اتهم صدام حسين الثورة الشعبانية بصفحة الغدر والخيانة وكانت هذه الصفة اذا انطبقت على أحدهم معناها الإعدام ، ولم يكن صدام حسين ينتبه الى الظلم والجور الذي أصاب الشعب جراء سياساته وحروبه ، وقبل صدام حسين كانت حكومات العهد الملكي تتهم المتظاهرين باعداء الامن والاستقرار ، وكان سعيد قزاز يتهم المتظاهرين بتهمة الخيانة العظمى اي الإعدام ، واليوم تجدد ذات النغمة وان شتى النعوت والاوصفات تطلق على المتظاهرين ، وخاصة على متظاهري تشرين عام 2019 ، والغريب رغم ان التظاهرات بدأت عام 2011 ، واستمرت بالتجديد كل عام الا أن الساسة العراقيين لم ينتبهوا او حاولوا عدم الانتباه او عدم الاهتمام لمطالب اؤلئك المتظاهرين ، بل ظلوا يركزون على التظاهرات وعلى مادتها ، وتناسوا انهم هم من حاز على ولاء اؤلئك الشباب ابان العودة بعد عام 2003 ، وانهم كانوا يشتركون بذات الصفة التي عليها الشباب الا وهي الظلم والحرمان والاظطهاد على مر كل العهود.
ان مرض الاتهام بالعمالة على كل معارض كان ولا زال مرضا متوطنا عند كل القادة في كل البلدان العربية والإسلامية ، وهو مرض مزمن رغم تغيير أشكال الحكم ، فلا فرق لدى ديمقراطية الدولة العشائرية إبان الحكم الملكي ، او ديمقراطية الدولة العميقة الآن او دولة العسكر في الستينات ، ودولة المنظمة السرية في السبعينات، لا فرق بين كل أشكال السلطة العربية او الإسلامية في العراق تجاه مطالب الناس ، كلها حكومات او كتل همها الحفاظ والاحتفاظ بالسلطة . أما من يقع عليه الاضطهاد ، هو نفس الشاب الذي ثار في وثبة كانون عام 1948، او انتفاضة تشرين عام 1952 ، او تظاهرات عام 1956 ضد العدوان الثلاثي على مصر ، او مظاهرات تموز عام 2018، او تشرين عام 2019 ، هو نفس الشاب الذي يقف اليوم عند الساحات لينال صفة المخرب والموجه من قبل الغير لتحقيق اجندات اجنبية ، ننصح كل من له يد في العملية السياسية الحالية الاستماع بامعان لمطالب الشباب والعمل على مغادرة عادة توجيه التهم للثوار كما فعل صدام….