هل الطيبة ، لصيقة الوفاء ، وهل الوفاء لصيق الوعي ، وهل الوعي لصيق التربية العائلية ؟ هذه الاسئلة مثلت عندي اساساً مهما في رؤيتي للحياة ، وما ينشأ عنها من شخوص ..
والانسان الطيب ، لا يخجل من طيبة قلبه ، فالطيبة ليست ضعفاً بل قوة ، وها هي الجوهرة لا تخجل من بريقها ، والمرء يكون طيباً حين يبعث السرور والسعادة للآخرين ، من خلال تذكرهم ، والتواصل معهم .
وفي حياتي ، مرّ كثيرون ، جعلوا الطيبة ونكران الذات مسلكهم .. فأجزلوا العطاء الانساني والقيمي بلا حدود ، فألبسهم الله رداء المحبة والنجاح ، كما مرّ كثيرون من كان شعارهم نسيان افضال الآخرين عليهم ، فلبسوا رداء التكبر ، لكنهم اكتشفوا بعد حين ان ذلك الرداء فضفاض عليهم ، فكانوا مضحكين ، ثم غابوا عن مسرح الحياة .
نعم ، ان صاحب القلب الطيب إنسان يشعر بألم وأحزان غيره، ويؤلمه أن يراهم يعانون ، لذلك يشاركهم هذه المشاعر وكأنه هو من يعاني هذه الآلام ، ويفرح لفرحهم ، وكأنه هو صاحب الفرح نفسه .
لن ازيد في سطوري ، عن الطيبة والانسان الطيب ، لكني اشير الى انسان ، تعرفتُ عليه خلال السنوات العشرة الاخيرة ، فوجدت فيه نموذجا لإنسان شعاره : ” الطيبة .. هي انتصار الانسان على النفس الامارة بالسوء” فبدأت بمتابعة نشاطاته ، فلاحظتُ تصاعدا عنده في العطاء والتميز ، وفي القيام بمبادرات بيضاء ، تنبع أصالة ونبل ، وسعيه الى الاستزادة العلمية ، مرحلة اثر مرحلة ، بجد ومثابرة ، فهو فعلا ” مؤسسة في رجل ” تفكيره يسبق عمره ، اراه مستمرا في اضفاء الفرح الى من سرقهم الزمن ، وباتوا على اطراف الحياة ، يشعرهم بوجودهم ، باعثا الامل في ارضهم التي غاب عنها الارواء ، وايضا في بث روح حب الثقافة لدى اسرته ، وفي رعاية ابناءه ..
إيماني راسخ ، إن رأسمال الإنسان الطيب هو تربيته العائلية ومصادره الفكرية والوجدانية والاجتماعية التي تنمو وتتطور باستمرار مع سلوكيته ، فالعناية بالآخر منذ طفولته عقلاً وروحاً هي المنبع في الحياة بمواقعها ومسؤولياتها الكثيرة .
الإنسانية والطيبة أساس جوهر الوجود البشري وذاته الروحانية، وهي صفات يكتسبها المرء من خلال التربية الصحيحة بالصغر، تربيةٌ تُقوي استعداداته الروحية الكامنة بوجوده، تدعم قدراته الفطرية وإمكاناته الإنسانية لفعل الخير ، والابتعاد عن الأنانية والحسد ..
اخي الاعلامي والكاتب د. علاء الحطاب ، انت جوهر سطوري اعلاه ، ومصدرها ، كم سعيد بك ، وبمحبتك ، وبمساحة الود التي تمتلكها تجاه الأخرين ، لاسيما الرواد في مجال العطاء الاعلامي ، وتأسيسك لذاكرة سياسية عراقية ، من خلال برنامجك الناطق المتمثل بمؤسسة ” خطى ” المعنية بتاريخ العراق السياسي ..
لك محبة بسعة فجر الصباح .