السماجة، سوق لبيع السمك، في البصرة. يقع على شط الخندق، وخلفه منطقة سكنية محصورة بين شارع الكويت وسوق الخضارة. بيوت ذات طراز قديم، ولها، واجهات فيها شناشيل. طراز معماري معروف في البصرة. وغالبا في داخل البيت حوش او فسحة مفتوحة على السماء. كنت ازور بيت عمي هناك، وسمعت قصة جيرانهم. عائلة طيبة توفى والدهم ابوحسن في السبعينات، وبالرغم من مرور الزمن، الا ان اهله التزموا الحزن بعده لسنوات …
فتحول الحب الى اليأس..
كان الحزن قد سيطر على اهل الدار. فقد اغلقوا غرفته، احتراما له. وتغيرت حياتهم بعد صدمة الموت. بنات المتوفي مذهولات، يشعرن باليأس الى حد بعيد..
▪️بينما في مكان اخر من البصرة، في قضاء الزبير، حيث البيوت طينية، بلا واجهات، والارض رملية، والازقة هادئة نسبيا…
كان هناك حالة مختلفة عن عائلة ابو حسن، في منطقة الجمهوري في الزبير، قرب المستشفى. كان الواقع مختلفا…كيف؟
. واتذكر اني سمعت ابن عمي يتحدث عن جيرانهم بيت الوخالد، الذين دفنوا والدهم ليلا، دون اية ضجة، او اهتمام.
وضعوه في (عربانة) وذهبوا به الى البر، ودفنوه دون ان يتركوا اية علامة..
وقالت ابنته:
ليش نبكي على موت الوالد…الريال راح حك دار حكه…
لم يبدو عليهم الحزن والتاثر الى حد بعيد..
▪️▪️ويبدو ان الموقف من الموت، يستند على فهمنا لحقيقة الحياة…
هل هي القضية الوحيدة التي نمتلكها ونهتم بها، ام هنالك قضايا اخرى؟؟!
واعتقد:
1️⃣ ان فهمنا لوجودنا، ولموتنا، يفترض ان يكون موضوعيا.. ومتوازن بين الظاهر والباطن..
2️⃣ الموت ليس نهاية، بل بداية في عالم اوسع..
3️⃣ فقدان الاحبة، لا يمكن ان يكون حدث عابرا، احتراما لهم، واحياءا لذكراهم.. بل احترام للبشرية…
وللحديث بقية.