(1)
زار البابا العراق من 5-8 اذار الجاري واستقبل بحفاوة من قبل الحكومة العراقية وحكومة الضباع في اقليم كردستان كما استقبله المرجع الاعلى السيد السستاني.
زيارة تاريخية ربما تكون الاولى, لبابا للعراق والاول للقاء بابا مع مرجع ديني شيعي!
ومن غير المعروف سبب قيام البابا بلقاءه في النجف وعدم ذهاب المرجع له في بغداد العاصمة.. وماذا دار في الاجتماع وماهي كلمة السستاني, وماذا قال فكل ذلك ممنوع لاسباب مجهولة فالسيد دام ظله لاتوجد له اي خطبة مسجلة ولايوجد له اي كتاب منشور ولامقالة ولاملاحظة سياسية مباشرة الا عبر وسطاء وليس له موقع فيس او تويتر يكتب به ولاندري مقدار ثقافته السياسية او الدينية فكل لك طي الخيال والكتمان والاوهام!
ونموذج السيد الفارسي هو نموذج متفرد في تاريخ المراجع فمحمد وعلي والحسن والحسين كانوا يخطبون في الناس ويخوضون القتال في المقدمة اما تقاليد مراجع الشيعة والفرس منهم بشكل خاص, فان ذلك السلوك التاريخي لايشملهم مع انهم حريصون جدا على اشاعة خبر انهم من السادة العرب وانهم تلامذه واتباع بررة لعلي والحسين والائمة ولكنهم سكنوا بلاد فارس خشية من ظلم الامويون او العباسيون او غيرهم!
وللاسف قامت حكومة المخططات الفارسية الاثمة بعيدة المدى في العراق بمنع الشعب العراقي من التظاهر خلال الزيارة وفرضت حظر تجوال- ولكنها لاتفرض حظرا على الممارسات الدينية او على تجمعات الاحزاب الفارسية او مناوراتها او انتشارها المسلح!
وفرض حظر التجوال على الشعب والثوارهو لكي لاتظهر للعالم اخبار الثورة العراقية الحالية ضد نظام الحكم الفارسي الاجرامي والاحتلال الرهبري للعراق, وكان الامر مدبرا بعناية ولم تفلح كثيرا كل الافكار التي طلبت من الشعب الاستمرار وتشديد النضال ضد الطغمة الحاكمة البغيضة في فترة الزيارة, لكي تحظى بتغطية اعلامية عالمية حيث ركز العالم على تلك الزيارة وعلى العراق وضاعت الفرصة التاريخية التي تم استغلالها من قبل نظام الحكم الاجرب الحاكم والمرجعيات والمليشيات.
وكما توقعت لم تطلق المليشيات صاروخا واحدا على اي مكان فيه امريكان لان استتباب الامن خلال زيارة البابا ضروري للنظام الحاكم الذي يمثل واجهة لتلك المليشيات ومعبر عنها ومدافع عن وجودها والممول لها والمغطي على اجرامها واستهتارها وعمالتها, امام العالم باعتبار ان النظام الحاكم هو نظام ديمقراطي!! ولد من رحم الشعب العراقي! وليس من رحم الرهبر ومليشياته الفاشية التي تم توثيق جرائمها بحق الشعب العراقي والمنطقة من قبل المنظمات الدولية.
(2)
تكفير غير المسلم امر مسلم به ولدينا في ذلك خطب وفتاوي لااول لها ولااخر, وتكفير غير الشيعي المسلم او غير السني المسلم امر معروف ولايحتاج الى برهان. وتكفير المسيحيين وغيرهم امر مسلم به من قبل كل مراجع وزعامات الدين الاسلامي بمذاهبه الاسلامية كافة.
كان العرب قبل الاسلام امة تزدري النفاق والمنافقين وكان العربي يفخر باباءه وكرامته وصدقه ولكن النفاق جاء مع الاسلام الذي حكم العرب بالسيف وادخلهم عنوة في الدين الجديد ومن لايفعل فقد تم تكفيره واستباحة دمه وعرضه وماله فانضوت القبائل للدين الجديد خشية من هذا السفاح الذي لايعرف الرحمة ويستبيح كل شي باسم الله!
وهكذا وردت كلمة النفاق في القران!(1) 36 مرة.
ولكن تبني دين جديد تحت الاكراه لا يمكن ان يلغي الايمان السابق بمقدسات او اعراف او قيم ولذا نشا النفاق من اجل البقاء على قيد الحياة, ثم استمر النفاق بانتاج فلسفة التقية الاسلامية التي هي اوضح ظاهرة للنفاق والدجل من اجل السلطة, ثم تنكشف اهدافهم عند بلوغها كما انكشفت في العراق وايران وغيرها.
وهذا الامر يشمل ايضا الاخوان المسلمون فقد اخفوا اهدافهم الحقيقة طيلة عقود حتى حكموا بعض البلدان العربية بارادة امريكية اوروبية – تحت شعارات خادعة مثل الربيع العربي والفوضى الخلاقة التي كفوا عن تكرارها الان بعد ان كشف الهدف الخبيث ورائها- وقد كشفت السلطة التي تولوها اهدافهم الحقيقية الاجرامية كما حصل في مصر وتونس وليبيا باعتبارهم عملاء لصوص جواسيس وعناصر خراب في تلك الدول والعالم كافة لصالح دول اخرى مثل قطر وتركيا وايران.
ان يلتقي مرجع اسلامي بالبابا وحيث يكفر دينه كل مسيحي صراحة ويتم وصف اللقاء بانه لقاء ودي او انه في اطار حوار الاديان! – وذلك مصطلح نفاقي اخر من مصطلحات العصر الجديد مثل الربيع العربي او الفوضى الخلاقة – فهذا نفاق اخر من اجل غايات سياسة الهدف منها خداع العالم من اجل تعويم النظام السياسي العراقي الرهبري المتهم بقتل شعبه ونهبه والخنوع للنظام الايراني وتصوير شيعة النفاق والذيلية الحاكمون بانهم منفتحون وصادقون وانسانيون! بينما يسحق فقراء الشيعة والعراقيون كافة سحقا تحت اقدام الولي السفيه ومليشياته وعصاباته الاجرامية والعالم يتفرج على ذلك.
(3)
بعد زيارة البابا هلت علينا النفحات الايمانية للسيد الكازمي والسيد صالخ…
حيث دعا مصطفى كازمي للحوار بين الطبقة الحاكمة الاجرامية وبين الثوار! من اجل مصلحة العراق!
على اساس مصلحة العراق!, في الوقت الذي تم فيه قتل وجرح وتعويق وتشريد 40 الف من خيرة شباب العراق ولم يعلن عن اسم واحد متورط في اعمال الابادة الجماعية تلك, وفي الوقت الذي انقلبت فيه احوال العراق نحو الحضيض بعد الثورة من ارتفاع الاسعار بسبب ارتفاع قيمة الدولار الى الاغلاقات بسبب كرونا وتوقف حياة الملايين من الجياع, في هذا الوقت يدعوا السفيه كازمي الى الحوار..
اي حوار سيكون بين قاتل ومقتول بين جلاد وضحية بين لص ومسروق بين عميل ووطني بين جاسوس وامين بين كلب فارسي اجرب واسد عراقي شجاع.
عن اي حوار يتحدث هذا الابله واعمال القتل والاغتيالات عن طريق فرق الموت الفارسية مستمرة من اجل استمرار خضوع العراق لهيمنة الرهبر الفارسي الاثمة الاجرامية, عن اي حوار واغلب موازنات العراق نهبت من قبل عصابات واحزاب ايران الاجرامية في العراق لخدمة مشروع التوسع الرهبري الاجرامي في المنطقة والعالم.. عن اي حوار يتحدث هذا الاغم وهو شخصيا يتعرض للاهانة يوميا من قبل اصغر فرخ من فروخ الرهبر.
(4)
بعد 3 سنوات من النصر, وبعد 5 سنوات من استباحة داعش لليزيديين بعملية متفق عليها مع برزاني حيث تم تسليم سنجار لداعش والسماح للبيشمركة بالفرار منها ومنع العوائل من ترك المدينة وبالتالي استباحتها وفقا لاحكام الدين الاسلامي الحنيف الذي اصبح دستور للبلاد التي تحررت بفضل الامريكي المسيحي والكافر حسب تعريف سدنة وكهنة الدين الاسلامي الذين كانت سياط صدام تلهب ظهورهم وهم يتقون! ويقبلون احذية النظام من اجل مصالحهم …
بعد كل ذلك وبعد زيارة البابا وفي ظل نفحات ايمانية بابوية حلت على صالخ وكازمي, وقع السيد الرئيس الكردي الضبع على قانون الناجيات الايزيديات, ولاندري لماذا لم يصدر الاقليم مثل هذا القانون وهو المسؤول عن تلك الجريمة وهو من يعلن ان الايزيديين هم اكراد!!!
لماذا يجب على العراق ان يعوض الناس عن جرائم وخيانة برزاني للشعب الكردي خاصة والعراقي عامة والاقليات خصوصا!!! ولماذا لايفعل برزاني ذلك وهو يخمط اموال نفط الاقليم الطائلة التي تصل لتصدير مليون برميل يوميا! يضعها في شراويل عشيرته ومن تبعه باحسان الى يوم الدين!.
لقد تذكر ضبع السليمانية, الرئيس الكردي المفروض على العراق الان ان هناك ناجيات ايزيديات! وان على العراق ان يعوضهن وهو العاجز على جلب لقاح للشعب او تامين قوت الناس او طعامهم! في الوسط والجنوب!
ولاندري كيف يكون الانصاف دون محاكمة المتسببين في سقوط الموصل من عصابة المالكي الى عصابة برزاني الى الدور الايراني والتركي الى قادة الفساد والتخريب والجبن من العسكريين والمدنيين!
وكيف يكون انصاف الضحايا عندما يتم تقسيمهم الى اكراد ويزيديين وعرب وشيعة وسنة, بدلا من قانون تام كامل لكل افراد الشعب العراقي, ولكن ثقافة التقسيم تجري في عروقهم كما قسموا العراق لدولة ولاقليم وقسموا الاوقاف الى شيعي وسني وقسموا كل شي من اجل تدمير كل شي والاستحواذ على كل شي.
(5)
لقد اصبح النفاق ثقافة والفساد ثقافة والدجل ثقافة والخنوع ثقافة ويتم ادارة تلك الثقافة على اعلى مستوى تمارس من اجل بقاء طغمة الفساد والارهاب والجبن والخنوع الفارسية الكردية الحاكمة المتالفة من سقط المتاع وشذاذ الافاق!
قصور صدام التي بنيت من جوع العراقيين في الحصار فكل قصر كان ياخذ نصف طعام الفقراء نتيجة التضخم وارتفاع سعر الدولار قد اصبحت الان في خدمة سادة العراق الجدد من المتسكعين السابقين في ارصفة شوارع العالم وطالبي الصدقات من المخابرات الاجنبية.
الممارسات الدينية الطائفية صممت لتتوسع افقيا وعموديا من اجل انهاء الحياة الانسانية في العراق من غلق الطرق الى ايقاف العمل الى نقل الامراض والعدوى.
ان كان لكم دين فلماذا لاتحتفلون برجال صنعوا عظمة العراق مثل الحجاج والسفاح والمنصور والرشيد, رجال جلبوا الرخاء والامن والعظمة والشبع وجعلوا كل العالم في خدمة العراقيين, وانتم لاتكفون يوما عن التذمر من اجل حياة كريمة! فهل سمعتم في التاريخ ان عمامة جلبت الرخاء والعزة والامن والشبع للعراقيين وهي تاكل من بطونهم خمسا وزكاة ولاتنتج لهم غير الدجل والتقسيم والخراب والفرقة خدمة لدول اخرى وتتعاون مع كل غازي عبر التاريخ بدءا من التتار الى الترك الى الفرس وغيرهم!
ففي الوقت الذي يتم اعلان حالة الاغلاق فان طغمة الفساد والنفاق تقف عاجزة امام الممارسات الدينية التي تنهش العراق ارضا وشعبا وتدمر صحة ووعي ووقت وحقوق الناس الاخرين في مسرحيات تعبدية انتجت خرابا نفسيا وعقليا وماديا لاحد له!.
لقد اصبح وضع العراق في ذيل قائمة دول العالم هدف فارسي محكم فكل دول العالم لقحت عددا كبيرا ونسبة تصل الى 10 بالمائة من عدد السكان لحد الان ولكن العراق مازال ينتظر اللقاح من اجل ان يستمر الموت والخراب والابادة ضد الشعب العراقي.
تلوث البيئة بعدد هائل من السيارات لكي يتم ضمان الاستيرادات للمشتقات النفطية الردئية المسرطنة والغاز من ايران مع الكهرباء وكلها منتجات فضائية لايعرف احد كميتها ولماذا يستوردها العراق وهو البلد الغني يالنفط والغاز والكفاءات والاموال!… والسبب هو نهب مقدرات العراق وتركيعه عند الضرورة من قبل ايران الاجرام.
تدمير البيئة والزراعة والصناعة والثقافة والتعليم والصحة والمدن وزيادة السكان المريعة وتجنيس الفرس والاكراد باعداد مهولة يقصد منه تدمير العراق وتركيعه لالف عام..
اما الاعمال الاجرامية اليومية للمليشيات والاحزاب الحاكمة فهو من اجل التغطية وغض النظر وخداع الناس واشغالهم عن التحديات الخطيرة التي يواجهها العراق من المخدرات الرهبرية الى قطع المياه الى تدمير الحياة وتدمير الاقتصاد والصحة والثقافة الى نشر الامراض عبر الممارسات الدينية الوضيعة التي لم يرد لها اساس او ضرورة بدلا من استخدام طاقات الشباب للعمل والزراعة والصناعة والانتاج بدلا من المسيرات الطويلة مقابل الطعام! التي يتم فيها ايقاف الحياة وتهديد الامن والسلم الاهلي وارواح الناس.
ان العراق على مفترق طرق اما ان يكون او لايكون وان وجود النظام الايراني وعصاباته في العراق هو تحدي وجودي للعراق فاما هم واما العراق ولابد للشعب العراقي ان يتخذ موقفا واضحا بالاعتماد على اصدقائه الدوليين والمحليين ولقد ضاعت فرص التحرير بسبب امعات مثل العبادي والكازمي عندما كانت الفرص متاحة!
لقد بات واضحا ان اي رئيس وزراء او رئيس جمهورية تاتي به الطبقة الفاسدة الحاكمة هو مجرد ذيل لهم وخادم مطيع لهم ليعبر بهم الى ضفة الامان عند ثورة الشعب العراقي والتي ستتكرر بقوة اكبر خلال المستقبل لان مسببات الثورة مستمرة وتزداد قوة.
لايقوم العدل الا على اساس محاسبة المجرمين, محاسبة من اسقط الموصل ومحاسبة من قتل وعوق وجرح المتظاهرين, محاسبة من نهب مقدرات الشعب العراقي ومحاسبة الخونة الذين باعوا العراق
وبعد ذلك يجري الحوار, او سن قوانين الناجيات من الايزيديات او المتظاهرات او المتظاهرين.
ان اي كلام غير ذلك فهو سفاهة ان لم يكن جبنا وخداعا وعملا في صالح المجرمين!