25 مايو، 2024 9:17 ص
Search
Close this search box.

ديمقراطية قرقوش

Facebook
Twitter
LinkedIn

نشر موقع مؤسسة الحكمة الثقافية خبراً على لسان من وصفه بالمصدر الأمني الرفيع في محافظة ذي قار، مفاده تشديد الأجهزة الأمنية الرقابة على مجموعة مثقفين، أو جماعة دينية، كما وصفهم، بذريعة إن هذه الجماعة “تنشر أفكاراً لتسقيط المرجعية الدينية ورفض التقليد”، على حد تعبير المصدر الأمني!
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، كما ذكر الموقع: “إن الهدف من تلك الإجراءات “هي لوضع مراقبة دقيقة لحركة هذه الجماعة فيما إذا كانت تهدد الأمن الوطني للبلاد من عدمه”، مؤكدا أن “القيادات الأمنية رفضت تنفيذ حملة اعتقالات في صفوف قادة الحركة ما دامت أنها لا تشكل تهديدا على امن البلاد أو تسعى للقيام بإعمال قد تهدد الأمن الوطني”!
 
قبل كل شيء لا يهمني حقاً من يكون أفراد المجموعة المشار إليها، وأميل بقوة إلى الظن بأنهم مجرد مجموعة من المثقفين غير المنظّمين، وإن كانت عصابات جلال الصغير التي تسيطر على ذي قار تريد الايحاء بغير ذلك.
المهم إن كل جريرة المجموعة – وربما جريمتها التي لا تغتفر برأي مافيا جلال الصغير – هو إنها ترفض التقليد! أقول هذا لأنني واثق جداً من إن مفردة “تسقيط” المطاطة التي استعملها المصدر الأمني الرفيع لا حقيقة لها، وإنما يقصد منها تهيئة الأجواء لاتهامات أمنية تم التلويح لها في نفس كلامه، وما يدريك لعلنا نشهد حوادث غامضة كالتي حدثت في الزركة، أو مع اليمانيين. وبتحليلي، المعتمد على تجربة طويلة مع أبواق المرجعيات، إن ما وصفه المصدر الأمني بالتسقيط لا يعدو عن كونه تداول أفكار عن أكذوبة التقليد، وعن الفساد المالي والأخلاقي المستشري في أوساط المرجعيات وأذنابها.
ولا أدري حقاً أي نمط من الديمقراطية، غير الديمقراطية القرقوشية المتربعة على جنوب العراق، يمكن أن تسمح بتشديد الرقابة على مجموعة من المثقفين يرفضون الإنصياع لمجموعة من الرجال الطاعنين في السن والصمت لم تثبت لهم أهلية، وإن ثبتت جدلاً، فإن إرغام الآخرين على الإنصياع لهم أمر لا يقره عقل ولا دين ولا دستور، ولا حتى غابة فيها بعض الحيوانات المحترمة.
وبقدر تعلق الأمر بدولة يحكمها دستور، كما يُفترض، كيف تسمح هذه الدولة، ولا سيما جهازها القضائي الذي يُفترض أن تصدر أوامر المراقبة عنه، بضرب الدستور عرض الحائط، اللهم إلا إذا كان من يسمونهم “مراجع” بعرف القضاء الذيقاري (نسبة إلى ذي قار) مخلوقات سوبر أعلى من الدستور ومن الحق، وأعلى حتى من إله الرطوبة اليوناني.
أدناه رابط الخبر المنشور:
 
http://www.alhikmeh.org/news/?p=12967

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب