22 نوفمبر، 2024 6:54 م
Search
Close this search box.

ديوان للبقر  

الطيبة والكرم من شيمة العراقيين وتقاليدهم التي يواظبون عليها , و يتمتع اهل الجنوب وخاصة في محافظة البصرة وتحديدا في قضاء شط العرب الى ابقاء ابواب البيوت مفتوحة للجميع , وتكون اول الابواب باب (الديوان ) او الديوانية او غرفة الخطار , لكي يدخل الضيف مباشرة اليها لكونها بعيدة عن حرمة البيت (النساء ) .
وفي منزل الشيخ يوسف العرزال في قضاء شط العرب (التنومة) وفي مثل هذه الاجواء المرتفعة بالحرارة المصاحبة لقطع التيار الكهربائي , اعتكف الناس عن الزيارات ومضايقة الجيران لهذه الاسباب وفضلوا الصبر وانتظار الفرج في منازلهم , الا ان (الحلال) من المواشي والاغنام تسرح في البساتين تبحث عن العشب و الظل لتحمي انفسها من غيض الصيف , بينما هذه البقرة وجدت تيار للهواء البارد ( التكيف ) يتسرب من هذه الباب حتى استراحت فيه معبرة عن راحتها في الديوان واصبحت ضيفة خفيفة عليهم , ولم يتفاجئ اصحاب الدار لانهم يعرفون شدة الحرارة التي تجاوزت 50 درجة مئوية في البصرة , ولكنهم احتاروا بكيف اكرام ضيفتهم خاصة انها سيدة الكرم بحليبها ومشتقاته وحتى بلحمها , لانهم لم يعدوا لها الشربت والشاي مثل بقية الضيوف المتعارف عليهم , وانها تستطعم نباتات الارض ؟
وربما هذه البقرة بنت الحمولة افضل من كم شيخ مزور يدعي الشيخة وهوس ونوص في الدوواوين والمؤمتمرات من اجل المناصب بينما هذه المسكينة التي توفر لنا الحليب ومشتقاته واللحوم , تبحث فقط عن مكان يؤيها من غيض الصيف ولسعات حراراته , في الوقت الذي لا نستفاد من هؤلاء الا العنصرية والطائفية من اجل مناصبهم التي يسعون لها من اجل نهب العراق وليس لخدمة ابناء جلدتهم .
هذه الصورة ليست للفكاهة والكوميديا بل هي واقع لحال الكهرباء في العراق في ظل ارتفاع درجات الحرارة , فاذا كان الحيوان يهرب من هذه الاجواء فكيف هو حال الانسان يا وزارة الكهرباء ؟ .

أحدث المقالات