حين نسأل اي عراقي هذه الايام عن رؤيته وتوقعاته لمستقبله وعائلته وهل لديه أمل بالتغيير ، يجيبك على الفور انه قد عبر مرحلة اليأس ولم يعد يرتجي الخير في بلده؟
وقد لايغلب المواطن البسيط في ان يُحدّثك عن مسببات يأسه من الاصلاح والتغيير ويستعرض لك معطيات كثيرة تؤكد وجهة نظره ، إبتداءاً من الاثراء الفاحش والسريع لكل من تسلّم منصب في البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات ، وهم معروفون على نطاق واسع وبالاسماء ، ويسرد لك المواطن المقهور بان فلان من فلان كتلة كان يسكن في بيت تجاوز في حي التنك بالمحافظة وهو اليوم يملك المولات او العمارات ذات الابراج في خارج العراق او في داخله ، وآخر كان حمالاً وهو يملك اليوم اربع مصارف وينهب المليارات شهرياً من مزاد العملة ، وآخرين اشتروا مناصبهم ، وزير او محافظ بملايين الدولارات الاميركية ، ولا ننسى نهب النفط وتصديره لحساب الحزب الحاكم من شمال العراق ، او هروب المحافظين الى بلد الجنسية الثانية بعد الاستحواذ على المليارات ، والحيتان الذين استحوذوا على مؤسات وبيوت مسؤولي النظام البائد او الاستثمار البعيد المدى باسعار بخسة في الساحات والاماكن الستراتيجية لاصحاب النفوذ والانكى ان اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات ينهكوا الميزانية برواتب وامتيازات فلكية غير مسبوقة في المحيط والعالم ، اضافة الى رواتبهم التقاعدية غير المستحقة بعد خدمة في المنصب لاشهر ، ولا استجابة منهم لتخفيضها بالرغم من الازمة المالية التي تعصف بنا !
كل هذه الفوضى في مظاهر الفساد ولا حساب ولا حل ، بل يتمادى البعض ويسلب وستحوذ على المزيد بالرغم من دعوات الاصلاح والضرب على ايدي المفسدين من قبل رئيس الحكومة !
واليوم بعد الانتصار على الارهاب والدماء الزواكي التي قدمّتها اسر العوائل الشريفة في القضاء على الارهاب ومعاناة الجرحى للحصول على العلاج وقد يضطروا لذلك على حسابهم الخاص ، وكذلك التدني في الخدمات في الموسسات الصحية والبنى التحتية وانغلاق الافاق وياس الالاف من خريجي الجامعات العاطلين من الذين لايملكوا وساطة حزبية او عند مسؤل متنفّذ .
واخيراً اهمال البرلمان لدوره الرقابي ومحاسبة المفسدين وحتى وصل بهم الامر تعطيل الاستجوابات وكل يحامي عن فاسدي كتلته !
هذا بعض مثيرات الياس عند عامة الشعب العراقي وبكل شرايحه !
لك الله ياابن العراق