منذ عام 2003 ولحد اليوم والعراق يسرق وتدمر ثرواته وتسيل دماء أبنائه .الطبقة السياسية الجديدة التي تقبض على السلطة بزعامة الأحزاب والحركات والتيارات الإسلامية تدعي أنها ضحية مؤامرة خارجية يقودها الشيطان الأكبر وحلفائه في المنطقة لإفشال تجربتها الديمقراطية في العراق التي تناصر المستضعفين في سوريا واليمن والبحرين ولبنان وفلسطين وإيران وكوبا وجزر ألواق واق ولهذا تدعوا الشعب العراقي منذ سنوات إلى الصبر والمزيد من التضحيات حتى تحقيق النصر المبين.ومن المفارقات إن تجربة الأحزاب والحركات والتيارات الإسلامية في العراق لا يحميها الشعب العراقي ولا الجيش العراقي المليوني عندما تتعرض لتهديد من مليشيات إرهابية مثل داعش كما حدث يوم 9-حزيران -2015 وإنما يحميها قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والمليشيات الإرهابية التابعة له داخل العراق.. زعماء الأحزاب والحركات الإسلامية لا يخجلون من هذا بل يصرحون بفخر بانه لولا هذا الجنرال لعادوا يبيعون السبح والخضار وكروت الموبايل في المنفى حتى يهيأ الله لهم بوش الحفيد ليحملهم بدباباته إلى المنطقة الخضراء مرة أخرى . كل دول العالم تشاهد ما يحدث بالعراق عبر القنوات الفضائية و تعتقد ان ما يجري بهذا البلد هو تحصيل حاصل للسياسة الأمريكية التي سلمت العراق بحجة الديمقراطية والانتخابات إلى مجموعة من الإسلاميين المتطرفين لا يحظون باي قاعدة شعبية داخل بلد حكمه لعقود نظام دكتاتوري علماني . وهؤلاء الإسلاميين المتطرفين هم خليط غير متجانس من مشتقات ولاية الفقيه الخمينية و الإخوان المسلمين القطبية (الحزب الاسباني العراقي) . فالخمينون هدفهم إحياء ولاية علي الشيعية والقطبيون هدفهم إحياء الخلافة الراشدة السنية . وهكذا نجح علماء الاجتماع الأمريكيون العاملون بمراكز البحوث في استثمار صراع تاريخي إسلامي على السلطة ( السقيفة,فدك, مقتل عثمان, الجمل ,صفين , مقتل الحسين ) حدث قبل اكتشاف القارة الأمريكية ب11 قرنا من اجل تمزيق منطقة الشرق الأوسط بكاملها طائفيا وخاصة العراق عن طريق إيصال الأحزاب والحركات الإسلامية المتطرفة الى قمة هرم السلطة لتقوم هذه القمة لاحقا بتمزيق القاعدة الاجتماعية الشعبية وإيصالها الى قناعة مفادها استحالة العيش في عراق موحد .. إن العراق التي تمزقه الصراعات الطائفية والقومية وتخنقه طبقة سياسية فاسدة تتصدرها أحزاب وحركات وتيارات إسلامية متطرفة سيبقى شعبه يعاني لفترة طويلة جدا . إن إعمال الترقيع وحرق البخور وقراءة الأدعية وكتابة التعاويذ وتجنيد الجهلة والمسحوقين من قبل المليشيات الشيعية والداعشية لن تستطيع ان تحسم الصراع بقوة السلاح في العراق لمصلحة اي طرف فالحروب الأهلية او الصراعات الاثنية الداخلية لا يمكن ان تحل بغير السياسة والحل في العراق هو (سياسي )
فقط فالشعب العراقي قد شبع من الموت والإذلال طيلة 35 عاما من (1980- 2015)… ان الواجب الشرعي يحتم على كل المرجعيات الدينية في العراق ان ترمي بكل ثقلها الاعتباري باتجاه ايجاد حلول تتسم بالحكمة لانقاذ العراقيين من هذه المذابح وانقاذ العراق من الضياع.. وعلى مرجعية النجف ان تكف عن رمي (كرة النار ) على السياسيين وتحملهم لوحدهم مسؤولية كل كارثة جديدة تلدها (العملية السياسية ) بالعراق والكل يعلم إن العملية السياسية في العراق هي من اخراج مرجعية النجف كما موضح في ديباجة الدستور العراقي والتي أصرت على إجراء انتخابات الجمعية الوطنية وكل الانتخابات ألاحقة في ظروف اجتماعية وسياسية وأمنية وقانونية شاذة مثل غياب قانون الأحزاب وقانون المحكمة الاتحادية وقانون الانتخابات ومن الواجب الشرعي عليها إن تقوم بتصحيح أخطاءها نتيجة قلة الخبرة بالعمل السياسي وجل من لا يخطىء خاصة عندما كان الاحتلال جاثما على صدر العراق . وعليها في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها العراقيون ان تتدخل بجدية وقوة لإعادة الأمل والحياة للعراقيين وتعلن (الجهاد الكفائي السياسي) مثلما تدخلت بقوة وأعلنت ( الجهاد الكفائي العسكري ) لوقف تمدد مليشيات داعش الإرهابية .. وتدعوا بشكل عاجل الى مؤتمر وطني عراقي عام تحضره كل الأطياف والشخصيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بلا استثناء وبرعاية وحضور السيد السستاني وليسمى مثلا (مؤتمر إنقاذ العراق ) يتم فيه حظر حزب البعث والأحزاب والحركات الإسلامية التي مزقت العراقيين وحظر المليشيات وتشريع قوانيين الأحزاب والمحكمة الاتحادية والانتخابات وفق المعايير الدولية إضافة إلى نزع الألغام من الدستور العراقي هذه فرصة تاريخية لمرجعية النجف من اجل حقن دماء العراقيين و تبرئة ذمتها إمام الله والشعب والأجيال القادمة والتاريخ الذي صار يروي الإحداث حية بالصوت والصورة وليس بطريقة عن..عن..عن أو ( حدثني من أثق به ).