23 ديسمبر، 2024 8:05 ص

ديمقراطية واشنطن في قفص الاتهام!! 

ديمقراطية واشنطن في قفص الاتهام!! 

قفص لم يعد هناك ما يمنع العراقيين من محاكمة ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، بعد ان رفع تقرير لمجلس الشيوخ القناع عن التضليل الخطير و تسويق الاتهامات جزافا لاحتلال بلد و تدمير مؤسساته ونهب موارده و سيادته، انها جريمة بحق الانسانية تستحق وقوف رموز هذه الادارة أمام محكمة لاهاي، فالذي ينتهك حقوق الانسان واحد ولا يختلف في العقوبة ان كان أمريكيا او أفريقيا أو آسيويا، فالجرم واحد و النتيجة معروفة.

” طلعت الشمس على الحرامية” هكذا يقول العراقيون، وحان وقت الحساب لما عانى منه شعب العراق من ويلات وآلام جرّها عليه غزو بربري لا يستند إلى أي قانون، ليترك خلفه سيادة منتهكة وتراث ثقافي منهوب وموارد طبيعية مهدروة وبنية تحتية مدمرة، و نسيج اجتماعي غير متجانس و دولة مدنية مهددة البنيان ، ما أصاب منطقة الشرق الأوسط بالصميم بعد ان فتح الاحتلال الأبواب مشرعة أمام تنامي الارهاب ، الذي تدعي واشنطن وقوفها ضده ، بينما فعلت ما بوسعها لتوفير الأرضية المناسبة لتفشي هذا الطاعون ، بغض النظر عن المسؤول عنه لاننا نتحدث عن أمريكا كدولة مؤسسات لا جمهورية موز خارج رحم الكرة الأرضية.

ولأن الاحتلال فكك الدولة العراقية في وضح النهار و أشاع أجواء الصراع العرقي و الطائفي و اشاعة الفساد و تخريب النفوس، و لأن القرار الأمريكي بغزو العراق كان على أسس غير شرعية أفقد البلاد مئات الالاف من ابنائها ، فانه لا سبيل أمام رد الأعتبار للعراقيين غير جلوس ادارة بوش في قفص الاتهام الدولي لارتكاب جريمة ضد الانسانية ، عندها سيعتبر المراهنون على فوضى القوة في تدمير ارادة الشعوب و نهب خيراتهم.

وبعد 11 سنة من الضياع و الخراب و انعدام الأمن وارتجاج وحدة العراق ، بات واضحا ان النفط هو الهدف والغاية ولم يكن هناك أي تفكير بالوقوف الى جانب العراقيين، سيما وأن واشنطن تعرف جيدا عدد الديكتاتوريات العنيفة لكنها لم تحرك صوبها جنديا واحدا، ونحن هنا لا ندافع عن فلسفة نظام بل ننتصر للعراق الذي يذبح من الوريد الى الوريد يوميا بطرق مختلفة، بات فيها الحديث عن الوطنية ترفا سياسيا، حيث تعمدت فلسفة الاحتلال تخريب النفوس و اشاعة الفوضى في القول و الفعل على الصعيدين الرسمي و الشعبي.

ولكي لا يوجه الاتهام الى الشعب الأمريكي بالسكوت على الظلم بعد معرفة عناوين الجريمة، فانه مطلوب منه ومن المؤسسات المدافعة عن حقوق الانسان الأنتصار للضحايا العراقيين، بطريقة لا تختلف عن احتجاجات فيرغسون، لأن الضحيتين لا حول لهم و لاقوة غير دفع ثمن عنجهية مرتزقة القوة الأمريكية، فالقضية لا تتعلق بفشل الحرب و نتائجها، بل ترتبط بتزوير مخيف للحقائق داخل أمريكا و بين حلفائها المتعطشين للانتقام من التاريخ بلا وعي لذلك أعمت المطامع عيون رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لكنها لم تغير من قناعات الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي سمعتُ منه قولا واضحا يعبر عن معرفة بالنتائج من خلال معارضة العمل العسكري ضد العراق ” لأنه سيزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط”.

ونحن هنا لا نطالب بمحاسبة الشعب الأمريكي بل ندعوه للوقوف الى جانب العراقيين في ملاحقة كبار مسؤوليه، لكي لا يبقى جورج بوش أو دك تشيني أو كونداليزا رايس من بين المدافعين عن حقوق الانسان بعد ان خرقوا كل القيم الانسانية في العراق، و لأن الاعتذار عن الجريمة لن يعيد مئات الآف العراقيين الى الحياة ولا يسترجع أطنان الأموال المنهوبة و السيادة التائهة و الخوف من

المجهول أو الأمل المقتول في النفوس، لا يطالب العراقيون بتعويضات أو تطييب خواطر بل محاكمة في وضح النهار للمتورطين بتدمير سيادتهم ، وهي مسؤولية كل الوطنيين و أصحاب المواقف المنصفة ، كون القضية جريمة حرب من العيار الثقيل، و اعتقد ان السياسيين العراقيين تقع عليهم مسؤولية كبيرة في تفعيل هذه القضية لمنع تدمير حقوق الشعوب لأنهم من مواطني دولة نامية أنعم الله عليها بخيرات و افقدها القيادة العاقلة!!