23 ديسمبر، 2024 12:18 ص

لم تكن هذه المرة الأولى التي ارافق فيها ابي الى خياط البدلات الرجالية لكنها كانت المرة الأولى التى ادخل فيها محل الترزي عزرا قحطان كي “يفصل” لي “قاطي” الاول.
كان شعور جميل أن انضم وانا ابن الثلاثة عشر ربيعا إلى نادي الكبار، ارتدي فيه بدلة “تفصيل” بانامل الترزي قحطان.
دخلت برفقة الوالد وقطعة القماش الإنكليزي ملفوفة بكيس اسمر الى محل الخياطة حيث استقبلنا عزرا وأخيه سليم بتحية “الله بالخير” وبعد أن سلمت قطعة القماش لعزرا لمعاينتها، بدأ بأخذ مقاساتي ليسجلها سليم .
كان “المتر” يتدلى طول الوقت على رقبة عزرا والإبتسامة لاتفارق وجهه السمح يستقبل به زبائنه في محله البغدادي الواقع بشارع الرشيد التجاري.
غير أن ال٢٠ من آذار عام ١٩٧٣ كان يوم أسدل فيه “كبنغ” المحل نهائيا،. يوم اختطف فيه الاخوين عزرا وسليم منشي قحطان بعد أن نهبت خزنة (قاصة) المحل وافرغت مما كانت تحتويه من سندات القرض العراقي.
مر ٤٦ عاما لم يظهر خلالها لا سليم ولا عزرا رحم الله الاخوين قحطان.