17 نوفمبر، 2024 6:38 م
Search
Close this search box.

ذاكرة أوباما بحاجة إلى من يسعفها !!

ذاكرة أوباما بحاجة إلى من يسعفها !!

على غير العادة والمتوقع فان الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) بات كثير النسيان وقليل التذكر ، الأمر الذي يثير الحيرة ويبعث على الاستغراب ، ليس فقط كونه المسؤول الأول الذي يتربع على عرش أكبر إمبراطورية سياسية وعسكرية وحضارية في العالم فحسب ، بل وكذلك لكونه ينتمي إلى أصول شعوب قلما تتهاون حيال تمسك أجيالها بذاكرتها التاريخية والاعتزاز بمخيالها الجمعي . بحيث إن ذلك الأمر مكنها من النجاح في صراع البقاء والتواصل ، برغم كل المآسي الإنسانية التي لحقت بها على مرّ التاريخ من قبل (أسيادها) المتحضرين . واليوم يفاجئنا ، لا بل يصدمنا ، الرئيس (أوباما) حين يتحدث عن دور الصراعات الطائفية والعرقية في كل من العراق وسوريا ، بطريقة كما لو أن مجتمعات / حكومات هذه البلدان هي المسؤولة عن انبثاق وتوطن الجماعات الأصولية المسلحة ، ومن ثم استشراء عنفها الطائفي بهذا القدر من القسوة والوحشية ، جراء إصرارها وتعنتها على انتهاج هذا الضرب من السلوك البربري في التعامل مع الآخر !! . ألم أقل لكم أن (أوباما) أضحى بحاجة ماسة إلى من ينشّط له ذاكرته المعطلة وينقّي له وعيه المشوش ، بحيث يتمكن من استيعاب ما يراد له أن يطمره في غياهب النسيان من أمور ، وإدراك ما يراد له أن يركنه في دهاليز اللاوعي من قضايا . ولإسعاف ذاكرتك وتنشيط مخيلتك نقول ؛ لعلك يا سيادة الرئيس تناسيت ما لدولتكم (الديمقراطية) جدا”من دور غير مشرف وغير إنساني ، لا في صيرورة تلك الجماعات وتناسلها وتهجينها فحسب ، وإنما في تدريبها على أساليب القتل الهمجي ، وتسليحها بأعتى الكراهيات الدينية / الطائفية والأحقاد القومية / العنصرية ، لكي تذبح وتتذابح بتلك الطريقة البشعة ؟! . هل نسيت يا سيادة الرئيس إن دولتكم (المؤفرة) هي من أسقط الدولة في بلدي وقوض هيبتها وفكك مؤسساتها وعطل قانونها ، بزعم إن النظام السابق كان يستغلها لبناء ترسانة من أسلحة الدمار الشامل ، في حين ثبت للقاصي والداني أن لا وجود لها بالمطلق ؟! .
وهل نسيت يا سيادة الرئيس أن أول من أدخل (فرق الموت) المرتزقة إلى العراق ، لتباشر زرع الفتنة الطائفية بين مكونات المجتمع العراقي ، هو سفير حكومتكم (الحريصة على حقوق الإنسان) السابق المحترم (نغريبونتي) ؟! . وهل نسيت يا سيادة الرئيس إن عناصر قواتك المسلحة المدربين على مراعاة القيم (الحضارية والإنسانية) ، هم من كان يحطم أبواب الدوائر الحكومية والمؤسسات الرسمية ويحث سلالات (علي بابا) لممارسة مهرجانات السرقة لممتلكاتها وكرنفالات التحطيم لأصولها ، وان تعذر عليهم فعل ذلك فلا بأس من حرقها ، فالأمر مباح لهم ومن دون أية قيود ؟! . وهل نسيت يا سيادة الرئيس إن حكومتكم (الرشيدة) هي من وزع أسلاب الدولة العراقية على قادة المليشيات التي جاءت بصحبة قواتكم وتحت حماية بنادقها ، لتؤسس ما كان مخطط له من قبل في مراكز بحوثكم الرصينة وأقبية مخابراتكم الحصينة ؟! . وهل نسيت يا سيادة الرئيس إن دستور العراق الحالي الملئ بألغام الأزمات والمحشو بصواعق الصراعات الموقوتة ، صيغ بموافقة حكومتك (العادلة) ووضع تحت إشراف مسؤوليكم (النجباء) ؟! . ولكي لا أطيل قائمة التذكير بانجازاتكم العظيمة في العراق (الدم – مقراطي) ، أتساءل أفبعد كل هذه الأفعال الشنيعة والممارسات الفضيعة ، تأتي وتحدثنا – وكأننا بلاهاء – عن العصابات والمليشيات المسؤولة عن استشراء دوامات العنف الطائفي والعنصري ، التي تجتاح العراق وبلدان أخرى من العالم العربي – لا أريد أن اتطرق هنا إلى دور أمريكا في موضوع سوريا – لتحاول الإيحاء لنا بأن أمريكا بريئة من دماء العراقيين التي تسفك على مذبح الديمقراطية المزعومة ، ملثما الذئب بريْ من دم يوسف !! . وأخيرا”وليس آخرا”؛ كيف تسنى لك يا سيدي الرئيس نسيان واقعة إن (مشعل الحضارة) الذي حملته دولتكم (المباركة) ، لتمدين الهمج والبرابرة من الهنود الحمر والأفارقة والآسيويين ، عبر حملات التطهير والاستئصال لشأفتهم بطريقة (رحيمة) ، بحيث أنهت وجودهم الإنساني والحضاري من على وجه البسيطة . سوف لن ينالنا نصيبا”من إشعاعه الحارق ونوره المهلك ، ولكن هذه المرة بطريقة لا تتلوث بها أيديكم ، وإنما ترك مهمة انجازها لأصحاب الشأن أنفسهم بطريقة نظيفة وغير مكلفة !! .

أحدث المقالات