التصريحات التي أطلقها روحاني عشية توليه لمهام منصبه بعد ادائه اليمين الدستورية و التي أکد فيها:( إن إيران على استعداد للحوار الجاد حول برنامجها النووي السلمي دون إضاعة الوقت وأن شعارنا سيكون الحوار وليس التهديد وان حل الملف النووي بحاجة الى ارادة سياسية وان ايران على استعداد تام لتسوية الملف النووي وتبديد الشكوك لدى كافة الأطراف.)، يمکن إعتبارها تمهد لبداية جولة أخرى من المفاوضات المتعاقبة غير المجدية بين نظام الملالي و مجموعة خمسة زائد واحد.
هذه المفاوضات التي بدأ روحاني بالنفخ في أبواقها، يکمن في ثناياه السر الاساسي و الاکبر لتمهيد الطرق أمامه کي يصبح رئيسا، خصوصا وان لديه خبرة و باعا طويلا في اللف و الدوران و تمويه الامور على الدول الغربية بشکل خاص و المجتمع الدولي بشکل عام سيما وانه قد کان رئيسا للمجلس القومي الايراني الذي يشرف على أهم سياسات النظام لمدة 16 عاما کما وکان کبير مفاوضي النظام مع الغرب في موضوع الملف النووي، ويحاول روحاني التمويه على الدول الغربية بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة بعدما قام المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بفضح النوايا المشبوهة للنظام بإتجاه تصنيع القنبلة النووية وهو ماأحرج النظام کثيرا و وضعه في موقف صعب أمام المجتمع الدولي ولذلك فإن روحاني يحاول أيضا بالدعوة للمفاوضات التغطية على جهود المقاومة الايرانية و تحذيراتها المبنية على أسس منطقية و القفز على کل ذلك و سحب الدول الغربية الى طاولة مفاوضات سوف لن يقبضون من ورائها إلا على کلام و وعود تجعلهم يستغلون المزيد من عامل الوقت الثمين.
لکن العزم الذي يبديه روحاني لتسوية الملف النووي هو عزم يحتاج الى قرار إستراتيجي يعلم الجميع أنه ليس من حق روحاني البت فيه أبدا، إذ من الواضح أن مرکز القرار الاهم و الاکبر بالنسبة للملف النووي هو خامنئي بحد ذاته، ولذلك فإن روحاني عندما يعد الدول الغربية بتسوية سلمية للملف النووي فإن يعطي وعدا بقضية ليس هو مرکز القرار الخاص به، وهذه بحد ذاتها مسألة مهمة يجب على المفاوض الغربي الانتباه إليها جيدا قبل الوقوع في شراك التصريحات الديماغوجية و البراقة لروحاني او غيره من أساطين النظام، بل أن روحاني لايملك أي حق بخصوص الملف النووي سوى إطلاق التصريحات و الجمل البراقة وهو عندما يزعم بأنه سيقوم بتسوية الملف النووي مع الغرب فإنه لايختلف بهذا الخصوص أبدا عن دون کيشوت الذي کان يبارز طواحين الهواء و يتصور في مخيلته أنه قد حقق النصر عليها، لکن مع إختلاف لابد من توضيحه وهو أن دون کيشوت إيران يزعم بأنه سيحقق السلام!
[email protected]