جدلية الفشل والجدل فاعلة ومؤشر حقيقي على انحدار الأمم الحضاري الفكري ولعل من رافعات إخفاء هذا الفشل التطور المدني لكنه مع التخلف المدني يبرز بشكل فاقع نظرا للحاجات المطلوبة والمتاح لفضحه من تقنيات مدنية، ووضوح الفشل في المنطقة نتيجة الفقر والفساد المترافقين، لان الفقر وحده إن انتج نوعا من الجدلية بين الاثنين لكنها ستكون في البحث عن مخرج قد تصله الأمم في قرار حصيف كما حصل في الصين مثلا، أو عند تحول شبه ثوري في أوربا زمن الازدهار التنموي الذي يسمى عصر النهضة وما رافقه من اضطراب قيمي نتيجة تعدد الفلسفات التي أنتجت أفكارا لم تتمازج وأخرجت الرأسمالية وما احتاجت له من مكملات قيمية بلا جذور مترابطة، والاشتراكية التي أخفقت بالانتقال إلى الشيوعية نتيجة انشغالها بالتحديات و وفوضى الضغط على الفطرة وبعضها غريزي في الإنسان كالتملك، أنماط الحياة في استقرار الجدلية عند مرحلة ما غير محددة الزمن، لكن أكثرها استقرارا في الرأسمالية يبرزه النموذج البريطاني بحكم تقليدية الاطار العام في الحكم رغم تغير التفاصيل وتقدم التمدن على الايدلوجيا.
أحيانا العقد الاجتماعي المكتوب يتحول مشكلة في مجتمع متنوع لأنه يمثل إرادةالمعدين له وربما نجاح بريطانيا كنموذج متنوع مستقر أنها بلا دستور.
أوثيت جدلا
السلبية في بيئة منظومة تنمية التخلف بنموذجها في البلدان المسماة بالعالم الثالث وبالذات في الدول العربية تتجسد في الجدل الذي يفتقر معايير الحوار، فيكون الجدل كتقاذف الكرة بين فريقين، فعندما يختلف اثنان برؤية لا يضعان أسس لحوارهما وإنماالتخندق وراء ساتر فكرتهما والتي في الغالب ليس لها اصل إلا في الانطباع أو لا تعمل واقعا، وهذا يلد انطباعات وينعكس على سلوكيات تزيد المجتمع انحدارا وبعدا عن انتماءات يزعمها ــــــــــ بالتركيز على الايدلوجيا وهو جاهل لها ـــــ فلا الإسلاميإسلاميا ولا اللبرالي لبراليا ولا العلماني علمانيا وإنما هي عناوين لخنادق تتقاذف الخلاف ليتوسع ويكبر بفقدان اهتمام أن يشاركوا بمخرجات المدنية.
من معالم الفشل في الأمم وتخلفها أنها تؤتى جدلا
تعطيل وتثبيط المثقفين
مجتمع كهذا يزعم ما لا يطبق، بل يجهل ما يزعم، ضجيجه يخفي صوت المصلحين، ويعطل مخرجات المفكرين بل اليأس يجر بعض المثقفين لهذا التخلف تابعين ومبررين، يتلقف السلبية لينشرها ويبني عليها جبال من الوهم المحبط؛ ورعد وبرق وصوت عالي واحتجاج واستنكار وتثبيط بدل أن ينظر إلى كيف الاستفادة من خطأ إن حصل أو إبرازإيجابية لعلها تتطور في تفكير شخص آخر لتكون افضل لكن في الواقع تخفىالإيجابية، تغترب فيه الأخلاق الفاضلة والقيم ويشوهها منتحلوها، الأفكار تسرق من أناس لا يهدفون تطويرها أو الإبداع فيها فتموت، يحارب الناجح حتى ينسحب أو يفشل.
وسنة قوم لوط مع المخالف ما كُسرت عبر التاريخ
ازدواج الشخصية
اغلب الناس لا تترابط عقليتهم بنفسيتهم، تحكم سلوكيتهم إرهاصاتك سلبية، الادعاء بالقيم والعمل بالانا، والتملك جشع لا يتوقف عند تجاوز الحاجة، هذه سمة أينماوجهت نظرك حول العالم في البقاع المتخلفة تجده فهي فقدت الآدمية واعتنقت الشطط وهذا كله لا يؤثر على السلم في بلدان العالم الثالث بل السلم العالمي، والعالم تحكمه إرادة جشعة تدير الصراعات ولا تتقدم لحل، لكن العالم الصغير اليوم بحكم التقنيات التي باتت تتطور في مناطق عدة لن يكون في خارج تأثير ما يفعله أحد في أي من بلدان العالم على الآخرين ولو ببعد نفسي متوالد نتيجة سريان الخبر وربما استنباط وإبراز السلبية من هذا الخبر.
نحن لن نكون من الصالحين حينما نتكلم بلسان الصالحين بل عندما نقوم بمقاصد أفعالهم.
العالم والآدمية بذات الجدلية
في هذه الجزئيات جدلية ممكن أن تعمم على الشخصية الآدمية وما وصلت له من انحطاط، وان كان المقال يناقش تركيزا المناطق المتخلفة مدنيا من العالم، فان الجدلية ذاتها بثوب حضاري فكري تطرح ذاتها في العالم المتمدن المنتج للتقنيات والتكنولوجيا، ربما يتخذ هنالك نوعا من التضليل لسوء فهم في معالجة استدراك المحافظة على نمط حياة قلق مما تحدثنا عنه هنا، والتخلف يكمن هنا الحقيقة في الخوف من تبديل النمط دون الأخذ باحتمال أن هذا النمط الجديد قد يكون للأفضل أماالانحلال المتصاعد والذي ينتقل عن طريق التقليد إلى العالم الثالث في مواطن رخوة كثيرة.
أن حيرة المثقف في بيئة منظومة تنمية التخلف سيحتار بمثلها الأنبياء لولا إسناد الله لهم وتثبيتهم .