23 ديسمبر، 2024 11:01 ص

ديمقراطية لو العب لو اخرب الملعب

ديمقراطية لو العب لو اخرب الملعب

جاءني صديقي الذي ينتمي الى كتلة لم تفز فوزا معتبرا في الانتخابات الاخيرة، وهو يحاول تذكر اسم برنادشو، ويردد قوله في الديمقراطية في ان البلهاء هم من يقرر مصير الوطن ، ضحكت لحماسه قبل بضعة ايام، وتذكرت معها عندما كنا صغارا، وكنا نتقن لعب كرة القدم، اما من هم اكبر منا ولايتقنون هذه اللعبة، فقد كانوا يجبروننا على اللعب معنا، وهم يقولون: لو العب لو اخرب الملعب، وقصدهم انهم يرفعون الحجر الذي وضعناه على شكل اهداف، وهذا مايجري الآن، حيث حصدت الكتل السياسية خذلانها للشعب في مواقف كثيرة، فسلط الشعب الضوء باصواته على فشلها في ادارة الدولة او ادارة كياناتها حتى، وهذا لايسلم منه دولة القانون، لكن المالكي لعب لعبا كثيرة ومنها القرار السيىء الذي زاد به مرتبات المتقاعدين، وحين لم تقر الموازنة استقطع مبالغ من الموظفين ليعطيها للمتقاعدين، وهذه اول دعاية انتخابية فاز بها المالكي، لتتراكم على الموظف المسكين الاستقطاعات بعد ان اغراه المالكي بسلم الرواتب سيىء الصيت، فصار الامر يشبه  الى حد كبير قولهم من لحم ثوره واطعمه.
اما الكتل الاخرى فقد استنجدت بالمرجعية والسادة والعلماء ، لكن الشعب هذه المرة وضع كلام بعض المراجع خلف ظهره، ولم يعر اهتماما كبيرا للقواعد الجاهزة التي تريد اعلاء شأن من لاشأن له، فذهب قول بعض المراجع ادراج الرياح، اما سياسيو الغفلة فقد فاز من فاز وخسر من خسر بحسب قاعدة برنادشو البلهاء هم من يقرر مصير الوطن في الديمقراطية، وهذا ما حدث بالفعل فقد قرر البلهاء مصيرنا، وبقينا ننتظر اربع سنين اخرى املا في التغيير الذي لم يحدث هذه المرة، فصار البعض يهدد ويشكك في حين يعلم ان الامر محسوم منذ البداية، فمن يكون في سدة الحكم يستطيع ببساطة ان يؤثر على الناخب، بقطعة ارض او بزيادة مرتب او بوعود اخرى، اما من يكون خارج السلطة فمهمته عسيرة لانه حتى عندما يعطي الوعود فلا احد يدري امكانية صدقه في تنفيذها، والشعب بين عمامة وعمامة وعقال وعقال، قد اختار وهذا هو اختياره، وقد سحبني صاحب التجليبة الى  العقال والعمامة التي قررت مصير الشعب حيث يقول:
لجلبنك يليلي والعكال اوكاي……… من البس اعمامه خانكه علباي
تتساكط ادموعي مثل لون الجاي….. اخذها الوالدك خلّه ايْخَضِبْ شيبهْ
اجلبنك يليلي الف تجليبهْ
وعلى ذكر وصف العمامة، قال المرحوم قاسم محمد الرجب صاحب مكتبة المثنى انه لما كان طالبا في دار العلوم الدينية بمدرسة الامام الاعظم كان يلبس عمامة شأن بقية الطلاب في تلك المدرسة، وكانت العمامة اكبر حجما من رأسه، فكان اثناء الفرصة يلهو بالعمامة ويتعابث، اذ يأخذ بالقفز فتنثال من رأسه ثم تحط عليه كلما قفز لسعة مقاسها عن مقاس رأسه، فرآه ذات مرة مدير المدرسة الحاج المرحوم نعمان الاعظمي، وهو على هذا الحال، فصرخ به قائلا: لك شتسوي ابن الكح….، وهذا ربما هو من حدد مصير الشعب على حد قول برنادشو، جميع العراقيين يحبون تأليه الاشخاص حتى صار لديهم الكثير من المقدسات، فصارت العمامة مقدسة وصار العقال مقدسا ففاز شيوخ العشائر وخسر الاساتذة والدكاترة، وفاز المعممون وخسر اصحاب الربطات والبدلات لنعود ادراجنا الى ماقبل الحضارة بلا نهضة او تطور او اي شيء آخر، نعم صديقي حسين: في الديمقراطية، البلهاء هم من يقرر مصير الشعب.