ان المراقب للدور السعودي حاضنة الفكر الوهابي المتطرف ، المتمثل بالدور التأمري منذ ثمانينيات القرن الماضي في تغذية الصراع العسكري المسلح بين العراق وايران لإضعاف دور الاخيرة والحد من اطماعها التوسعية ونفوذها الديني في المنطقة ، كونها تمثل القاعدة الشيعية الكبرى في العالم الإسلامي وحلقة الصراع التاريخي والحضاري العربي الفارسي وقد لعبت السعودية دورا كبيرا في تغذية التطرف الاسلامي وتمويل ودعم الجماعات الاسلامية المتشددة اعلاميا وعقاىديا وفكريا وتوجيه الاعلام المغرض ضد الشيعة لتقويض الحركات الشيعية في العالم العربي والمساهمة في عمليات اغتيال وتصفية علماء الدين الشيعة، للحد من اية نشاطات دينية شيعية في المنطقة الخليجية التي تشكل خطرا على امنهم ونظامهم ومجتمعهم . والمتتبع تاريخيا لمشهد مسلسل التامر السعودي سيجد ان هذا السلوك العدواني مقترن بالصراع الوجودي بين الحركة التحررية الشيعية المحافظة على التراث والاصول في المذهب الشيعي فكرا ومنهجا وتطبيقا ، وبين الحركات والتيارات المتطرفة الاسلامية المناهضة لتبني افكارال البيت ع واتباعهم’ونزعة تلك الجماعات للسيطرة وتولي مقاليد الحكم والسيطرة على المنطقة العربية برمتها .أن المنطقة الخليجية وبحكم سيطرة الحركة الوهابية على مفاصل مهمة على رأس المملكة السعودية في الادارة والاستخبارات والمؤسسات الامنية على كافة المستويات لعبت دورا هاما في تبني شكل ونظام الافكار والسياسات الحاكمة الاموية، والعباسية، والعثمانية، ودمجها في ايديولوجية الحكم الوراثي ،في التمييز الرسمي ضد الشيعة والذي يتضمن الممارسة الدينية، والتربية، والمنظومة العدلية والاجتماعية فيما يعمد المسؤولون الحكوميون حتى في داخل المملكة إلى إقصاء الشيعة من بعض الوظائف العامة والرفض العلني لمذهبهم او اصدار الموافقات الى بناء دور العبادة بهم ووصفهم بشتى الاسماء والتوصيفات التي تلغي عروبيتهم ونعتهم بالرافضة
وقد ساهمت هذه السلوكيات المعلنة رسميا في تشجيع المدارس الوهابية وبناء شبكات الاعلام المرئية والا مرئية، وتغذيتها بالبرامج المجهزة لتعميق الفجوات واثارة النعرات بين المسلمين، ورفد المؤسسات الدينية والتعليمية من خلال الخطباء والدعاة والقنوات الاعلامية المضللة في تشويه مفاهيم المذهب الشيعي باستخدام اساليب الكذب والتشويه والتحريف وتضليل الرأي العام بالافكار والمعتقدات الخاطئةعنهم , والتي ساهمت في ارساء ثقافة الحقد والكراهية في تلك المجتمعات , بعد احداث احتلال العراق واسقاط نظام الطاغية واجلاء القوات الاميركية من العراق وانتهاء دورها عسكريا .بعد ان سيطرة الاحزاب الشيعية على الحكم في العراق بما أفرزته نتائج الانتخابات ,شكلت هذه المعادلة الجديدة في المنطقة خطرا امنيا وعقائديا يهدد المصالح الخليجية من خطر الامتداد والنفوذ الشيعي الجديد في المنطقة والذي كان يحظى بدعما اقليميا من الاسلامية الايرانية,حتى حاربت هذه الدول بكل طاقاتها ومشاريعها وعن طريق اجنداتها الداخلية والخارجية بشكل مباشر وغير مباشر سياسيا واستخباريا في تحقيق التوازن او اعادة النفوذ والسيطرة السياسية للسنة في العراق ومما لا شك فيه ان هؤلاء الذين طالما تأمروا على الشعب العراقي وامدوا قتلته بكل وسائل الدمار والخراب يسعون بكل الطرق اليوم لاعادة قتلة الشعب العراقي لواجهة السلطة من البعثيين والصداميين والارهابيين لسلطانهم الزائل ،ويرفعون شعارا زائفا تحت عنوان ان هذا التغيير يهدف الى ايقاف اراقة دماء العراقيين وايقاف الحرب والفوضى . وهم من ساهم في سفك هذه الدماء فكرا ومالا فالاتتحاريين الذين ابادوا الالاف من الابرياء كلهم يحملون الفكر الوهابي التكفيري والاموال التي تنفق بسخاء على القتل اعترف بها حلفائهم الامريكان عندما قدم مجموعة من اعضاء الكونجرس الأمريكي بيانا موثقا فيه اسماء العديد من الامراء السعوديين الممولين للارهاب في العراق مما اضطر السعودية ومن خلال ملياراتها الفائضة الى تحريك اللوبي السعودي في واشنطن الى سحب هذا التقرير واعترافات السعوديين والتكفريين وشهادات الدول العربية والاوربية التي توضح وبالتواريخ والوقائع عن دور بعض المنظمات السعودية المرتبطة بالنظام السعودي في تجنيد وتمويل الارهابيين من شمال افريقيا واروبا وارسالهم للعراق فضلا عن اعترافات التكفيريين الذين تم القبض عليهم بالعراق والتي تؤكد على دور مشايخ الوهابية المرتبطين بسلاطينهم في اصدار الفتوى التي تحرضهم على ابادة الشيعة وتمدهم بالمال اضافة الى المواقع ووسائل الاعلام السعودية التي لاتعد ولاتحصى والتي تاجج الفتنة الطائفية وتدفع بالتكفيريين الى الاتجاه نحو العراق لحصد الالاف من اطفال ونساء العراقيين التي تدعي السعودية انها حريصةعلى دماءهم هذه الحقيقة معروفة للجميع ومنذ ان حصل التغيير في العراق.
والسعودية هي المحرك الفعلي لاثارة الملك عبد الله من مخاطر الهلال الشيعي وهي ايضا التي جعلت حسني مبارك يصرح من ان انتماء الشيعة في البلدان العربية لايران وليس لأوطانهم ولهذا عندما قامت الانتقادات العديدة حول تلك التصريحات وقف سعود الفيصل مدافعا عمن حركهم وحصلت هذه التصريحات من قبلهم بعد زياراتهم للسعودية مباشرة لكن كل هذه الأمور كانت تجري بالخفاء لان امريكا في بداية الامر كانت تعول على نجاح الديمقراطية في العراق والسعودية من اكثر الدول العربية تحسسا من الديمقراطية والاصلاح يضاف اليها الطائفية وكراهيتهم للشيعة التي تتبناها السعودية دينا يتعبد به الوهابيون ومنطلقا للمؤامرات على الشعوب الاخرى. وكانت السعودية لاتزال محاصرة بعد انكشاف دورها في تفريخ التكفيريين الارهابيين كالقاعدة وغيرها من التنظيمات الارهابية لكن ما ان اشتعل الصراع بين ايران وامريكا واسرائيل حول مفاعل ايران النووي حتى اغتنمتها السعودية فرصة وذهب سعود الفيصل لامريكا ليقول علنا انكم سلمتم العراق على طبق من ذهب لإيران التي حاربناها معكم ثمانية سنين من اجل ان لاتصل ايديهم الى العراق, ومن الملاحظات الظاهرة التي تظهر هذا الموقف السعودي الجديد وتامرها للمرة الثالثة لتدمير الشعب العراقي هو انقلاب الصحف والوسائل الإعلامية الممولة سعوديا التي تدعي الليبرالية كالشرق الاوسط والحياة وايلاف والعربية على التحول الجديد في العراق واصبحت منبرا دائما للبعثيين تدافع عن الإرهابيين والصداميين بعدها تم انتقال الدور الخليجي مستغلة ما تسمى بثورات الربيع العربي لتدعم ما تشاء من الاطراف على حساب طرف اخر منتهجة الاسلوب الطائفي القذر في زعزعة امن الدول وتصويب مسار البعض الاخر لحسابها ولمصالحها الاقليمية والطائفية في احداث سوريا واليمن والبحرين وموجة الاغتيالات الموجهة ضد اعلام الشيعة في تلك الدول حتى امتد نفوذها البغيض الى نيجيريا واحداث المجزرة الاخيرة بحق اتباع شيعة ال البيت .
ولم يقتصر هذا الدور وحسب بل اجهرت علنا عن تحالفها الإسلامي المزعوم بعد استبعاد ايران والعراق وسوريا ليكشف عن نواياها ودوافعها الخطيرة في تشكيل قوة اسلامية ظاهرها الإيمان وباطنها الكفر .بعدشرح هذا الدور السعودي والخليجي الواضح للعيان في ارجاع القتلة وبعد كل هذه المجازر المنظورة ماهو الواجب الملقي على الحكومة العراقية والشعب العراقي ؟الذي دفع الثمن باهظا لهذا الدور القذر والذي بدا منذ تحالفهم مع صدام، فصدام هو من اشعل النار لكن الزيت الذي ادام تلك النيران لمدة ثمانية اعوام كان زيتا خليجيا وسعوديا بالاخص ولن ينسى الشعب العراقي عندما كاد ان يقضي على عصابة الإجرام عند انتفاضة عام 1991 مقولة فهد ( صدام ولا الشيعة ) واتصل ببوش الاب طالبا منه فك الحصار عن قوات الحرس الجمهوري والإسهام في ابادة نصف مليون عراقي وكما اعترف بذلك شوارسكوف قائد القوات الامريكية ولكي لانسمح بارجاع القتلة الذين يعلنون وبعد كل هذه الجرائم انهم في حالة عودتهم للسلطة لم يعد امام اكثرية الشعب العراقي سوى الابادة التامة او الهروب الى ايران لانهم صفويون ولم تكن تسميتهم للشيعة بالصفويين اتية من فراغ بل تحوي هدف معلن وعندما يقضون على الشيعة سيتوجهون للأكراد لتحقيق حلم تركيا الحليف الاستراتيجي الطائفي للسعودية للسيطرة على شمال العراق لتحقيق اطماعهم التوسعية، وكما فعلوا ابان الانتفاضة الاولى. ,اعتقد حان الوقت اليوم لاقامة الحلف الشيعي الكبير وتوحيد صفوف كل الفصائل الشيعية للوقوف بوجه الحلقة التأمرية الخطيرة ،ودك معاقل ال سعود للقضاء على كل فتن المنطقة وهذا هو الواجب والمسؤولية الاخلاقية والوطنية والشرعية للقضاء على راس الكفر والمؤامراة في المنطقة. الذئب الذي ينهش في جسد الأمة العربية .