23 ديسمبر، 2024 4:33 م

دول الخليج : باي باي اميركا

دول الخليج : باي باي اميركا

** اوباما والخيبات السبع
** عاصفة الحزم هي ورقة الطلاق الخليجية الاميركية – وهو طلاق بالثلاث لمرحلة لن تتجدد .
المفترض على وفق حسابات الرئيس الاميركي ان يكون اليوم الاربعاء 13 -5 وغدا الخميس الموعد المحدد لاجتماعات كامب ديفيد مع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي ، لكن خيبات اوباما الست اضيفت لها خيبة سابعة فصارت واشنطن وكل اميركا قبل غيرها تتندر بالخيبات الاوبامية السبع تسبقها قهقهة جمهورية يتردد صداها في الكونغرس وبسمة ساخرة بفم واسع الانفراج تطبع بوستراتها عواصم الخليج .

كامب ديفيد الاوبامي كان يفترض ان يكون لقاءا يشرح فيه الرئيس الاميركي المنتهية ولايته – تقريبا – لم تبق سوى بضعة اشهر على مغادرته البيت الابيض –افاق وتفاصيل ومعطيات توقيع الاتفاق النووي النهائي مع ايران – على وفق مبدا ليس في الامكان احسن مما كان – وان على دول الخليج ان تعطيه مباركتها لهذا الاتفاق – وهنا يحضرني قول لاوباما نفسه يلخص سياسته الخارجية نصا وبالانجليزية :

Obama:We have to twist arms when countries do not do what we need them to do.

– وترجمته – سنلوي اذرع البلدان التي لا تفعل ما نريدها ان تفعل ؟؟؟

– والسؤال هنا هل طبق اوباما هذا المبدأ مع ايران ؟؟ وهل  سيطبقه على دول الخليج ؟؟

دول الخليج قالت لاميركا اوباما – باي باي – قبل اجتماع كامب ديفيد الذي يقال انها بغياب اهم اربعة زعماء لدول الخليج – الملك سلمان – ملك البحرين – رئيس الامارات – وسلطان عمان بعثت ورقة الطلاق لاوباما – لا هذا ليس صحيحا فاوباما المتجه بقوة لتحقيق اتفاقه التاريخي بحسب توصيفه مع ايران وضع خط سياسة جديد مع دول الخليج يتلخص في ان عليها ان تعتمد على نفسها وان تهضم مسالة رفع مظلة الحماية الاميركية التي تختبيء تحتها – وقد كان – لم تركع هذه الدول لسياسة اوباما – بل قالت يصوت حازم – باي باي اميركا – وجمعت قواتها واثارة عاصفة الحزم التي لم تعرف بها ولا بموعدها اميركا الا قبيل ساعات – من باب رفع العتب ليس الا وليس من باب اخر – لتدشن مرحلة جديدة في علاقاتها مع اميركا خلعت فيها ثوب التبعية – دول الخليج اذن قالت لاميركا اوباما وليس لاوباما فقط – باي باي – فالذي خسرته اميركا بسبب سياسة اوباما المتخاذلة مع ايران – لن يربحه او يعوضه أي رئيس اميركي مقبل – ثمة مرحلة جديدة في العلاقات الخليجية الاميركية فتحت ولن تغلق  مهما حاولت ادارات اميركا المقبلة راب صدعها – هذه المرحلة فحواها لقد كنتم مجرد كلب حراسة اطلقنا عليه النار يوم انطلقت عاصفة الحزم – وقد شبت بلداننا عن الطوق ولم نعد الولد المراهق الذي عليه ان يسمع كلام الكبار – عاصفة الحزم هي ورقة الطلاق الخليجية الاميركية – وهو طلاق بالثلاث لمرحلة لن تتجدد .

وياتي غياب الزعماء الخليجيين الاربعه عن كامب اوباما توقيع مضاف ومكمل ومؤكد على ورقة الطلاق التي اسس لها اوباما فاستحقتها اميركا ولن ينفعه الندم عليها بعد ان يكتشف انه وثق بالسراب الايراني ،وفي ظل الاوضاع المتفجرة التي تعيشها ايران الملالي ،يتاكد هذا السراب وتتاكد عظم الخسارة الاميركية في المساومة الانتهازية التي جرها اليها اوباما مع ايران وقطارها الذي لن يقف حتى بعد حصولها على السلاح الذري ،اميركا التي لم يبق امامها من امل الا العودة عن مسار اوباما والعودة الى احتضان دول الخليج وقراءة المسار الايراني بفهم اخر يعتمد قلب صفحة النظام تماما كما اشرت المعارضة الايرانية  التي يتوجب اعتمادها بديلا ديمقراطيا لنظام فاشي اكل عليه الدهر وشرب ومازال يتمسك باذيال قوانين العث العائدة للقرون الوسطى ،وعندها ستمزق ورقة الطلاق تلك وتعود المياه الى مجاريها وتنتهي في الوقت نفسه ازمات شعوب الشرق الاوسط بما في ذلك الشعب الايراني

ليس هذا فقط في حسابات الربح والخسارة الاميركية – فالحزب الديمقراطي سيخلي الساحة مرغما للجمهوريين في انتخابات الرئاسة كما اخلاها لهم في الانتخابات النصفية –ذلك ان كارتلات صناعة السلاح ستتكبد خسائر فلكية بخسارتها اسواق الخليج التي ستعتمد على نفسها لحماية نفسها – لصالح بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها – وهذا يعني ان كارتلات صناعة السلاح ستضغط بقوة لازاحة الديمقراطيين وهي نكبة او خيبة ثامنة ستلحق باوباما المهلل لكلينتون كاول امرأة تراس اميركا – سجلوها علي فالانتخابات الرئاسية الاميركية ليست ببعيدة  وسقوط الاتفاق النهائي الايراني ومجموعة الخمسة زائد واحد موعده حزيران او ما بعد حزيران فالتمديد حتمي لانه لا اتفاق لا في حزيران ولا ما بعده لكن التمديد سيكون الية لتمرير الفشل وموعدنا الثلاثين من حزيران .