18 نوفمبر، 2024 3:35 ص
Search
Close this search box.

ديمقراطية الدول المحطمة!!

ديمقراطية الدول المحطمة!!

الديمقراطية المستوردة , أو الوافدة مع الأرتال العسكرية , والصراعات الدموية , هدفها الأساسي تحطيم الدولة.

هذا ما حصل في العراق وليبيا ويتحقق في سوريا واليمن , وربما في دول أخرى مرشحة للحطام والتحول إلى ركام.

هذه ديمقراطية العصف المأكول , فهي لم تغير أنظمة حكم وإنما حطمت دولا , ومحقت وجودها الإداري والخدمي , وأوهمتها بأن الديمقراطية صراعات وإنفجارات ومذاهب وفئات وتناحرات ومحاصصات وتشبث بالكراسي , وإشاعة فساد ونهب أموال العباد والبلاد.

حتى صار الناس أسرى الكهرباء والماء والمجاري والعلاج , وتحول كل شيئ في بلدانهم إلى سراب , وتحقق تهجير داخلي مخزي ومشين وتهجير خارجي , وإستنزاف للطاقات الثقافية والعلمية والفكرية , وأصبحت البلاد خاوية على عروشها , يسرح ويمرح فيها الأشرار.

فتحطمت جيوشها وشرطتها وأجهزة أمنها وخدماتها , وتسوّرت حكوماتها وأنهمكت في تنمية المنافع الفئوية والشخصية , وما عاد هناك إلا التناحر والصراع.

وتم إختصار الديمقراطية على أنها إنتخابات وذهاب إلى صناديق الإقتراع , بأساليب فاسدة محشوة بالغش والخداع والتضليل , وشراء الذمم وبيع الأصوات , لأن الوصول إلى الكراسي يعني الإثراء , وبمعنى آخر فالديمقراطية أصبحت تجارة رابحة بمصير الأبرياء وحقوقهم ومستقبلهم , حيث يتحول الناس إلى بضائع في أسواق جني الأصوات.

تلك حقيقة اللعبة الديمقراطية المستوردة القادمة مع النار, وبرامج تفتيت المجتمع وتحقيق أعلى وأقسى درجات الصراع والإحتراب المروع في جميع أرجائه.

وها هو العراق يشهد وليبيا وسوريا والحبل على الجرار.

فأية ديمقراطية هذه التي تحطم الدولة وتمحق الجيش , وتحيل البلاد بأحيائها وأزقتها وطرقها إلى معسكرات وثكنات عسكرية , يعصف فيها الخوف والقتل والإنفجارات والتداعيات المأساوية القاسية , والدنيا تتفرج , وتحسب أن هذه هي الديمقراطية التي تليق بالعرب والمسلمين!!

أحدث المقالات