18 ديسمبر، 2024 11:08 م

ذاكرة الدفاع عن الوطن

ذاكرة الدفاع عن الوطن

يبدو لي ان كل شعوب العالم تعتبر التهديدات والتحديات التي تمر بها مقياس لدرجات المحبة والبغض، بل الولاء أو العداء لمن تسبب في هذه التحديات التي يتعرض لها هذا الشعب أو ذاك، فمثلا لايمكن لرجل سوفيتي(انذاك) ان يحب هتلر لانه في عداء دائم معه، حتى ولو ابرمت مع بلده اتفاقية سلام مثلا.
لذا فان التحديات التي تواجهها الشعوب من غزو أو اعتداء أو أستعمار أو أي تصرف يقصد به النيل من هذا البلد أو ذاك تكون نتيجته عند تلك الشعوب واضحة، وبغير ذلك فانها أي الشعوب تصبح وفي معادلة واضحة (حمقاء) وغير واعية بل لاتمتلك الاهلية في التعبير عن الوطنية أو الانتماء للوطن، لانها فرطت بقاعدة (معرفة العدو من الصديق) في التعامل مع قضاياها، بل وانطلاقها نحو علاقات قوية متكافئة يمكنها الصمود بوجه تلك التحديات الكثيرة والخطرة ونرى ذلك واضحا في (القضية السورية)، عندما تكالبت عليها الدنيا باسرها لم تسقط ولم تسلم نفسها، لانها ميزت وحددت طبيعة علاقاتها بالاخرين فاستطاعت أن تحتفظ بعلاقات واعية ومتوازنة مع بعض الدول التي لم تتركها لوحدها تواجه ذلك الطوفان المرعب الذي اراد النيل منها ومن سيادتها ..؟
والامر ذاته ينطبق على العراق لكثر التحديات والتهديدات التي واجهته، وقد كان اخرها هجوم الارهاب الداعشي الذي عاث في العراق فسادا فقتل ونهب واغتصب، وكانت تقف خلفه دول ذات اجندات واضحة لاتحتاج الى دليل يمكن معه أن يكشف ماهو مكشوف اصلا في طبيعة تلك الدول وعدائها الواضح للعراق، من خلال ماقامت به من ممارسات ساهمت في قتل ابناء الوطن واستباحة دمائهم فكان لزاما على الشعب أن يحتفظ بذاكرة الدفاع عن الوطن ويعرف “عدوه من صديقه”وهي نقطة جوهرية.
من وقف معه بدماءه وشبابه؟
من ضحى بالغالي والنفيس في سبيل بقاء الوطن؟
من أسقط اجندات الاعداء تحت (بساطيله)
من صال وجال لوحده واخوته كااخوة يوسف ينظرون له وهم ساكتين؟
من قال استنهض “هيهات منا الذلة” صدقا وعدلا، فاعطى الشهداء بعمر الورد لترتوي أرض الوطن به.
هذه الذاكرة القريبة التي يجب أن يعتمد عليها الشعب في تمييز “عدوه من صديقه” (من وقف ضده ومن وقف معه)، خصوصا أذا كانت تلك التحديات حديثة لم يمض عليها عاما واحدا…؟!!
وان لاينجر الى أجندات وسيناريوهات هدفها كسر قوته والنيل من عنفوانه فليس بالاصوات والادعاء يحافظ على الوطن..؟
وليس بكثرة الشعارات يستمد مكامن قوته وعزته.
وليس بالكذب والتدليس والاعلام الاصفر يحافظ على كينونته ووجوده، فان الشعب سيكشف ظهره للاعداء ويكون لقمة سائغة لكل جائع فتذهب ريحه ويشمت به من كان يظن أنه صديقه ويتركه وحيدا فريدا تتقاذفه الرياح..؟
ذاكرة يمكن أن تكون بوصلة لما سياتي من تحديات كانت فيها الوجوه مكشوفة وهي تقتلنا وتستبيح دمائنا.
وأن لانكون (حمقى) ياخذنا هياجنا وسياسة (القطيع) لنتخلى عن من نصرنا ووقف معنا في مصائبنا واعطى المال والدماء..؟؟