19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

* صحفيون فاسدون لايمثلون شرف الكلمة !
* اكتيال المنافع وضع العراق في الخطر المحيق
رغم فجيعتنا كعراقيين نحاول الوفاء للعراق , ونحن نشهد  ماحذرنا منه منذ قت مبكر,من مثالب رأيناها رؤية العاقل المتجرد عن الهوى , وكأنها سكاكين  تمزق نسيج العراق , فكتبنا ,محذرين من ذاك الذي جرى عبر السنوات التسع الماضيات , ولما نزل , نسود الصفحات بالتحذير والتنبيه والإشارة , الى مايتوجب من تقويم يستهدف بناء وحدة العراقيين وتجاوز نتائج امراضنا , الطالّة برؤوسها من بين ركام معاناتنا , لتصبح من المفروضات التي لاتحتمل انتظارا او تأجيلا , اذ سقط (مجلس النواب) عمليا ,  وانتزعت الجماهير صلاحياته  لتمارسها في العراء ! فضاع هنا متمنى (الديمقراطية ) , بين من يطالب ومن يطلب , بعد تراكم  معضلات لم تحل بدأت بهمسات , ثم توافقات, ثم تسابق محموم نحو اكتيال المنافع و لتنته الى خطرمحيق بالعراق كله ,حاضرا ومستقبلا !

لن ندخل هذه المرة , في تفاصيل معاشة , لجهة السياسة والسياسيين , في عراق اصبح فيه القفز على الحقائق والقوانين ,واللعب الماهر, والغبي ايضا , على حبال السياسة امرا شائعا ..بل انني وبدوافع لها من خصوصية النظرة , وعمق الايمان بالهدف ,  أجاهر بالحقائق من دون مواربة ..وأقول ان قيما كثيرة تداس اليوم ..وقطاع الصحافة الإعلام له نصيب وافر في كل ذلك ,إذ أرى نشوء طبقة طفيلية بين الكتاب والصحفيين, ومنتجي البرامج التلفزيونية, يبدو انها تتلهى في اعمالها من اجل منفعة مادية لنصرة هذا الطرف أو ذاك ,على حساب وحدة الشعب العراقي , وآمال العراقيين في حياة حرة كريمة ,حيث تحرف الحقائق, وتلوى الكلمات , ويباح الكذب ..وفي هذا تجرى انتخابات وتشهد مهازل المرشحين والمسئولين المحليين (حكومات محليه) وفق فرية (النظام الإتحادي) الذي رفع إمعات واميين واميات , واشخاص نفعيين الى مرتبة ممثلي الشعب , تواطئا مع مظاهر الديمقراطية الزائفة ..وعندما تلتفت الى الصحافة وغالبية وسائل الإعلام الببغاوية ..لانرى الا كل ذلك الغث الذي يحاصرنا

أن علينا التنبيه ورفع الصوت عاليا , من أجل صيانة شرف الكلمة ووطنيتها المغرقة بالروح العراقية, وفضح وتعرية اولئك اللآعبون على تأثير الكلمة في قناعات الرأي العام , وثقافته الفكرية والسياسية وخياراته !

وعندما ندافع عن شرف الكلمة  وحياديتها ومهامها  فنحن وغيرنا  ننطلق من ايماننا بأصدق وأشرف وسائل التعبير ,ومحبتنا المشروعة المضمومة في النفس , لمهنة الصحافة كما رضعناها منذ ستينات القرن الماضي , حرفا حرفا وكلمة كلمة ,..امتلكت حواسنا فتركنا كل  شيء من اجلها , فلم نلهو او  نعبث , او نقتل وقتا ولم نحضر كثير مناسبات اهلنا في افراحهم ,ولم نبك اونؤبن موتانا الأعزة كما يؤبنهم ويبكيهم اهلنا , ولم تضمنا مقاه  نلعب فيها النرد,ولم نمنح انفسنا اغفاءات بين الاذرع الناعمة , ولم نغزل خيوط عنكبوت الأحلام في يقظتنا , ولم نمد خلال خمسة عقود من اعتناق الكلمة يدا ,ولم نقبض من مانح خارجي او داخلي ,ولم تصطادنا شباكا كانت تعج باسماك ( الزوري والكطان والحيتان)! منحنا ما نستطيع منحه للكلمة وحدها ,  رغم ان  من سيطر على ملكيتها غصبا وعنوة ..احزابا حكمت سنينها .. فكنا نحتمي بالكلمة الحرة , المنزوية عن غيوم النار , التي ان اقتربت منها حرقتك , ان لم تكن مسلحا بنقيصة ان تدعي غير ما تؤمن به ,,و وان عاديت ونكصت عن غيوم النار ,  تلك فستأتي على بيتك وعيالك , وثاني ظهر منك ..ولعمري كانت هناك محنة !

ولكن العبرة كانت , فلكل شيء حد ونهاية .. عندما اتضح الحد وحدثت النهاية , انفرجت اساريرنا عن زفرات, اختصرت كل موبقات الزمن, ومراحل غدره , وقلنا هاهو الفجر آت ولكنه فجر ملغوم , شدود الى امراض عافتها الأنفس, وهرب منها من توفر له العقل!

وكان عزاؤنا الذي غطينا به فواجعنا , النظر الى المستقبل , ولكن هذا المستقبل , يتراءى لنا الآن مثل شيء موضوع في زجاجة شفافة , لايعدو كونه محض خيال ..وفي كل هذا يبدو ان العلّة مستعصية , متأصلة , متمكنة , من عقول هذه (النخبة ) التي وفر لها الأحتلال الغاشم سبل السيطرة على الحكم في العراق , بدعاوى ( هولوكوست صدام حسين ) الذي لم يوفر في حقيقة الأمر فئة او عرق او مذهب من دون ان يطاله , ممن كانت لهم آراء مستقلة , أو انتماءات ولو بالشبهة لفئة سياسية او تيار فكري ,أو قربى لحد الدرجة الرابعة, ممن يوقعهم حظهم السيء في براثن اجهزة الأمن والمخابرات , ولم يسلم من ذلك حتى عناصر بعثية كان لها دور الريادة في تأسيس أو قيادة مراحل صعبة من عمل الحزب ذاته ! ومن يقول غير ذلك يجانب الحق والعدل !

 ولاشك في ان أي من ذوي الرأي , يدرك تمام الإدراك , حقيقة ان النظام الحالي المؤسس تلبية لذيول مخططات ما بعد الإحتلال الغاشم  ,سوف لن يحدث عليه التغيير الحاسم لجهة صيرورته نظاما ذي فلسفة ليبرالية عصرية , تستلهم تجارب دول بنت نفسها بعد الحرب العالمية الثانية على الأقل , كاليابان واندنونيسيا وماليزيا وفيتنام وسنغافورة والهند وباكستان ..وانا على ثقة تامة من اننا اذا عدنا الى تقويم تجربة العراق,  سنرى انها تراوح في مكانها اسيرة التخلف والعجز وفقدان الكفاءة , كوننا جميعا مترعون ومغمسون بامراضنا الطائفية والعرقية , وقد نخر الفساد والطمع ضمائر كل من نراه متصديا لما يدعى ب( العملية السياسية ) .

ولا أظن , كما لايظن غيري من ثقاة هذا المجتمع , ان نظاما ليبراليا برلمانيا , لم يرينا صلاحا  للعراق بعد مضي عشر سنوات ..وقد اثبتت التجربة ان العراق لا يمكن ان يبقى محكوما بفلسفة هذا العقد الزمني الماضي (ان كانت له فلسفة)..وما على العراقيين الا العمل على رؤية العراق تحت حكم ( ديكتاتورعادل )  يباشر بمنع والغاء هذه الأحزاب الطائفية والعرقية, التي تمولها قياداتها من المال العام  بالاضافة الى التمويل الخارجي الإيراني والسعودي والقطري والاماراتي والتركي , من اجل مد نفوذها السياسي والإقتصادي, وتنفيذ مخططاتها التي لايخلو بعضها من ايادي اسرائيلية ماسونية ..اما كيف يمكن ان يعمل ذلك الديكتاتور عسكريا كان أم مدنيا لذلك شئون وشجون .

لقد جلب المحتل الغاشم الى العراقيين (ديمقراطية ) شكلية , ذات اغلفة براقة , آملا ان توجد بعض الترقيع لجريمته التاريخية بحق الشعب العراقي,حين دمر مرتكزات نظام وطني , لا تنفى عنه مراهقة سياسية .  ارتكبت  أخطاء تاريخية جسيمة , كان من نتائجها الوقوع في فخ المخططات الموضوعة للعراق , ومانراه أحد اهم مراحله ..أما المنتظر فهوكثير, لا تستطيع المتمنيات والنضال الصوتي صده وتأمين العراقيين شروره !

وهل علينا توجيه دعوة لكل من يجد في نفسه مشروع (ديكتاتور) أن يتقدم   , ليحكم العراق ب(القوة العادلة) التي تعطي لكل ذي حق حقه ,,لتقطع أيادي سراق المال العام , ومنتهكي حرمته , وليساوي بين الناس , ويوفي الأرامل واليتامى والشهداء ..كافة الشهداء ( وهم من دفعوا او اقتنعوا بقضية عادلة ) , والعمل كما عمل الخلفاء الراشدين, الذي يجعر هؤلاء السياسيون , بانهم يتمثلون خطاهم , وخطى هؤلاء من اولئك , بريئة براءة الذئب من دم يوسف !

ترى ..هل يعد هذا (الدكتاتور) نفسه ,أو يعده الأمريكان , أو غيرهم , بعد ان فشلت الديمقراطية الأمريكية , في جعل عراقنا البلد النموذج في المنطقة !

اقول لكم ..نعم ..هناك من يعد نفسه , فماذا انتم فاعلون ؟

ورود الكلام  ….

في مدن العالم  الزاهية مثل فتيات في سن الحلم , وجدوهن على المقاعد في الساحات المزينة بالزهور والنجيل , بين وسائل النقل , في المخازن المعلنة عن اسعار بضائعها , وفي المؤسسات حيث ينعمن بالتدفئة والتبريد , وفي بيوتهن الجميلة المتوفرة على الغذاء لأسبوع , وفي قصور الثقافة , والموسيقى , والشعر , والأندية , وعلى شواطيء انهار المدن بمياهها الرقراقة ..فقدموا لهن وردة مع ابتسامة تفل الحديد !

أما هنا عندنا ,,فهن يتقن الى مدارس كافية ..الى تعليم ..الى موارد تغطي حاجتهن , الى السكنى الدائمة في بيوت  مستقرة, بعيدا عن المزابل , والمقابر , الى عمل كريم لأبنائهن الدارسين ..الى عدالة تحق الحق ..واخيرا الى رجال لايثنون او يثلثون أو حتى يربعون , تحدوهم الرغبات والشهوات الجنسية , خارج كل الدعاوى والتبريرات ..فماذا رأيكم !