19 ديسمبر، 2024 10:27 م

قال الزعيم الهندي غادي:”
أولئك الذين يقولون إن الدين ليس له علاقة بالسياسة لا يعرفون ما هو الدين”.
يتفق كافة المسلمين, على أن الدين الإسلامي دينٌ متكامل, ودستوره القرآن الكريم, الذي يجمع كل نواحي الحياة, سياسية, اجتماعية, علمية, تأريخ…, إلا أن معاوية الأموي, قد فَصلَ بين السياسة والدين, حيث قال للإمام الحسن بن علي(ع): “دينُ جدك لك والحكم لي”.
عند مسير الحسين عليه السلام, ووصوله بمقربة من الكوفة, التقى به الحر بن يزيد الرياحي, في ألفٍ من الفرسان, وكانوا عطشى وخيولهم تعبة من المسير في الصحراء؛ فأمر الحسين عليه السلام أهل بيته, أن يسقوهم الماء ويرشفوا الخيل ترشيفا, مع علم سبط الرسول عليه الصلاة والسلام؛ يعلم أن ذلك الجيش, إنما جاء لمنعه من دخول الكوفة.
قال رسول الإنسانية, عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:” إنما الدين المعاملة”, والسياسة دون معاملة إنسانية, ماهي إلا حكم همجي, لا هَمَّ لٍمَن يؤمن به, إلا استعباد الشعوب, والسيطرة على ثرواتهم, فيعمل تبعاً لذلك, على انتهاكِ كل الأعراف, التي لها علاقة بالإنسانية, لتصبح القاعدة التي يعتمد عليها, الحياة للأقوى.
لقد أخطأ الحر بن يزيد الرياحي, وهذا طبيعي جداً, فهو قائد في جيش دولة, ولكن التراجع عن الخطأ, في الوقت المناسب, هو الفوز العظيم, لما يترتب على الخطأ من سلبياتٍ, تؤدي إلى التهلكة, وهكذا فعل الحر, الذي ترك الجيش الأموي, ليلتحق بالحسين عليه السلام, وينال الشهادة والسعادة الأبدية.
ساسة العراق الحديث, أخطأوا بحق الشعب, ونفذ بعضٌ منهم, أجندات خارجية ضد المصلحة العامة, فمتى يتحلوا بأخلاق الحُر, ليفوزوا بحسن العاقبة, قبل فوات الأوان.
منطقة المرفقات

أحدث المقالات

أحدث المقالات