23 ديسمبر، 2024 4:43 ص

دولة لا نعرف الله!!

دولة لا نعرف الله!!

قال لي: ذهبت لإجراء معاملة عادية , وإذا بهم يطلبون مني خمسمئة دولار لتلك المعاملة كرشوة , فتعجبت من الأمر , وقلت لأحدهم ” ما تخوفون الله؟!!”
وأضاف: فضحك الموظف , وقال: أنت حرّ , تدفع تمشي المعاملة , ما تدفع أنت حرّ!!
قلت: إنها دولة لا نعرف الله!!
عمائم وعمائم , ولحى وطرر ومحابس , ونواحيات ولطميات , لكن الله مجهول , ولن تجد له حضورا في أرجاء دوائر الدولة من أصغرها إلى أكبرها وأكثرها جبروتا وتسلطا.
أين الله فيما يقولون ويفعلون؟
الله يعني الرحمة والإنسانية والعفة والنزاهة والخوف من عمل السوء , والجد والإجتهاد في إشاعة الفرحة والسرور في قلوب الآخرين , وتسهيل أمورهم , وإزالة العثرات من دروبهم.
وغياب الله يتأكد بالقسوة والفهر والظلم والفساد والإمتهان والإستحواذ على مقدرات الناس , وسحقهم بالحرمان من الحاجات الأساسية وإرهاقهم بمعيشتهم.
دولة لا نعرف الله , معممة وتتمنطق بالدين وما يتصل به , فهو من أربح التجارات وأسهلها , وأقلها جهدا , فالتظاهر بالدين من أنجح وسائل إستعباد البشر وإستثمارهم وإمتصاص جهودهم ومصادرة حقوقهم , خصوصا عندما يتبعون بإرادتهم العمياء دجالا معمما بالسوء والبغضاء.
دولة لا نعرف الله , ربها هواها , فهي في رأيها وموقفها من أعرف الناس بربها , ولكنه رب يختلف عن أي رب نتصوره , إنه رب أمّارات ما فيها من الرغبات والنوازع الدونية المطمورة.
والناس يساهمون في تأسيس دولة لا نعرف الله , بتبعيتهم وخنوعهم وتقليدهم , وإقرارهم بالسمع والطاعة , وعدم إعمال العقل , والشعور بالمسؤولية , وضرورة العمل على بناء الحياة الحرة الكريمة.
نعم دولة لا نعرف الله دولتنا , ورموزها منّا , وقد إنتخبناهم وفقا لفتاوى ذوي العمائم النكراء , الذين دينهم دنانيرهم وربهم جيوبهم , وتحت عمائمهم ألف شيطان وشيطان رجيم!!
فهل سنعرف الله لكي نفوز بدولة ذات قيمة وسيادة؟!!