23 ديسمبر، 2024 9:44 ص

دول الخليج العربي و حلمها  المفقود

دول الخليج العربي و حلمها  المفقود

أنطلاقا مع عقيدتها الأسلامية العابرة لحدود الوطن و القومية  أسوة  لما كان يدعو أليه نهج الأخوان المسلمين  المنتشر بشكل كبير في مصر و الشام و السودان و بعض أجزاء الوطن العربي .. ظلت دول الخليج العربية تتناغم بشكل كبير مع دعوات الدول الغربية الأمبريالية و الصهيونية العالمية في تكريس جهودها في تجزئة المجزأ بأتفاقية سايكس بيكو السيئة الصيت بعد أن قسمت العرب الى دول متناثرة أملا في خلق منطقة آمنة تجد فيها موطنا آمنا لليهود في قلب هذه الأمة كمسمار يغمز به أي دولة من هذه الدول التي لا ترضى أن تكون آول القبلتين و ثالث الحرمين موطنا  لموجات من العصابات الصهيونية أتجهت أليها من كل بقاع العالم , و بعد رفض كل العرب وعد بالفور المشأوم سارعت السعودية لتعلن تأييدها المشهور ( بجعل فلسطين وطنا لليهود المساكين ) لتبدأ جولة جديدة من الصراع العربي الأسرائيلي و برزت من بين الدول العربية عددا منها أصبحت مراكز قوى قادت هذا الصراع على مدى عقود ساهمت بشكل كبير الى بقاء أسرائيل تحمل صفة الدولة اللقيطة و المغتصبة لجزء عزيز و مقدس من أرض العرب ومنها العراق و مصر و سوريا و ليبيا حيث تمسكت بعقيدتها الأسلامية و هويتها العربية و تعمل على توحيد الجهد العربي المتصدي للمشروع الصهيوني بالرغم من  مصداقية هذه الدول و أرادتها المتفاوتة لأحتضان المشروع العربي الوحدوي بينما بقت دول الخليج و بعض دول العربية الأخرى تحابي الموقف الصهيوني الأمريكي و الأوربي تارة بشكل وقح و مكشوف و تارة على أستحياء عندما تتقارب الأرادات على المشروع العربي .. ألى أن أصبحت الحاجة ملحة في ضمان أمن أسرائيل و أعتبارها المحور الأساسي في منطقة الشرق الأوسط كقوة سياسية و أقتصادية أساسية و تتحكم بكل  قرارات هذه الدول .. حين أذ برزت الحاجة الى تقسيم المقسم و تجزئة المجزأ و خاصة بعد بروز العراق كقوة أقليمية كبيرة و مهمة بنيت عليها آمالا على تحقيق تفوق ميزان القوى لصالح العرب بعد أن حققت بغداد نصرها الأول للعرب منذ عقود على دولة مارقة حاولت تدنيس أرض العرب و أحتلال أجزاء منها لأعادة أمبراطورية مهزومة أمام جيوش عربية مسلمة في عقود غابرة .. وهذا النصر الأول الذي حققته بغداد على أيران بحرب دامت ثمان سنوات أظهرت العراق كقوة أولى بالمنطقة و تمتلك العدة و العتاد و رجال تملأ قلوبهم الأرادة الحقة لتحقيق أمل  شعب العراق و أمل كل أمة العرب في تحرير فلسطين و أعادة الحق الفلسطيني و أصبح سيفا مسلطا على دول الخليج العربية يخشوه و يرهبهم متى شاء كما يعتقده قادة هذه الدول  ,  و كان لا بد لهم  أن يتخلصوا من هذا البعبع لكي تصبح هذه الدول و بمساعدة حلفائها و على رأسهم أمريكا سيدة المنطقة و صاحبة قرارها السياسي و الأقتصادي بما ينسجم مع مصالحهم و مصالح أسيادهم لذلك كانت غلطة العراق الكبرى عند أستدراجه لأحتلال الكويت لينحسر دور العراق الأقليمي و الوطني و أنهاء نظامه و الأستعاضة عنه بنظام شيع له المجتمع الدولي باساليب مختلفه أنتهت بأحتلال العراق و نصب عليه حكاما  متعددوا الولآت تم أختيارهم بعناية ليبقى العراق خارج التأثير الأقليمي و الدولي  مسيرا بأرادات خارجية عديدة تنفذها حكومات متتابعة حتى أستقر الأمر الى وضع عراقي هش سادت فيه الهيمنة الأيرانية المطلقة على كل شؤونه و أصبح التواجد الأيراني و تأثيره في هذا البلد هاجسا كبيرا  هز مضاجع ولاة الأمر في دول الخليج و حكامها و أحسوا بضرورة وجود العراق القوي ليدفع عنهم الشر القادم من غرب بلدانهم و بهذا فأن حكام الخليج أخذوا يبحثون عن طريق لخلاص بغداد من الهيمنة الأيرانية و أبدوا ندمهم على ما قاموا به تجاه هذا البلد الذي قال عنه سيدنا عمر بن الخطاب ( العراق جمجمة العرب و كنز الرجال و مادة الأنصار و رمح الله في الأرض فأطمئنوا فأن  رمح الله لا ينكسر )  كما أعتذر أيظا  سيدهم في البيت الأبيض قبل أيام  ..

بعد هذا كله وجدت دول الخليج وحدها في مواجهة الخطر الأيراني بعد أن ساهمت بشكل كبير بتدمير عدة دول كانت سندا لها بالماضي و رأت أن تساهم و تتعجل في تصحيح سياستها و قررت أن تتدخل مباشرة في اليمن و تحجيم التدخل الأيراني فيها و محاولة أعادة العافية للعراق الممزق المنهار بترميم بعضا من أركانه و بدأوا بمحاولات أصلاح ذات البين بين أطيافه و مكوناته المختلفه  كما يدعون و العمل على تحقيق تقارب بين الحكومة العراقية في بغداد و معارضيها  , و خطت دول الخليج خطوات مهمة في هذا الأتجاه وهو  نيتهم في فتح سفارة لها في بغداد و زيارة وزير خارجية قطر لبغداد و اربيل و تباحث مع مختلف القيادات السياسية و تم الأتفاق على أستمرار التعاون ..

جاء كل هذا في وقت تتعرض فيه أية محاولة للتقارب برفض كبير من قبل أنصار النظام الأيراني و مؤيديه  في العراق ..

كان أملا لدى العديد من دول الخليج بأنهم سيجدون العرب في العراق قد نسوا ما سببته لهم سياساتهم الممتدة  عقودا عديدة تتآمر عليه و على الدول العربية و تعيب و تجرم كل من يعتز بهويته العربية و يعمل على أعلاء رايتها و يطالبوه بحمل هوية الأسلام الأممية ,  و الآن و بعد أن أشتد عليهم الحال رجعوا الى عروبتهم و يطالبون منها العون فوجدوها ميته سريريا .

 ستبقى دول الخليج و الى حين تتحمل وزر سياساتها تجاه أشقائها و أتمنى أن تكون  صحوتها حقيقية ليحتظنها الأشقاء .