26 نوفمبر، 2024 9:21 ص
Search
Close this search box.

ذباب من أفواه الحيتان

ذباب من أفواه الحيتان

بدأ العد التنازلي يقترب من ساعة إطلاق صافرة الشروع، لإختيار برلمان وحكومة جديدين، وإستخدمت كل القوى ما لديها من إمكانيات، لكسب ما يُسميها بعضهم معركة، وآخر أسماها تنافس مشروع بين البرامج الإنتخابية، ولا بأس في الثانية من إستخدام النجاحات وتشخيص الإخفاقات، لكن الأغلب يترك الحديث عن المستقبل، ويتحدث عن الواقع، ولا يتوقع ما يؤلم في حال بقاء الفاسدين، وبذلك عليه أن يسعى لتحقيق ما يتنمى المواطن.
جملة تراكمات تواجه المرشح، ومن الصعب الإجابة عليها للجمهور، كون معظمها ليست من إختصاصه، ولكن وعود غيره جعلها من الثوابت.
تطرح أمام المرشح عدة تساؤلات وطلبات ووعود، ويُسأل عن التعينات، ومتى يوزع أرضاً وكم سيدفع من الأموال، ومتى موعد الولائم، وأغلب الناس لا تسأله عن مشروعه الواقعي، وتقارنه بحكم التجربة السياسية وعوائقها ومقومات نهوضها، وأن بذخ المرشح قيل عنه باذخ وفاسد وأموال حرام، بإستثناء إسراف بعضهم من مال حرام وسرقات كبيرة طالت المؤسسة الحكومية، وأما إذا شح المرشح، قيل بخيل غير قادر على إطعام الناس اليوم، فكيف يجلب الغذاء لهم غدا ! وكل هذا نتيجة لقطع حبال الوصل بين الساسة والشعبً.
بعض القوى أن لم يكن كلها، فعلت العكس لإقناع الناخب، وذهبت الى حد التسقيط والتشهير والتدني، والتطفل على الحياة الشخصية للمرشح، وعملت كطفيليات سياسية ومرض طفيلي يخنق العملية السياسية من البلعوم، وشلت الجهاز التنفسي للدولة، وقدرتها على التغيير والمجيء بالكفاءات والشباب، وعمدت على هذا الفعل لتشويش رؤية الناخب، وبالتالي ستكون خياراته خاطئة لأجل بقائها، وسوف ينعكس ذلك على طبيعة البرلمان والحكومة القادمين.
إستخدمت قوى لا تفكر سوى البقاء في السلطة، أساليب غير مشروعة، وحركت جيوشها الإلكترونية، كأدوات مسخرة للإطاحة بالجميع سواها، وبأفراد أجيرة مرتزقة، لتغذى حيتان الفساد على دماء تسيل من تمزيق الوطن، وإستخدمت وسائل التواصل الإجتماعي، كمنصات للتضليل والفبركة والتسقيط الوضيع، دون إعتبار أخلاقي، وخرج الذباب الإلكتروني من أفواه حيتان الفساد، وكأنه وباء لا يترك مكان إلاّ وأصابه بالعدوى.
من يملك مشروع واضح، عليه مشافهة المواطن، والحديث بلا رتوش ولا خداع ولا إعلانات بملايين دولارات فاسدة.
هناك قوى ومرشحون يملكون برامج ومشروع ورؤى لقيادة البلد، ويؤمنون بالتنافس الإنتخابي، دون إستخدام التسقيط، وتتمنى أن ترى عراقاً مزدهراً بأيادٍ وطنية، لكنها لم تسلم من محاربة مشروعها وتشويه أطروحاتها، وماضي نجاحاتها وإستراتيجية عملها، ولكن السؤال أمام المواطن، وقد بان واضحاً كيف يستطيع التخلص من الذباب الإلكتروني، الذي يهاجمنا من كل الإتجاهات، لإصابة الجسد العراقي بالمرض السياسي وسوء التقدير، وكل لحظة يدخل علينا مقطع مفبرك وكلام ممول وتشويه، وكيف للمواطن لا يعرف أن هذا الذباب يخرج من أفواه الحيتان، التي تاجرت بدماء الجسد العراقي، الذي أصابه ما أصابه من إرهاب وسوء خدمات، بسبب بحر فساد أعد لتسبح فيه الحيتان.

أحدث المقالات