23 ديسمبر، 2024 5:02 ص

دولة شباب, بين الوطنِ والأحساس بالمواطنة

دولة شباب, بين الوطنِ والأحساس بالمواطنة

أن كان الوطنُ مَسقطِ رأسي, فأين مسقط جسدي المتبقي أذن؟
في ظل تِلك التشريعات الدستورية, وذلك الورق المليء بذلك الحبر من تِلكَ القوانين المكتوبة فقط, وبلا أي تنفيذ , ذلك المُجلد الذي يُعتبر النظام الذي يُسير الدولةِ قبل المواطن, ويضمن حقوقهُ المسلوبةِ, قبل أن تكونَ معطاة, لا يُمكن أن يكون كافياً للشعور بأحساسِ المواطنة الفعلي تجاه الوطن, فمتى يُصبح لنا دستورٍ حافظ لحقوقنا, فكلمة الحقوق قد تناساها الكثير, في ظل أنحصارها بالقليل فقط, والتراكمات في تلك الأمور كثيرةٌ وكبيرة, فالمواطن يلقي بلومهِ على الحكومة, والحكومةُ تلقي بظلالها على المواطن ومسؤوليتهِ تجاه وطنه, وما بين الاثنين, المواطنةِ تبحث عن جذورها في اعماق الطرفين, فهل الوطنية هي حق الولادة والنشأةِ فقط, أم أن للحقوق رأيٌ أخر؟.

مِحور المواطن, عِندما يفقه المواطن لُغةِ المواطنة, ويكون على القدر الكافي من تحمل المسؤولية تجاه وطنه, وعندما يُدرك واجباتهِ تجاه كل شبرٍ من هذا الوطن المحتوي له, وحجمِ تِلكَ المسؤوليات الملقاة على عاتقه كمواطن, نَصلُ لمرحلةٍ ترتقي بنا, وبر أمان يبدأ من الأساس وتصاعدياً الى أن نبلغ ما نطمح لهُ, فَبدلَ أن نُلقي أللومَ كثيرًا على تِلكَ الحكومة, وتِلكَ الأدارة التي تُدير كل مرافق الدولة, علينا أن نكون واعيين أكثر, تجاه ورقةِ الأقتراع تلك, التي تُحملنا المسؤولية الكبرى دون غيرنا, في رسم السياسات القادمة, فلا ممثلين لِتلكَ الحكومة, بلا أُناسٌ مُنتخبين لهم, فالمواطن هو الطرف الأكبر في مُعادلة المدخلات الرئيسية, تِلكَ التي تحتوي على كل ما قابلٌ للمعالجةِ بعقول الوعي والأدراك, بدل أن تكون عبارةً عن غرائز تسري خلف المغريات التي من شأنها أن تنعكس سلبياً عل تلك المدخلات, فلا تُعالجها بالشكل الأصلح لها, فتكون المخرجات غير مُعبرة عن الأرادة الفعلية, أو أنها مُعبرةٌ عن العبث في المدخلات .

مِحور الحكومة, ودورها في بث روح الوطنية, وبما أن المسؤولية تكاملية, وعبارة عن سلسلةٍ مترابطةٍ, تقع على عاتق الحكومةِ الجزء الأكبر منها, بِحكم أنها تمتلك القرارات الفعلية والرئيسية, وأنها من يُدير زمام الأمور ويتحكم بها, فالمواطن لطالما عانى من مشاكلُ عديدةٌ لم تؤخذ بالحسبان, ولم توفر لهُ حلولُ أبسطها, فلا طريق الى المطالبةِ بالحقوق, فالحقوق هي الطريق, فالسكن, والوظيفة, والرفاهية, وكل ما يُمكن أن يجعل المواطن, يعيش أنسانٍ داخل ذلك الوطن, ويشعرهُ بوطنيته, هو وأجبٌ مستحق, كما هو مطلبُ كذلك, ويجب على الحكومةِ, أن تكون مُستوعبةٍ, أن خلق روح المواطنة, لن يكون سهلاً, في ظل التغييبات الحاصلة لِتلكَ الحقوق .
وما بين المواطنِ والحكومة, تبقى المواطنة سوألٌ يلوح في أفق هذا الوطن .