19 ديسمبر، 2024 1:47 ص

دولة ( الدواعش ) جهاد أم قياد

دولة ( الدواعش ) جهاد أم قياد

الدولة الكردية أُعلنت في كواليس الإتحاد الأوربي وتم حِفظها في ملفات تحت اليد لعرضها علناً في الوقت المناسب ( هذا أولاً ! ) .. الإيرانيون أطبقوا نهائياً على جنوب العراق وأسسوا جيشاً كبيراً وذراعاً طويلة سموها الحشد الشعبي تمكنوا من تهيئتها كطوق حديدي يحيط بالمناطق السنية في شمال العراق وغربه ( هذا ثانياً ) .. أما ثالثاً فهو ما يحدث داخل المناطق الساخنة ! الموصل ، تكريت ، الرمادي ( بعد ضَمِّ ديالى إلى إيران ! ) .. في الموصل انتهت معركة تحريرها بعد إحتلال المناطق المتبقية في وسيطرة البيشمركة على جميع مناطق الحلم الكردي ويبقى من الموصل كُــبَــتها الشهيرة فقط ! في تكريت عقدةٌ أخرى أصعب من الموصل بدأت منذ الأيام الأولى لتحرير مركز المدينة وحيرة من حررها وماذا سيفعله وممن يأخذ أوامره .. من الدولة أم من المرجعيات أم من طهران ؟! مركز المدينة سيطر عليه الحشد ولا أمل بالحصول على موافقة قريبة تلوح في الأفق للسماح بالعوائل النازحة من البعض من مناطق تكريت أن تعود لحين إنجاز عملية التخريب العام والتام لكل معالم المدينة وحرق ونهب أموال المواطنين النازحين منها .. فمدن تكريت المحررة وغير المحررة ذهبت مع الريح والميليشيات تذرعت بجريمة سبايكر كي تقبض على عنق تكريت إلى الأبد والأمر معروف وأهدافه واضحة للعيان .. فتكريت في نظر إيران تبقى الرمز التاريخي لهزيمة الجيوش الإيرانية ما بين ( 1980 – 1988 ) لكونها مسقط رأس صدام حسين ، والميليشيات ترسخت في أذهان متطوعيها حجة الإنتقام ممن كان سبباً في إقصاء وإبعاد العراق وعزله وعدم إستقباله لولاية الفقيه .. إذن بموضوع تكريت حُسم بإحتلال المدينة والبدء بتقطيع أوصالها وتفتيت مناطقها ومدنها بهدوء وتحويلها إلى كانتونات بإدارة عميلة تختارها المخابرات الإيرانية ! فالرمادي تختلف جذرياً عن الموصل وتكريت .. فالموصل تعيش في دوامة قومية وطائفية وخلافات دينية ومذهبية داخل البنية لمجتمعية فيها .. فهناك العرب السنة والعرب الشيعة والكرد السنة والكرد الشيعة والتركمان السنة والتركمان الشيعة والشبك السنة والشبك الشيعة والأيزيديين والجرجر والصابئة والكلدوآشوريين والسريان الكاثوليك والأرمن والكاكائية وهو خليط متوارث منذ آلاف السنين ، وأرض الموصل متعبة لمن يعرفها فهي محاذية لتركيا التي تعتبرها لحد الآن أرضاً تركية أغتصبت منها عنوة ويعيش فوق ربوعها تركٌ معتقون !.. والأكراد يلتفون بين شرقها غربها وشمالها وجنوبها لإقتطاع أراضٍ يسكن عليها الأكراد .. والعرب لهم فيها حصة وكذلك الأديان والمذاهب الأخرى ، هذه المعضلات زرعت في عقول القيادات الداعشية بديهيةً حاسمة وهي أنَّ الموصل ليست محطةً لبقائهم وإستقرارهم .. أما تكريت فتعاني من وارد الثأر وإقتراب الأكراد كذلك من حدودها وضمها في المستقبل القريب .. عكس إيران وذراعها العسكري فهي تُعدُّ العدة لإسقاط كل شبر من تكريت إستذكاراً لبانوراما الإستحواذ الشيعي للمناطق المحررة !!
ما الذي تبقى إذن ؟!
( الأنبار ) ومدنها والتي تُشكل نسبة السنة فيها الآن 100% وهو ما تحلم به القيادات الداعشية ومن يتبنى عقائدها .. الأمر الأشد تعقيداً أنَّ النازحين من مدن الأنبار اليوم في المناطق الغربية .. باتوا يخشون العودة إلى ديارهم لا خوفاً من داعش فقط وإنما من الكوارث المتوقعة عندما يدخل إلى مدن عنه وراوه والقائم وهورهان ستراتيجي كبير لايمكن لداعش بعد أن خسرت الآلاف من مقاتليها لإحتلال الأنبار من التفريط بمركز السنّة في العراق مهما كلفهم الأمر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات