهدى ودعمها ووقوفها مع أخيها الشهيد الصدر في محنته وكيفية تواجد هذه المرأة العظيمة في ساحة المواجهة والتحدي والتي مثلت دور السيدة زينب عليها السلام في وقوفها مع أخيها الامام الحسين عليه السلام فكانت رسالية ومربية ومضحية ونعم المواسية لأخيها ، كما انها انطلقت في اوساط الشريحة المهمة من المجتمع العراقي وهي الطبقة النسائية لتكون مكملا لمشروع أخيها الصدر في استنهاض وعي الأمة وحركة الجماهير حتى تتمكن الثورة من الوصول الى هدفها والانتصار على الظلم بوعي متكامل وموقف صلب ولذلك كان نصيب السجن والشهادة من العراقيات الرساليات كبير جدا سَجّله التاريخ بأحرف من نور .

كما كان نشيد الشهادة الخالد “باقر الصدر منا سلاما اي باغ سقاكا الحماما ” حاضرا بقوة وهو يعيد الذاكرة بكل الحضور الى تاريخ وذكريات عاشها أغلب الشباب العراقي في ثمانينات القرن الماضي وهو يتسلح بهذا النشيد ليقف بوجه الظلم وتتسرب الى نفسية ودواخل كل من استمع اليه حالة الحزن على فراق جبل شامخ فارق الأجيال منذ عقود من الزمن وهو الشهيد الصدر رحمه الله الذي ما زال خالداً في نفوسهم حيث تغنى بالنشيد مجموعة من الشباب من ابناء الجالية العراقية في لندن ممن ولد ولم يرى السيد الصدر لكنه تربى على حبه وتقدم هذه المجموعة الشاب نور الدين الشمري.

وكان ختام الحفل بكلمة للنائب في البرلمان العراقي السيد علي العلاق وهو احد قيادات حزب الدعوة الاسلامية وممن عاصر الشهيد الصدر مركزا في كلمته على البعد الفكري الذي انطلق به السيد الصدر في أوساط ابناء الشعب العراقي وطريقة الخطاب التوعوي من اجل إحضار القيمة الثقافية لمواجهة الظلم والتسلط على رقاب الشعوب وربط حالة روح الانتقام لدى الحكام التي تكاد تتشابه لديهم على امتداد التاريخ في طريقة انتقامهم من شعوبهم التي تطالب بالحريات ومنطق التحرر من هيمنة الحاكم الطاغي ،، ثم تطرق الى المشهد السياسي العراقي والمنطقة بشكل عام وكيفية وقوف أبناء العراق جميعا تحت عنوان الحشد الشعبي لمواجهة داعش وجرائمه وقد أعاب على البعض الذي تهجم على الحشد ومحاولة وضعه في خانة المذهبية في حين ان الحشد يمثل كل الأطياف العراقية من شيعة وسنة ومسيحيين وأيزيديين وكذلك يمكن إضافة أبناء المكون الكردي لهذا الحشد الشعبي الجماهيري العراقي والذي مثل بكل مكوناته وقفة ضد عصابات داعش وهي تمثل حالة التكاتف العراقي لمواجهة التحديات وهذا ما كان يشير اليه الشهيد الصدر عندما يخاطب الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته ويدعوهم جميعا بخطاب ممنهج واحد وبنفس المسافة الفكرية من مبدأ الأخوة ، وأما الجانب الإقليمي فقال عنه أن موقف العراق ثابت مع الجميع بعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى ومن حق الشعوب في الدول العربية ان تحقق مصيرها في نيل حقوقها من الحرية والمساوات وان لا فرق بين مواطن وآخر فلا يجوز ان تقمع الشعوب او ان تتدخل دولة في ضرب استقرار دولة اخرى وهو ما اتخذه العراق من موقف تجاه حملة السعودية على اليمن وحق التعبير في دول اخرى وفي المقابل لا نقبل ابدا التدخل في شؤون بلدنا العراق من أي دولة اخرى.

أحدث المقالات