18 ديسمبر، 2024 10:08 م

ديالكتيك الصراع الروسي الجمهوري الإسلامي في سوريا

ديالكتيك الصراع الروسي الجمهوري الإسلامي في سوريا

هناك هجوم روسي ضد الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران على المستوي الإعلامي وأيضا هناك تغاضي وغض الطرف عن الاعتداءات الصهيونية على المواقع العسكرية التابعة للجمهورية داخل الجمهورية العربية السورية.
فماذا يحدث؟ وماذا يجري؟
صحيح ان الازمة السورية معقدة ومتشابكة ولكن أي نظام يتم تهديده خارجيا عليه التحالف مع الشعب أولا وأيضا التحالف مع ما يستطيع من قوي خارجية دولية، ولنا بالمثال الكوبي أفضل مثل على التحالف بين الشعب والنظام الحاكم كما هو الحال في المثال الكوري الشمالي والمثال الفنزويلي.
بالمثال السوري كان هناك تأخير وتأخر بالمصالحة الشعبية او الأفضل القول كان هناك غياب لمشروع ديمقراطي حقيقي يتم فيه حل التناقضات الداخلية ضمن المؤسسة، هذا ما خلق أجواء احتقان ومواقع غضب شعبية مستعدة للانفجار وكذلك نقاط ارتكاز للتأمر الاستخباراتي المنظم.

هذا عن الداخل السوري وهو نقاش سوري سوري نتركه لإخواننا في القطر العربي السوري، ولكن لننطلق من الداخل الي الخارج لنحاول فك الاشتباك والتعقيد.

فماذا هناك؟

الكيان الصهيوني بوسط هذا الصراع المتشابك المعقد هو الكيان المدلل من كل ما هو شر في العالم، وهذا الكيان الغاصب يعتدي علي الدولة السورية بشكل متواصل بظل غياب الرد من القواعد الروسية فلماذا لا يتم حماية سوريا كما تحمي الولايات المتحدة الامريكية الكيان الصهيوني.

أين هي مظلة الحماية الروسية لسوريا؟

كل هذا يجرنا الي أسئلة اخري وتساؤلات متعددة؟

هل من المنطقي ان يدعو بوتين رئيس الكيان الصهيوني نتنياهو للتباحث والتشاور وزيارة موسكو والتفاوض بظل الغاء الاتفاق النووي مع الجمهورية الإسلامية؟ اين الحلف الروسي السوري الإيراني أذا صح التعبير؟ هناك صورة واضحة لتنسيق روسي صهيوني ضد الجمهورية الإسلامية على الأرض السورية.

هناك قطاع من العرب تتلاعب بهم العواطف والاهواء ويعتقدون ان رئيس دولة روسيا أصبح “أبو علي بوتين!؟” كيف صار “أبو علي” وهو يدعو نتنياهو الي أحد اهم الاحتفالات الروسية بذكري انتصار الروس علي النازية الألمانية؟ هذا تساؤل نطلقه الي الحالة العربية التي لا تريد ان تفكر بعقلها ولمن يريد ان يفكر بعقله ونسأل:

كيف نقرأ المشهد المتناقض والمتشابك والمعقد بسوريا؟
فلنفكر بصوت عالي:

تم الرد على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الأراضي السورية بضرب خمسة وخمسين موقعا عسكريا صهيونيا بالجولان السوري المحتل، وهي ضربة معلم سورية قانونية مستحقة منتقاة بعناية وبعدها تم التعتيم الإعلامي العالمي بالعموم والعربي المرتبط بحلف الناتو بالخصوص على الضربة العسكرية السورية وحتى تجاهل متابعتها للتخفيف من أثارها النفسية والسياسية وملحقاتها الاستراتيجية أي ما ستحدثه من اهداف على المدي الزمني المتوسط والبعيد على الواقع الدولي والعربي.

أعلاميا تبني حلف الناتو والكيان الصهيوني اتهام الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران بتنفيذ الهجوم واغلب الظن ان إعادة توجيه الاتهام الي الجمهورية الإسلامية تم لكي يتم إعادة الاستفادة من ذلك الاتهام بمرحلة لاحقة، ولكن كما يبدو وكما ظهر من المتابعة والمراقبة من أن الجمهورية الاسلامية كانت أذكي وأيضا كانت تعرف كيف يفكر حلف الناتو والصهاينة؟!

لذلك قامت الاليات الإعلامية التابعة للجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران من فضائيات واعلام مسموع ومقروء بالتركيز على مسألة أن الصواريخ انطلقت من سوريا وابتعدت عن تحميل نفسها أي الجمهورية الاسلامية ك “دولة ” عن أي مسئولية وليلاحظ من يريد المراقبة والمتابعة أن نفس الاليات الإعلامية التابعة بمجموعها للجمهورية الإسلامية بالتمويل والدعم لم تذكر ان تلك الصواريخ “سورية” لكي تكسب الجمهورية الاسلامية “المجد” من غير تحمل المسئولية القانونية وتبعات ردة الفعل الصهيونية وأيضا ردة فعل حلف الناتو.

قانونيا أذا صح التعبير و ليصحح لي خبراء القانون الدولي كلامي , فسوريا الدولة و الحزب و الجيش ردت علي الاعتداءات الصهيونية القديمة و المتكررة و التي تخالف اتفاق الهدنة الموقع بالعام 1975 وهذا الاتفاق للهدنة الذي نقل الصراع العربي الصهيوني بقيادة سوريا الي مواقع اخري بالعالم و أهمها لبنان الذي اصبح مضرب حجر للصراع العربي الصهيوني بقيادة سوريا , لذلك أقول ان حرب أكتوبر لم تنتهي بل استمرت و لا زالت مستمرة و لكن بمواقع اخري , و الان تم تحويل مضرب الحجر الي داخل سوريا بعد ان كان لبنان ضمن تعقيدات حربه الاهلية هو مضرب الحجر و موقع الصراع العسكري و الاستخباراتي و السياسي.

سوريا دافعت عن نفسها و هي احتفظت بحق الرد علي طول مرات الاعتداءات و هي ردت الان و من كان يعاير سوريا الدولة و الحزب و الجيش بالأعلام العربي و الدولي بأنهم لم يردوا , عندما ردت سوريا و قامت بضرب خمسة و خمسين موقعا عسكريا صهيونيا نفس من عايروا سوريا الدولة و الحزب و الجيش أيضا استمروا بالهجوم الإعلامي ضد سوريا , أذن المسألة ليست الا استمرار للتأمر و الخباثة و الخيانة ضد القطر العربي السوري الذي بدولته التي أقامها حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم بسوريا يعيش صراع الوجود و الحرية و الاستقلال و النضال ضد الصهيونية العالمية و حلف الناتو و قاعدته العسكرية علي حجم دولة المسماة زورا و بهتانا إسرائيل وهي كيان مسخ يمثل سرطان استعماري علي الأرض العربية.

من كل هذا وذاك وبين ما قبل الخمسة والخمسين صاروخ سوري على مواقع الكيان الصهيوني بالجولان العربي السوري المحتل.

اين هم الروس؟
وماذا حدث للأمريكان؟

أولا علينا تثبيت مسألة ان الوجود الروسي العسكري والاستخباراتي وحتى الثقافي…الخ هو ليس وجود “جديد”

بل وجود ” قديم” و مستمر ضمن اتفاقيات صداقة و تعاون و حلف عسكري موقع موروث منذ أيام الاتحاد السوفيتي و هذا ما هو طبيعي ضمن صراع سوريا الطويل و قيادتها للأمة العربية في الحرب العربية الصهيونية و هذا طبيعي بين الدول المستقلة و أيضا طبيعي جدا ان تستعين الدول بمن تستطيع أثناء الحروب و الصراعات , و ينطبق الامر كذلك علي الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض ايران و كل هذه التحالفات قانونية رسمية موقعة , و النقطة الأبرز بالنسبة للجمهورية الإسلامية هي كون الجمهورية العربية السورية بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي الجناح اليساري الحاكم في القطر العربي السوري كان قد استثمر سياسيا و استخباراتيا و بكل الوسائل المتاحة بالمجموعة السياسية المضادة لشاه ايران المخلوع الذي كان يمثل مع الكيان الصهيوني فك الكماشة الثاني مع الكيان الصهيوني ضد المنطقة العربية و يمثل شرطي المنطقة و مطرقة حلف الناتو جنبا الي جنب مع الكيان الصهيوني الذي يمثل المطرقة الأخرى.

أذن سوريا أسهمت واستثمرت بالمعارضة الإيرانية ضد الشاه ونجحت باستثماراتها وتم اسقاط الشاه وتحولت الشاهنشاهية الي جمهورية إسلامية مؤدلجة ثوريا ومناصرة للقضية الفلسطينية ومناصرة للحق العربي ضد الصهاينة أي انها تحولت من مطرقة “ضد” العرب الي مطرقة “مع” العرب، لذلك عندما قامت سوريا بالتحالف مع الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران فهي تحصد منتوج استثمارها السياسي والاستخباراتي وهذا نجاح استراتيجي مذهل وضربة معلم سورية أنذاك.

بالنسبة للأمريكان والفرنسيين والالمان والاتراك فهم ليس لديهم تحالف ولا اتفاق ولا أي حق قانوني بالتواجد على الأراضي السورية فهم لذلك غزاة متطفلين ووجودهم يمثل غزو مباشر وصريح لأراضي دولة عربية مستقلة مؤسس للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية وهذا يمثل حالة لا طبيعية ويخالف كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية، ويعتبر تواجد غير شرعي على العكس من التواجد الروسي وتواجد الجمهورية الإسلامية.

ضمن كل هذا الكلام أين روسيا الان من صراع العالم ضد العالم على الأرض السورية؟ ماذا هناك من جديد على الساحة؟

روسيا لديها لعبة مصالح وليس سلة مبادئ فهي بلد قومي مصلحي براغماتي وليس بلد مبدأي مؤدلج، والبراغماتية الان هي سيدة الموقف أيضا مع الجمهورية الإسلامية المقامة علي ارض إيران وباقي بلدان العالم، هو عالم” مصالح” وليس عالم “مبادئ”

ضمن ما ذكرناه بالأعلى تخرج تحليلات عن صراع روسي جمهوري أسلامي داخل أراضي القطر العربي السوري، رغم ان هناك توافق وتفاهمات بمواقع سياسية وعسكرية واقتصادية غير سوريا بين الروس والايرانيون ولكن المؤشرات تدل على وجود تناقض وديالكتيك روسي جمهوري إسلامي وصراع بينهم على الأرض السورية، حيث تتحالف الدولة السورية مع هذين البلدين رسميا.

أذن مصلحة روسية مع الجمهورية الإسلامية قد ترتب أتفاق وتناقض وتضارب مصالح بين الروس والجمهورية الإسلامية قد يرتب صراع.

اذن هناك صراع؟ او مؤشرات لصراع؟

أين دور الكيان الصهيوني في هذا الصراع؟

لا اعتقد بان الروس مستعدين لبيع سوريا لان سوريا تقع ضمن نفوذها منذ ما يقرب من نصف قرن ولذلك فان المعركة القائمة على الارض السورية , و نتحدث هنا عن جزئية التناقض الروسي الإيراني الحالية بالتحديد هي معركة بين الصهاينة والجمهورية الاسلامية وليست ضمن مسلسل الصراع التقليدي بين سوريا والصهاينة , وهدف الكيان الصهيوني والروس من هذه المعركة هو تقليص أو إنهاء الوجود العسكري للجمهورية الاسلامية وشخصيا اعتقد ان الهدف الصهيوني الحالي يلتقي مع الهدف الروسي ولهذا السبب لم تتحرك روسيا ضد صواريخ الصهاينة ومن هنا يمكننا تفسير الاحداث وكل ألغازها وخفاياها فروسيا لا يسعدها التواجد العسكري والميلشياوي الإيراني في سوريا خصوصا وان المعركة مع داعش تعتبر في حكم المنتهية وان كان الامريكان سيعيدون انتاج داعش بمسميات اخري.

علينا القول والتأكيد ان روسيا لديها ازدواجية في سوريا حيث لديها مصالح مشتركة بين طرفين الصراع العربي الصهيوني أي بين سوريا والكيان الصهيوني اللذان يتحاربان ويتصارعان منذ العام 1973 وأيضا بما قبل 1973 ولكن أعادة تفجير الصراع عسكريا بشمول واسع كان بالعام 1973 الي توقيع الهدنة بالعام 1975.
روسيا لديها مصالح مشتركة بين الطرفين ولديها ملفات داخل الكيان الصهيوني تجارية وعسكرية وأيضا سكانية حيث يمثل الروس اليهود ما بين مليون الي مليونين من سكان الكيان الصهيوني المستعمرين لفلسطين.

روسيا لديها حلف مع السوريين وبنفس الوقت هي على ” علاقة” مع الصهاينة
هناك “علاقة” روسية صهيوني مقابل تعيش بها روسيا الاتحادية ازدواجية المصالح وأيضا روسيا بلد استعماري مصلحي لديها ملفات مع الغرب تريد حلها.

لذلك يلعب الروس بأنصاف الحلول بين الطرف السوري الحليف والصهاينة، وهناك كذلك من يروج للروس ك “وسيط” او ساعي بريد بين الطرفين المتصارعان السوريين والصهاينة.

لذلك يتم قراءة مسألة إيقاف بيع صواريخ أس 400 لسوريا من هذا المنطلق , و أيضا ترتيب ضرب القاعدة العسكرية المسماة تي فور و التي راح ضحيتها خبراء عسكريين تابعين للجمهورية الإسلامية وأيضا امتناع روسيا عن حماية سوريا و أجواء سوريا من العدوان الثلاثي الاخير ضدها و التي تصدت له لوحدها بنجاح , و لم يحارب معها أحد , و أيضا هناك كلام عن رغبة مصلحية روسية بأخراج الجمهورية الإسلامية من كعكة أعادة الاعمار في سوريا لما بعد الحرب لذلك هناك تحرك روسي ضد نفوذ و تواجد الجمهوري الإسلامي علي الأرض السورية لذلك يتم الامتناع الروسي عن الدفاع عن أجواء و أراضي الجمهورية العربية السورية بما يخالف الاتفاقيات الموقعة بين البلدين.

روسيا تلعب اذن لعبة الزوايا بما يحقق مصالحها وهي لن تحارب عسكريا من اجل سوريا الا حسب مقاس مصالحها.

بظل غزو أمريكي فرنسي الماني تركي لأراضي الجمهورية العربية السورية أين هو الدور الروسي بتطبيق الاتفاقيات العسكرية الموقعة بين الروس والسوريين؟

هناك كلام واضح وصريح على ان الغزو الأمريكي لسوريا لم يكن ليكون الا بموافقة روسية وعلى ان التواجد العسكري الأمريكي في شمال سوريا جاء واتي بموافقة روسية أو بترتيب معهم؟

الامريكان بالشمال السوري واضح على انهم يعملون على انشاء موقع للنفوذ الأمريكي في الشمال السوري للسيطرة على أحزمة النفط والزراعة والماء وقطع مقومات أساسية للقوة لدي الدولة السورية بالمقابل لدي الجمهورية الإسلامية نفس التطلع بأنشاء ذراع عسكرية تابع لها بسوريا لصناعة ورقة ضغط لتحقيق مصالح الجمهورية الإسلامية وحل خلافاتها مع الغرب لضمان استمرار بقاء النظام الإسلامي المقام علي ارض إيران.

القادم الجديد على الاستراتيجية الأمريكية الاستعمارية العالمية هي مزاجية ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب والذي يعيش طفولية سياسية وصبيانية تقاومها المؤسسات الرسمية الامريكية.

ليس هناك شيء او امر مجاني مع الامريكان و سياساتهم بالمنطقة ولكن علينا القول ان هناك بالتأكيد تراجع لمشاريع حلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ولكن هناك إعادة أنتاج لمواقع قوة لحلف الناتو بالشمال السوري و إعادة أنتاج أدوات التوظيف و إعادة أنتاج داعش بمسميات أخري كما تم إعادة أنتاج الجيش الحر بمسميات اخري و كما تم أعادة انتاج تنظيم القاعدة بمسمي اخر ب جبهة النصرة و لاحقا بجيش الفتح, واضح ان هناك محاولات مستمرة لأعادة أنتاج التكفيريين بمسميات أخري لكي يتم توظيفهم مرة أخري و خاصة ان هناك حاليا أعادة تجميع لخزان بشري من أوباش التكفيريين و القتلة و المجرمين و الخونة والجواسيس بمنطقة أدلب السورية و هذا الخزان البشري التكفيري الاجرامي متي سينفجر و متي سيتم أعادة توظيفه بصراع العالم ضد العالم علي الأرض السورية؟

الإجابة لا اعرف.

ما هي استراتيجية الدولة السورية الحزب والجيش من كل هذا؟ وكيف ستدير الصراع؟

الإجابة لا اعرف وان عرفت فلن أقول !؟