22 ديسمبر، 2024 6:24 م

ذاكرة بصراوي/ ازمة العدالة

ذاكرة بصراوي/ ازمة العدالة

الرباط، كانت في الستينات، بيوت قصب، قليلة العدد، محصورة بين الشط ومنطقة التميمية… يقابلها معمل السوس الكبير.. الذي اصبح لاحقا دائرة مخابرات، والان قيادة الشرطة..
جاسم واخوه الاصغر حيدر، كانا ينطلقان مساءا، باتجاه نادي موظفي ال (…).. الواقع مقابل الطويسة..
كان النادي يعرض فيلما سينمائيا مساءا، في حديقته… وقد احاط بها سياج عال من الصفيح.. فياتي ابناء الرباط الفقيرة، ليسترقوا النظر من فتحات السياج…
وغالبا، يمنعهم حارس النادي، لانهم من فقراء.. وقد يطاردهم.. وبسبب تلك المطاردة وقع الصبي حيدر وانكسرت يده اليسرى.. فبكى وسأل اخيه جاسم:
يقبلون اداوم بالمدرسة وايدي مكسورة؟
نقلوا حيدر الى قسم الكسور في المستشفى الجمهوري 1971، المجاني، وكانت العناية في غاية المهنية والاهتمام…
فالتصق بذهن حيدر صورة الطبيب الشاب الذي اعتنى به، ونظف بلطف اصابعه من الجبس..
ورجعت يده سليمة..
فراوده الامل ان يكون طبيبا ليساعد الناس…
فاصبح حيدر بعدها، ابرز طبيب في البصرة، سمعته طيبة، واخلاقه تعطر عيادته…
ذلك الصبي الفقير، الذي احتقره حارس النادي، لانه من (صرايف) الرباط… حيدر قد اصبح مفيدا للمجتمع اكثر من ادارة النادي ومن الحارس…
1️⃣ كان يفترض بادارة النادي ان تعامل المواطنين كافة، وخاصة الاطفال، باحترام دون تمييز..
وهذا ينطبق على الادارات كافة…
2️⃣ هذا التمييز (وغيره) هو بسبب تخلف وهمجية الادارة وفسادها..
ويمكن القول:
ان الفرد الذي يمارس تمييزا طبقي او دينيا او عشائريا، او عرقيا، هو يسئ الى نفسه… لانه يذلها لاسباب يفرضها على عقله..
اسباب اعتبارية وليست حقيقية..
ولا يليق بالعراقي ذلك..
3️⃣ اي تمييز، لاي سبب، في المجتمع، هو خطأ، بل جريمة، يفترض ان يثور الشعب ضدها، ويعاقب مرتكبيها..
4️⃣ التمييز الطبقي في العراق، الان، هو الاسوأ… ولا يقبل به الا فرد جاهل، وغير سوي، يعاني من مرض نفسي، وتكبر، وشعور بالنقص.
فضلا عن التمييز لاسباب اخرى..
5️⃣ يجب ازالة التمييز بانواعه كافة.. وخاصة تمييز المنطقة الخضراء، وامتيازات حثالتها المتسلطة، واغلبهم من الفاسدين والعملاء..
فوجودها (الخضراء) بهذا الشكل، الظالم، عار تاريخي، على العراق وشعبه..
لا يصح السكوت عنه.. لانه يؤسس للظلم، بل هو حرب ضد القيم والاخلاق، والعدالة الاجتماعية..