افرز الاحتلال الامريكي للعراق وضعا جديدا في الشرق الاوسط ،تمثل في سيطرة ميليشيات مسلحة وتسلطها على الحكومات التي انتجها الاحتلال او الربيع الامريكي الكاذب واخذت هي من يقود ويتحكم في هذه الحكومات ،هنا سنلقي الضوء على هذه الدول الميليشياوية ومن ورائها ،ومن يدعمها ولماذا،وكيف ورطت ادارة المجرم بوش وسلفه الجبان اوباما نفسها ،في تسليح ودعم ورعاية هذه الميليشيات الارهابية ،وسمحت لها ان تقتل ابناء الشعب وتنهب ثروته ،وتهجر ابناءه،وتسبي نساءه،وتيتم اطفاله ،لقد كان السيناريو الامريكي واضحا منذ البداية هو تفتيت وتمزيق وتقسيم المنطقة ،على اسس طائفية وعرقية واثنية ،تماما كما خطط له مشروع برنارد لويس وهنري كيسنجر واخيرا جوزيف بايدن ،فكان استهداف العراق في مقدمة من استهدفته ادارة المجرم جورج بوش ورهط ادارته المجرمة ديك تشيني وكولن باول وكونداليزارايس ،لان العراق يمثل رأس الحربة ونفيضة العرب في مواجهة الجبروت والطاغوت الامريكي –الصهيوني،وكان هذا الاستهداف مخططا له قبل انتهاء الحرب الايرانية –العراقية كما اعترف بذلك اكثر من قائد امريكي واولهم ديك تشيني،وبالرغم من ان الحصار الظالم قد فعل فعله في الضغط النفسي والاقتصادي على الشعب العراقي ونظامه ،الا ان العراق قد تجاوز الخط الاحمر الامريكي ،ووصلت مديات هذا التجاوز حدا لايمكن السكوت امريكيا عليها في التطور التصنيعي والتسليحي ولهذا قررت ادارة المجرم بوش تدمير الاسلحة الكيماوية والبيولوجية الدفاعية واخراج جيشه من خانة التوازن العسكري في المنطقة، ليسهل عليها تدمير بقية الجيوش واحتلال دولها ، فكان الغزو الوحشي الجبان على العراق وتدميره ،وتسليمه لحكومات طائفية تحاصصية نصبهاالمجرم واللص الامريكي بول بريمر سيء الصيت ، وهكذا تم تدمير العراق وجيشه العظيم وبعده ليبيا وجيشها واسلحتها ،وقريبا من هذا السيناريو تم في مصر وتونس ولكن تحت غطاء الربيع العربي ، وتم دعم الاسلام السياسي (الاخوان المسلمون )في هذه الدول خط مرسي-الغنوشي وحسب اعتراف ادارة اوباماوالبيت الابيض ،وعندما قامت ثورة شعب مصر التصحيحية بقيادة السيسي وزير الدفاع لخلع مرسي وحزبه من السلطة ،صرح جون كيري وزير الخارجية الامريكية قائلا(بان الاخوان المسلمين سرقوا الثورة من الشعب ) هذا التقلب والتخبط في ادارة اوباما جعل ثقة الحلفاء متضعضعة ومهتزة باوباما وادارته، وخاصة بعد تراجع ادارة اوبما من استخدام القوة العسكرية ضد النظام السوري الدموي ،انظروا كيف يتعامل اوباما مع الثورة السورية ونظام بشار الاسد ،يعلن دعمه للثورة اعلاميا ويكذب على المعارضة تسليحيا ،ويتفاوض مع نظام الاسد لصفقة مع ايران وبرنامجها النووي العسكري ،فكانت البداية تمدير الكيمياوي السوري ،تمهيدا لتدمير برنامج ايران النووي ،هذا المعلن والمباحثات الجارية الان مع ايران حول برنامجها النووي تثبت ذلك ،فهي بين شد وجذب ،لكن لننظر الى الدول التي طالها التغيير الامريكي ضمن المخطط والمشروع العسكري الامريكي في اقامة الشرق الاوسط ، الى اين يسير الان في المنطقة،وماذا نتج عنه ،في العراق الميليشيات تتحكم في السلطة وحكومة نوري المالكي تتفرج على جرائمها (تصريحات واثق البطاط رئيسحركة حزب الله العراقي وقيس الخزعلي رئيس عصائب اهل الحق )المرتبطتان بايران علنا ،دون ان يستطيع نوري المالكي رئيس الوزراء ان يلقي القبض على احد منهم او يمنع عملها في العراق بسبب قوة النفوذ الايراني العسكري والديني في العراق بالرغم من انه اصدر اوامر بالقاء القبض على البطاط الي رد عليه بالقول (نكعها واشرب ميها ) ،ويهدد دول الخليج العربي بالفناء ،وهكذا عمل الميليشيات في ليبيا التي حولتها الى قتال قبلي وعشائري وطائفي، في غياب كامل لسلطة القانون وصلاحيات رئيس الوزراء، فلا وجود للحكومات الا الميليشيات الطائفية المسلحة والقبلية والعشائرية ،وكذلك الان ما يجري في سوريا هناك سلطة للميليشيات (حزب الله وفيلق القدس الايراني والحرس الثوري الايراني وميليشيات عراقية وميليشيات سورية واسلامية جبهة النصرة ودولة العراق الاسلامية والشام ) ،هي من تتحكم في سوريا الان.،وامريكا ودول الغرب، تتفرج على ماسي هذه الشعوب وتزيد من محنتها ،في دعم هذه الميليشيات لاضعاف المنطقة كلها بوقت واحد وتدمير شعوبها ،لتنفيذ اجندتها في المنطقة،فمن يحكم الان في الشرق الاوسط ،هي دول الميليشيات وبرعاية امريكية ،اما حكوماتها فهي عبارة عن بيادق بيد امريكا وايران ……