كلاهما ينشد التغيير , الشعب والحكومة, ويسعى اليه. كلاهما يضع الخطط والبرامج من اجله. تكتلات وتحالفات وائتلافات قديمة جديدة .. جديدة قديمة, وبين بين. نواب خرجوا من كتل واخرون دخلوا اليها وكلهم يخطبون ود الشعب من اجل هدف واحد هو التغيير. الطبقة السياسية التي تقود البلاد منذ عشر سنوات لا احد يعرف ما المقصود بالتغيير من وجهة نظرها. أيصح ان يتم التغيير اما بذات الوجوه التي يراد الان تسويقها بوصفها رموزا مرشحة لان تنال درجة القداسة بحيث لايجوز التطاول او الطعن او حتى الاشارة اليها؟ ام بزج وجوه جديدة هي من “حبال مضيف” نفس الوجوه التي “ترمزت” براس العراقيين. العراقيون الذين “ترملت” نساؤهم و”ثكلت” امهاتهم و”تيتم” اطفالهم بسبب سوء ادارة هذه الطبقة المترمزة ؟ في الواقع لا احد يعرف ان كان الامر سيتحقق باحدى الوسيلتين ام بكليهما.. وكلاهما مصيبة “كشرة”؟ السباق الانتخابي سريع جدا. بل سرعته صاروخية باتجاه عواطف الجمهور قبل صناديق الاقتراع. ماذا بقي للشعب اذن؟ بطانيات وصوبات وكارتات ابو العشرين ؟ ايعقل ان يكون هذا هو ثمن التغيير؟ بئس هذا التغيير الذي يراد له ان يتحقق بهذه الوسائل الاكثر بؤسا من الخطط والبرامج التي وضعتها الكتل والائتلافات والتحالفات التي خرجت الى الشعب “عينك , عينك” وهي تحارب الفساد والاجندات الخارجية وداعش وكل ماله صلة بما حل بالوطن من خراب وهي من تسبب به ؟
في كل العالم هناك منافسة انتخابية . وقد تكون حادة وربما فيها كشف حساب لملفات. وقد يكون فيها تسقيط . ولكن لم نسمع عن انتخابات فيها كل هذا القدر من التسقيط والتخوين المتبادل. المشكلة فيما نواجهه الان هي في المزايدة على الشعب . البرامج المعدة الان لكل الكتل والتحالفات والائتلافات هي ذاتها التي يشكو منها الشعب . لكن الطبقة السياسية لها اسبابها في الفشل وعدم حصول تقدم في أي مجال من المجالات اوملف من الملفات. وبـ “حساب عرب” بسيط فان من يتولى الملف الامني يتهم الشركاء بافشاله في حال تكرر الفشل والخروقات. وحين ينجح هنا او هناك فلن يتوانى المقربون منه ليس في “تجيير” النصر له فقط, بل كيل الاتهامات للاخرين بوصفهم ضد هذا النجاح.كيف يمكن تصور موقف الاخرين الشركاء الخصوم او الخصوم الشركاء مما يجري نجاحا او فشلا؟. اذا لم يدعموا في حال الفشل فانهم هم السبب واذا نجح ماسك الملف فانه لايكتفي بايداع النجاح في حسابه الخاص بل يتهم الاخرين بالوقوف ضده. في النهاية لايصح التعامل مع السباق الانتخابي كما لو كان الذهاب الى حرب مصيرية “بس عوزها” استدعاء هوسات مثل |ياحوم اتبع لو جرينا”. فالانتخابات ليست اكثر من وسيلة من وسائل التغيير نحو الديمقراطية. لكن حين يجري التعامل مع الديمقراطية على طريقة “هاخوتي النشامى” فلا نملك في هذه الحالة سوى قراءة الفاتحة على الديمقراطية و.. المرحوم سانت ليغو.