منذ أكثر من 3 سنوات أمامنا التجربة السورية التي بدأت بمسيرة بسيطة والشعار: الله سوريا حرية وبس.ثم تطورت الأمور الى تنسيقيات ثم مجالس عسكرية ثم قتال شرس وتفجير وتهجير وقطع رؤوس وتدمير البنى التحتية . وكان بإمكان النظام السوري حل الموضوع سلمياً, بالحوار والتفاهم وتلبية بعض مطالب الجماهير السورية المشروعة, التي غيبت عشرات السنين .ولَجْم دوائر المخابرات التي كابد منها إخوتنا السورين أقسى أنواع الأهانة والتسلط والأرهاب .والنتيجة واضحة أمام كل منصف دمار وخراب وقتل وتهجير .بعد أن وجدت عناصر الظلام أرضاً خصبة فأشاعت الأرهاب, سيما إنها دُعِمت وموِلت من دول عربية شهد التأريخ والواقع إنها مفارخ للأرهاب وداعمة له بالمال والسلاح والشحن الطائفي.كما لم تحسن الدول والأحزاب المساندة للنظام السوري التصرف. فساندته ولم تَصْدُقه النصيحة.بل صبت الزيت على النار فإحترق الشعب السوري ودمرت سورياً جملة وتفصيلاً وبلا رحمه .وأصبح مصيرها ومصير شعبها تتلاعب به أميركا وروسيا وإيران وتركيا وقطر والسعودية.والكل لاهم لهم إلا مزيداً من الهلاك لتحيا إسرائيل وتسعد, سواء عن قصد أو غباء سياسي وقلة حكمة ودراية بالحل المنطقي وهو الأنتقال بسوريا الى حكم جديد. يتم عن طريق الأنتخاب الحر المباشر بإشراف دولي محايد. فلا السلطة إستمعت لصوت العقل ولا المعارضة بما فيها من زمر مؤدلجة بفكر التكفيرو القتل والترهيب جنحت للسلم ,حقناً للدماء.وحفظاً لسلامة سوريا وشعبها المظلوم.
واليوم تتكرر التجربة في العراق .ولم يَكْفِ منظرو الخراب والفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد ما حل بالعراق منذ عقود منْ ظلم وحروب وتجويع وتهجير وتغييب قسري ومن ثم عشر سنين من الفساد و القتل والتدمير ودفع الشعب للأحتراب الطائفي . فأعادوا التجربة السورية للعراق..فكانت الإعتصامات التي بدأت بمطالب بسيطة منها مشروع وآخر مغرض .وقلنا وقال العديد ممن أسدوا النصح. إن العراق بحاجة لمصالحة وطنية حقيقية لا مصالحة وهمية ورقيةإعلامية. العراق بحاجة الى عبور الماضي, كما عبرته دول أوربا الشرقية وروسيا, وكما تجاوزت جنوب أفريقيا التمييز العنصري. وترك الأمر للقانون يأخذ مجراه ويحاسب من أجرم بحق الشعب, وترك التهميش والأقصاء والأجتثاث والمسائلة والعدالة. هذه الأمور التي طبقت وفق نظرية الكيل بمكيالين, حيث حوسب وجُرِّم البعض وتُرِك البعض حسب العلاقات والأنتماء.وإجتث البعض بقرار قضائي كما جرى مع السيد صالح المطلك والدكتور ظافر العاني ثم بقدرة قادر أعيد النظر بهذا القرار وتبوأ الدكتور صالح المطلك منصب نائب رئيس مجلس الوزراء.ودخل قبة البرلمان السيد ظافر العاني .ولا ندري كيف تبدل القانون وتغيرت الأمور.
وطالب الناس بالتسريع في محاكمة المتهمين لا زجهم بالمعتقلات سنين ثم يطلق سراحهم كون ذلك كان خطأ.
تتصاعد الأحداث وتتسارع وتُعْلَن إمارة الدولة الأسلامية في الرمادي والفلوجة ثم سليمان بيك.وتشكل مجالس عسكرية في التاجي وأماكن أخرى وتصميم على حرق المركز التجاري في بغداد والعراقيين بلا حل سياسي بل هو مُستبعد وفق رؤية ومنهج أصحاب الحل والعقد .والأتجاه هو للحل العسكري الدامي وكلفته الباهضة.والسكوت مريب من الساسة و المرجعيات الدينية والأجتماعية.
ومن اللافت للنظر سكوت الطرف الكردي عن أخطر قضية تمر بالعراق. فهم يراقبون و ينظرون بسرور ما يجري لأنه يصب بمصلحتهم. فعندما يضعف العراق العربي يسهل عليهم قضمه وإبتزازه وتحقيق مطامحهم غير المشروعة, بالأستيلاء على أرض أوسع وأكثر مما يستحقون .ونهب ثروات عراقية أكثر.
ألم يحن الوقت والأوان للتحرك الجدي لحسم الأمر وإعادة اللحمة للشعب وتجاوز الخطر الداهم.أم إننا مستسلمون منتظرين أن يتحقق الأمل الصهيوني بتفتيت العراق وتخريبة بأدوات عربية إسلامية.
أنا أرى إن على المرجعيات الدينية اليوم أن تصدر أمراً للجميع بوقف إطلاق النار لمدة إسبوع يدخل فيها الجميع بمفاوضات جدية بإشراف المرجعيات الدينية والوطنية المحايدة قبل فوات الأوان.وهذا تكليف وطني إنساني إسلامي شرعي لوأد الفتنة.وتفويت الفرصة على من يريد بالعراق الشر.وسيتحمل الساكتون وزر ما سيحل بشعب العراق .ولا حول ولا قوة إلا بالله.