23 ديسمبر، 2024 12:10 ص

بر الوالدين دِين ودَين فالأول يأخذك إلى الجنة والثاني يردهُ لك أبنائك، فكما تدين تدان ليس فقط في الانتقام بل ستُدان حين تبر أباك أو أُمك أو تجبر خاطرهم او تزيل همهم وتسعدهم؛ فإن بذلت البر لوالديك سخر الله أبناءك لبرك وإن عققت والديك سَلَّط الله أبناءك لعقوقك وستجنى ثمرة العقوق في الدنيا قبل الآخرة، والبار بوالديه لا يموت ميتة سوء فكل ما تفعله لوالديك سيعود إليك.
إن ألله منَّ عليكم بنعمة الآباء والأمهات وأنتم لا تدركون قدر هذه النعمة ولن تشعروا بها إلا عند فقدهم؛ فالأم حياة والأب نفس ومن الصعب استيعابهم فهم جنة في الأرض وحياتنا معهم عباره عن ملخص لتجارب وعبر، مهما صعب وشق عليكم الامر اغدقوا على ابائكم انواع العطاء كي لاتندموا حين لاينفع الندم لذا اهتموا بهم وامنحوهم من اوقاتكم وقتاً واغمروهم بالمحبة ردوا ولو جزء مما قدموا ولاتبخلوا عليهم بشيء فهم ضيوف وقد لايسعفنا الوقت طويلاً لأسعادهم. إن كل القلوب يغيرها الوقت ‏إلا قلب الأم جنه دائمة فلا يوجد في الحياة أجمل ولا أطمئن من حضن الأم فإذا غابت الأم غابت الحياة؛ الأم هي الكائن الوحيد الذي يحتوي على جهاز استشعاري تنبؤي في حالات سوء القدر فلا تتعجب إذا منعتك من الذهاب أو الخروج فالأم قادرة بدعائها أن تغير مسار القدر إليك.
عندما يبلغ الوالدين الكبر عتياً فهم بحاجه إلى برّكم ولطفكم يجب أن نحسن التصرف معهم فلهم طريقتهم الخاصه ولقد ذكر الله عز وجل [وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا]؛ إنّ فضل بر ‎الوالدين يبقى حتى لو اخطئوا بحقك فهم يبقوا والديك، وأن الحرص على أرضائهم من أسباب التوفيق والسعادة ورضى الله وكم يكونون سعداء عندما تجعلهم يشعرون بالشكر والامتنان على ما قدموه لنا عكس عقوق الوالدين التي هي من أكبر الكبائر وهي سبب من أسباب الحرمان من الجنة والطرد من رحمة الله.
ختاماً..
سيظل أبي حباً يحكيه دعائي وستبقى أمي شمعة تُنير قلبي، لكون أبي غرس حب الله في فؤادي وأمي جعلت كل حيّز من قلبي حياة.