19 ديسمبر، 2024 11:47 م

ذبح الكفاءات وتهجيرها سياسة يتلذذ بها النظام العراقي الجديد !

ذبح الكفاءات وتهجيرها سياسة يتلذذ بها النظام العراقي الجديد !

قالَ. أحذر فانت تكتب في المحظور وقد تكون ضمن قائمة للتصفيات لأنك تضرب اعشاش الدبابير كمايقال .
قلت . ان الحياة التي يهبها الله سبحانه وتعالى هو وحده الذي يسلبها وفي الحالتي انا احمده واشكر فظله ولن اكون شيطاناً فأسكت عن الحق أو مخادعاً وأدعي حب الأمام الحسين وأمارس الشعائر الحسينية وفي نفس الوقت اصفق للقاتل والسارق ولمن يصنع الفقر والجوع في البلد فتباً لشعب تسلب منه ثرواته ولايحرك ساكناً وحسبي الله ونعم الوكيل .

تابعت قبل أيام لقطات من برنامج سحور سياسي مع رجل معمم وقور . والوقار هنا في انه نطق بالحق حين اشار الى ان العراق بلد خنثى ! وفي سياق حديثه قال أن ذات مرة أراد احد المراجع من ابنه أن يأتي له بمحترف بناء لأنجاز حالة ما. فرد عليه ابنه ان في الحي رجل أمام جامع يصوم ويصلي ( خوش انسان ) كما ساق المثل . فردَ المرجع بالقول أنا لا اريد رجل دين انا ابحث عن رجل بناء .

هذا الحديث يجرنا الى آهات وويلات وحسرات جاء بها النظام المخادع الجديد الذي فضل ( عباس الكواد ) حسب مايسميه الكاتب (هادي الحسيني في مقاله ليوم أمس )

http://www.kitabat.com/ar/page/30/06/2015/54298/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D8%A7%D8%AF.html

على الكفاءات والخبرات الأصيلة التي يشار لها بالبنان في الأبداع والأبتكار .

مع بداية الاحتلال الامريكي البغيض شنت حملة منظمة لتصفية جميع العلماء والخبراء والكفاءات والتي ساهمت في انشاء صناعة وطنية وبرنامج صحي متكامل وقوة عسكرية تخشاها دول الأقليم قبل باقي دول العالم وكانت قائمة لها اول وليس لها آخر استبيحت وصفيت وهجرت لتبدأ مرحلة جديدة من شعار الخصخصة وهو شعار حق أريد به باطل فأنهارت كل المنشآت الصناعية العراقية وأصبح العراق مستورد لكل شيء بعد ان كان بلد يصنع ويصدر ولا أعتد ان احداٍ منصفاً ينسى الماركات العراقية الرصينة التي كانت تنتج في العراق وهي على سبيل المثال لا الحصر

( القيثارة لأجهزة التلفزيون والراديو . الهلال للمبردات والمكيفات . كونكورد للثلاجات والمجمدات . أيديال للراوح السقفية والأرضية . سلبرتي وأولدز موبيل وسكانياعراق وريم لصناعة السيارات , وعنتر للجرارات الزراعية . وبغداد وسومر للسكائر . وسومر والجمال وآدم لمساحيق الغسيل والصابون . والراعي للزيوت النباتية ) ومنتجات أخرى غذائية ودوائية وغيرها .

كل هذه الصناعات انهارت بعد ان تمت تصفية الشركات المصنعة لها وتحويلها الى خردة وليتحول العاملين فيها من العمال والموظفين الى عاطلين عن العمل وتلك خطة عدوانية يراد منها ان تتحول اموال العراق الى الخارج لتأمين احتياجاته من كل الذي ذكرناه .

ويوم بعد يوم وشهر بعد آخر وسنة بعد اخرى تتكشف حقائق منريرة مفادها ان الأحزاب الحاكمة جائت لتتمتع بثروات العراق فقط دون ان تقدم له شيء فجائت بأشخاص عديمي الخبرة لتنصبهم مناصب لايعوفون فيها سوى استلام الأمتيازات واستقطاع النسب من الأموال وارسالها لتلك الأحزاب لتشتري فيها ذمماً في كل انتخابات لتبقى على تلك المناصب كالقراد الذي يمتص دماء ابناء الشعب دون وازع من ضمير . ويستمر الحال وتنكشف حالات ان الوزير الفلاني لايحمل شهادة البكلوريوس وقد مسك وهو يحاول الغش اثناء الأمتحان الذي يؤديه وهو في المنصب . وذاك الذي جاء بشهادة لايعرف مصدرها الا في بيروت وحواريها او قم وازقتها .

ومع كل ذلك لو كانت تلك الاحزاب قد جائت بمن لديهم خبرة لكان الأمر أهون لكنها تتعمد ان تستخف بالبلد لتضع لها منهاجاٍ مدمراٍ لبلبلد .

المتبقي من الخبرات من الأساتذة حاملي الألقاب العلمية يتم التعامل معهم تعامل فج وكأن احداً ينتظر متى يصل احدهم الى عمر التقاعد حتى يجد انه في اليوم التالي خارج المؤسسة وكأن العراق مثل اليابان لايحتاج لتلك الخبرات ! أما من في الخدمة من حاملي الألقاب العلمية والذين لديهم بصمات واضحة في مختلف العلوم نجدهم في غرف يشرف على عملهم أناس أقل منهم خبرة وعمر وكأنها عملية مقصودة لأهانتهم وأذلالهم وأذلال العلم من خلالهم لينتعش الجهل ومعه التخلف والفوضوية . وتلك مشكلة كبيرة تدمر مستقبل العراق . ولاغرابة ان وجدت الخبرات العراقية وهي بعد احالتها على التقاعد القسري تتسلم مناصب عليا في دول العالم العربي والأجنبي فتلك الدول تحترم نفسها وتحترم شعوبها فتبذل قصارى جهودها لجلب الخبرات لتواصل تطورها ولانريد هنا ان نتحدث عن التعامل مع الخبرات والكفاءات في تلك الدول فهي تجعل من كل واحد من الخبرات والكفاءات سيداً تؤَمِن له كامل احتياجاته التي يطلبها والتي لايطلبها وهذا سر تطور تلك البلدان وبعكسه سر تدهور العراق وانهياره بالكامل حتى بات العراق اليوم يعتمد على حسنة ملص وفطيمة ام اللبن وعبود ابو الطماطة والأرث الكارثي لأبو نعال بعد ان اصبحت عمليات ذبح الكفاءات وتهجيرها سياسة معتادة يتلذذ بها النظام العراقي الجديد !

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات