لازال رئيس اقليم كردستان المنتهية ولايته مسعود بارزاني يصر على اجراء استفتاء انفصال الاقليم في وقته المحدد رغم المناشدات والزيارات والتطمينات التي تلقاها مسعود خلال الاشهر الفائتة.
استفتاء مسعود لن يكون مقتصرا على مناطق الاقليم وانما سيشمل عدد من المناطق المتنازع عليها اضافة الى كركوك النفطية،في خطوة تصعيدية وغير محسوبة النتائج.
المتوقع ان يحصل الاستفتاء على علامة مميزة للقبول في المناطق الكردية وايضا في المناطق المتنازع عليها بعد ان تم تهجير اهلها وترهيب من تبقى منهم وبهذا فان عوامل الحسم تبدوا بمتناول الكرد دون غيرهم ممن يحاول ان يستخدم الاوراق الميتة لمنع الاستفتاء.
بغداد لازالت متيقنة من عدم اجراء الاستفتاء بوقته المحدد لقناعتها بعدم وجود او اكتمال مقومات الدولة الكردية في المرحلة الراهنة وايضا وجود اجماع عالمي على رفض الاستفتاء وهذا ما يجعل الدولة الكردية ميتة قبل ولادتها لانها دولة غير معترف بها ..لكن توقعات بغداد قد لا تكون صائبة رغم واقعيتها.
احتمالات المواجهة واردة خاصة مع الشد العنصري وسخونة الاجواء بين الطرفين وتمادي الكرد في تصريحاتهم الاستفزازية يقابلهم في السخونة بعض قادة فصائل الحشد الشعبي ممن لا يلتزم باوامر القائد العام للقوات المسلحة او باوامر هيئة الحشد مع خط تماس يمتد لمئات الكيلو مترات مع رغبة بتاديب كل طرف للاخر”راسخة متجذرة عند الطرفين تشتعل نيرانها مع اقتراب الاستفتاء خاصة في المناطق المتنازع عليها.
كركوك النفطية ستكون مصدر الخطورة وارض المعركة وصراع الارادات لان الاقليم دون نفط كركوك لن يصمد شهر واحد امام متطلبات الدولة، ولبن اربيل لن يملا اجواف الكرد او يسكت مجاعتهم الحتمية.
المعركة ان وقعت لا سامح الله فانها ستكون طاحنة وستاكل ما تبقى من اخضر شبابنا الذين لازالت اوراق شبابهم زاهرة رغم الكثير من الحروب الطاحنة التي خاضوها وانتصروا فيها وهذا ما لا نتمناه باي حال من الاحوال.
كركوك لن تدخل جلباب البرزاني وستتحول الى اطلال خربة لن ينتفع منها اي من الطرفين بعد ان تكون الحرب قد احرقت حقولها وابادة من يتبقى فيها من غير اهلها واعني بهم الكرد ،لان اهلها غادروها قبل الاستفتاء وهذا من محاسن الاستمرار بالحياة.
سيكتب التاريخ ان الكرد انفصلوا عن العراق بزمن مسعود لكن التاريخ نفسه سيذكر ان هذه الدولة لم يكتب لها النجاح وانها السبب الرئيس في قتل احلام الكرد لان وقت اعلانها لم يكن موفقا.