اصبحت في سن الخمسين و الشيب يأكل رأسي و بدأت بفقدان ذاكرتي شيء فشي لا اتذكر سوى الماضي الجميل الذي عشته في كنف والدي و ثم زوجتي التي فقدتها منذ سنتين , كانت ايام جميلة ما زلت اتذكر اصواتهم فصوت امي عندما تناديني للطعام لا ينسى ابداً و صوت ابي عندما اعود متأخراً في المساء و هو خائف عليَ و صوت حبيبتي عندما  تسأل سبب تأخري لوقت طويل و صوتها يرتجف خوفاً علّيَ , هذه اصوات لأشخاص لم يخلق الله لي مثلهم هـم تركوني وحيداً و ذهبوا بعيداً عني, انا الان اجلس وحدي و اكل وحدي في بعض الاحيان يزوروني اولادي مع انني كنت اعلمهم زيارة الاب واجب و كنت اخذهم الى جدهم معي كل يوم.رزقني ربي بأربع ابناء و بنتين كلهم تزوجوا و كل منهم يسكن لوحده , لدي مصطفى و ذو الفقار و كرار و حسين و مريم و ميامين, عندهم اطفال كل منهم ولد و بنت , مصطفى لدية علي و R على اسم والدته و الباقين كذلك اسماء مختلفه.فعلت كل ما بوسعي كي يعيشوا حياة سعيده مع من اختاروا, علمتهم افضل تعليم فهم افضل مني, في بعض الاحيان اجلس افكر في شبابي عندما كنت اعشق امهم و كيف يبدأ يومنا و كيف ينتهي و افكر في حياتي مع اخوتي و اصدقائي …اسمع صوت طرقات الباب …اهلا يا احبائي ..شلونك جدو ؟ حبيبتي R  شلونك انت؟ انا زينه , و انت علاوي؟زين جدو .شلونك حجي؟ الحمدالله بوية انت شلونك شغلك شلونه ؟ الحمدالله ماشية.جاء قرت عيني مصطفى فقد افرح قلبي اصوات ولدية تذكرني بصوته مع اخواته عندما كانوا صغار .الباب مره اخرى يطرق … علاوي بوية افتح الباب اي جدو جاءت بنتي مريم و معها اختها ميامين و اطفالهم.البيت الان عباره عن ساحة للعب الاطفال انا و مصطفى نتابع اخبار البلد التي منذ كنت صغير هي في هرج و مرج و لا يحلها الا صاحب الامر .و جاء باقي اولادي و احفادي يجلسون جانبي و استمع الى افعالهم و ما يقومون به في بيوتهم …زوجات اولادي و بناتي يحضرنهه الطعام لنا, كم تمنيت زوجتي معنا الان لتدى اولادها كيف اصبحوا و احفادها كبروا …بعد الاكل..جلست وحدي لأقول هاهم قرة عيني كلهم حولي اتمنى ان يبقوا دائماً معي و لا يرحلوا فأني اتذكر اهلى بعيونهم وزوجتي بطيبهم و حبهم لي ..حلَ المساء و كل منهم ذهب الى بيته و عادة الوحدة لي.. كل منا يريد من يهتم به و اهتم بمن تحب حتى يهتمون بك يوما مـا