25 أكتوبر، 2024 10:30 ص
Search
Close this search box.

دين أم متاجرة بالدين؟!!

دين أم متاجرة بالدين؟!!

سؤال يستوجب الحضور في المجتمعات التي ترفع رايات الدين وتطغى على وسائلها الإعلامية الوجوه المدعية بأنها تمثل الدين , وواقع حالها ينخره الفساد والإفساد وتنعدم فيه القيم والأخلاق , ويسود الظلم والقهر والحكم بالحرمان من الحاجات.
مجتمعات تتسلط فيها الأحزاب التي تسمي نفسها دينية , وما أجنزت سوى الخراب والدمار وإشاعة الضلال والبهتان , وكل منها يقول بأنه يعبر عن الدين , وقادتها من أفسد الفاسدين وأمهر المتاجرين بالدين.

في هذه المجتمعات يجب أن نتساءل عن المقصود بالدين , وما هو تعريف هذه الأحزاب للدين , وما تعنيه بأنها دينية؟!!

إذ لا بد من الوصول إلى جوهر مقاصد المصطلحات والمسميات , وإلا يتحقق قتل الدين ومنطلقاته الإنسانية الرحيمة بما تدعيه هذه الأحزاب التي بسلوكها تعادي الدين.

إذا بحثنا عن الدين العمل فلن تجد له مكانا ولا دورا في الحياة العامة , بل ينتشر النقيض تماما , وإذا بحثنا عن الإدعاء بالدين , فالمجتع بأسره يرى أنه يمثل الدين , وأن ما يقوم به كل واحد هو الدين القويم , وعندما تبحث عن المنافع المشتركة المتحققة يإسم الدين , لن تجد إلا التناحرات والتصاراعات والطائفيات والمذهبيات والمناطقيات والتحزبيات , والفرقة العارمة والسوء المستقيد.

فأين الدين الذي يُدّعى؟!!

وأين الرب الذي يعبدون؟!!

إن ما تقوم به الأحزاب المدعية بالدين ومن يمثلها من الرموز السياسية المعممة , سلوك معادي للدين ومدمر لروحه وقيمه ومعانيه وجوهر ما فيه , وقد أنجزت ذلك بإتقان مبين , على مدى عقدين من الزمان , فأوجدت جيلا يعادي الدين وينكره وينفر منه بما أقدمت عليه من سلوكيات متنافية مع أبسط القيم الإنسانية المعاصرة.

وهذا يعني أن المجتمعات التي تسيّدت فيها أحزاب مدعية بالدين , ستتحول إلى مجتمعات بلا دين رغما عن الذين يتصورون غير ذلك , لأن معطيات العصر وتفاعلاته المستنيرة قد تجاوزت مفاهيم الأديان , وأمعنت في تحقيق إرادة الحياة الحرة الكريمة.

ولهذا فأن مصير الأحزاب المؤدينة إلى بئس المصير , ولن تدوم لو آزرتها قوى الدنيا بأسرها , لأن إرادة العصر وقوانين الدوران عصية على أية قوة أرضية , مهما توهمت بجبروتها وعنفوان ما تملكه من إقتدار فتاك.
فالأرض تدور وكل ما عليها يتبدل وأن رحمها ولود , ولن يدوم أي حزب متمذهب حقود!

أحدث المقالات