18 ديسمبر، 2024 9:42 م

دون کيشوتية مکشوفة

دون کيشوتية مکشوفة

المظاهر الخداعة والکذب والتمويه والسعي من أجل إظهار الواقع على خلاف ماهو عليه، هي من خصائص ومميزات النظم الديکتاتورية التي لاتٶمن بغير القمع وإقصاء الآخر کسبيل ووسيلة لبقاء حکمها وضمان إستمرارها، وإن هکذا نظم وعندما تصل الى حافة السقوط والانهيار، فإنها تعمل کل مابوسعها للوقوف بوجه ذلك والحيلولة دون عملية تغيير هي في الواقع سنة تأريخيـة لامناص منها، وإن الخطاب الاخير الذي ألقاه المرشد الاعلى للنظام الايراني يوم الخميس الماضي المصادف الرابع من أکتوبر، أمام مجموعة من عناصر البسيج في ملعب آزادي بطهران، يمکن إدراجه بهذا السياق من دون أي شك أو تردد.
خامنئي الذي ظهر واضحا الى أبعد حد من إنه يسعى لتقليد سيناريو النظام الملکي عندما کان الشاه عشية سقوط نظامه، وحينما كان الناس يهتفون في الشوارع بالموت له، فإنه کان يجمع جلاوزته من البلجية التابعين له في المدن لإظهار قدرته. وإن سعي خامنئي لإستصغار الاخطار والتهديدات المحدقة بنظامه والتقليل من شأنها في حين إن النظام يترنح من تأثيراتها الاکثر من واضحة، يبدو کالمتشبث بقشة في وسط بحر هائج أمواجه کالجبال!
المرشد الاعلى الذي يبذل مابوسعه للتمويه والضحك على الذقون بزعم إن النظام لم يصل الى طريق مسدود في حين إنه في تلك الحالة تماما، فإنه يعمل مرة أخرى من أجل التشکيك بالمقاومة الايرانية عموما ومنظمة مجاهدي خلق ودورها الحيوي والريادي في داخل أوساط الشعب الايراني عندما يقول وهو يسعى لخداع الشعب والتمويه عليه:” يريد العدو أن يجعل الشعب الإيراني يبلغ هذه النتيجة بأنه يواجه طريقا مسدودا، وأن لا سبيل للحل. إنني أعلنها بصراحة أن الذين يقومون داخل البلاد بترويج هذا الفكر المرغوب والمحبوب لدى العدو يرتكبون خيانة. وهذه خيانة للبلاد.”، وإننا نتسائل؛ هل يمکن إعتبار صيرورة أکثر من نصف الشعب الايراني يعيش تحت خط الفقر وبروز قرابة 5 ملايين مواطن إيراني يعانون من المجاعة وأکثر من 11 مليون مدمن و 36% نسبة البطالة و75% نسبة التضخم وإنتفاضة الشعب بوجه النظام والمطالبى بإسقاطه، ونعيد مرة أخرى هل يمکن إعتبار کل ذلك مظاهرا لقوة وإستعداد النظام لمواجهة أعدائه وخصومه أم أدلة دامغة لاتقبل الجدل على وصوله لأزمة طاحنة لاخلاص منها إلا بالسقوط والزوال؟
خامنئي عندما يتحدث عن العدو الداخلي الذي يخاف منه کثيرا فإنه يقصد بذلك وکما يعلم العالم کله منظمة مجاهدي خلق التي صار هو ونظامه مهووسا بها ويعيشون کوابيسا من جرائها، وهم وبعد أن نجحت المنظمة في زعزعة النظام وإيصاله الى نقطة لاعودة منها، فإنه وعلى طريقة دون کيشوت، يحاول الإيحاء بأنه مايزال قويا وإنه يحارب أعدائه ويلحق بهم الهزيمة، في حين إن الحقيقة والواقع عکس ذلك تماما!