لا اريد ان ازج حروفي الشابة فكريا وسط معترك الاحداث ضمن المجموعة الفلكية لهذا العالم الافتراضي سواء على الصعيد السياسي او الامني او الاقتصادي فربما تقتل برصاص الانتقاد .. بقدر تعلق الامر بزيارة بسيطة واتمنى ان تكون خفيفة الظل لتلك الاصعدة الثلاث ، التي اراها من وجهة نظر تلتصق بالاشياء العلمية دون التعكز على اي جانب عقائدي او مذهبي او انتماء اديولجي او ماشابه ذلك ، ارى ان المجتمع العراقي ومن خلال متابعتي طيلة الشهور الاربعة الماضية ” اثبت تطبيقيا نظرية جديدة في عالم السياسة ” هذه النظرية حيرت الكثير من المهتمين بالوضع العراقي ومزيج مجتمعه المعقد ، وطابورهم طويل قد لاينتهي #بعلي الوردي ، اليوم وحسب اعتقادي ان هذه النظرية تفك طلاسم الواقع السياسي وتفسر تعابير هذا الوجه الذي بدى واضحا عليه وخزات البوتكس ، اذ ان الصفة المهمة التي بني عليها النظام السياسي هي “ثرثرة غالبية الشعب ” وعلم النفس الحديث يقول ان الشخص الثرثار لايستطيع انجاز ٨٠ ٪ من اعماله دون الاعتماد على الاخرين وهنا تأتي هذه الشهادة في سبيل الحصر وليس الجزم ، اذا عندما اشتدت حرارة الاجواء في فصل الصيف خرج البعض من ارباب السوابق التظاهرية ان جاز لي التعبير خصوصا في مرحلة كانت الثرثرة عزباء وتخشى اعراف المثقفين ، اما في الوقت الحالي فقد سال لعاب المتصيدين في شطحات فرسان ساحة التحرير ليحركوا طاحونة الاشاعات في محاولة اخرى لتوسعة رقعة الثرثرة وخلط الاوراق في الوقت الذي جاء العديد ممن يساند مفهوم التظاهر الحقيقي ولكن هم كذلك تعودوا على الثرثرة وبذلك اشتعلت النيران تحت طبيخ الثرثرة وفاحت رائحة التسويف لمطالب الجمهور واخذت الاطراف السياسية تصبج اكثر انتعاشا وهي خير العارفين بطرق التذوق المعنوي للاحداث لمواكبتها دراسات علم النفس الحديث ، ومع تقدم عمر التظاهرات حان فصل الشتاء وارتفع منسوب المياه وغرقت المدن بالكامل ، ليسجل فصلا جديدا من الكوارث بحق الانسانية ، ولكن لم نشاهد تظاهرات او ممارسة ديمقراطية شتوية بمعنى الكلمة وبزخم يوازي حجم المعانات سوى ثرثرة الفديوهات الساخرة في كثير من الاحيان ، والرأي السائد هنا يحتاج المثرثرون الى تفويض مراجعهم العقائدية والفكرية ايضا حتى يخرجوا للمطالبة بالحقوق ؟ وهذا الاستفهام من حق كل شخص ان يعبر عنه بطريقته الخاصة ، الامور وصلت الى نقطة الصفر بفعل ” السياسة الثرثرية . ان صح التعبير ، وربما لايعود فرسان المهُرة المدنية المنقسمين هذه المرة الى اكثر من جبهة بنفس سابق عهدهم في ساحة التحرير ، وذلك الحديث عن عفوية التظاهرات ، على الرغم من خطورة الخطوات السياسية والامنية في هذه المرحلة ، مع خزينة مالية تشكو كثرة الدائنين ، ومجتمع على الاغلب فضلا يعمل بالتحكم عن بُعد ولا يجيد سوى سياسة الثرثرة ! وسياسيون اتقنوا فن التعامل مع المثرثرين .