الكل يعلم ان الكرد ومنذ تاسيس الدولة العراقية عام 1921 ، على الرقعة الحقيقية لوادي الرافدين ، يطالبون بحق تقرير المصير ، وانهم رفعوا السلاح بوجه الدولة ومنذ اربعينات القرن الماضي ، وتسبب ذلك بتضحيات كثيرة من ابناء العراق ، وان المتتبع لمسار الحركة الكردية يجد انها تقوم على فرضية انشاء دولة كردية على رقعة يصعب تحقيقها ، او حتى ان هذه الارض لا تطل على بحر يمكن هذه الدولة الوليدة من الاتصال التجاري بالعالم كما وان هذه الدولة عليها ان تواجه سليلوا الامبراطورية الفارسية من الشرق واتباع الامبراطورية العثمانية من الشمال ، اما ما يمكن ان تتركه للعراق العربي هو ان يظل العراق بلا المعتاد عليه من شمال جبلي وشعب كردي عاش معه طول هذه السنين ، وثمة حقيقة اثبتها واملاها التاريخ والجغرافية الا وهي ان لا فائدة ترجى من شمال عراقي بلا جنوبه ولا جنوب عراقي بلا شماله فالتكامل الاقتصادي قائم بوحدة العراق والانسجام الاجتماعي قائم بمصاهرة الشمال للجنوب وبمصاهرة الجنوب للشمال ،وان قوة هذا البلد تعتمد كليا وجزئيا على وحدة شعبه بعربه وكرده
وان المسار الذي اخطه بعض الاخوة الكرد والقائم على التهيئة للانفصال انما هو مسار قد يراه البعض صائب ولكن وفق منطق التاريخ والجغرافية فانه خاطئ ، سيواجه في تحقيقه حقائق اقواها معارضة دول الجوار لهذا الكيان ما دام لا يتحقق الا باجتزاء اراض منها ، وما دام يهدد وحدتها ، فانها ستصدى له كما هي تفعل الان فتركيا تضرب وايران تقصف ، والنتيجة تعريض المواطن الكردي للدمار ، والسؤال الملح والمطروح امام كل مواطن عراقي من الكرد هل يقبل اي منكم الانفصال من العراق وانتم لا زلتم عراقيين…