الكراسي العراقية مثل الدولاب (دولاب الهواء) , وبلا أحزمة أمان , وهذا الدولاب يدور بسرع متفاوتة , ومتناغمة مع المصالح والتطلعات الإقليمية والدولية , وبطاقات وقدرات آبار النفط , التي تدّور الدواليب بدخانها المضغوط في أوعية الضياع والخراب والخسران , والتدمير الشامل للوطن والإنسان.
وكلما دار الدولاب أفرغ حمولاته من ذوي العاهات النفسية والسلوكية , الذين عاشوا رهائن في الكرسي , والذين ينفذون أوامر أصحاب الدولاب , ولا خيار عندهم إلا تحقيق ما يريده منهم السيد الذي يرتهنهم ويتحكم بمصيرهم , وإن نبسوا بكلمة حق , أدار الدولاب وأسقطهم في حفرة سوء المصير.
وهذا الدولاب العراقي الدوّار , يرتبط بمفصل لتحريك ناعوور المآسي والويلات العراقية في كل مكان , فكلما دار دولاب الكراسي , أدار ناعور التداعيات , وألهب الصراعات والتفاعلات , التي تستثمر في التدمير والتخريب ومحق الحياة.
وفي كل دورة لدولاب الكراسي , تتجدد معطيات ناعور المآسي , وما عرف الشعب والوطن إلا الغثيان , والتشويش والجزع من هذا الدوران المرير الخطير , الذي لا يعرف التوقف والسكون , ولا يسمح بإرتداء أحزمة الأمان , والشعور بالسكينة والأمن والسلام.
وفي هذا الزمن الديمقراطي الفتاك , أصبح الدوران على أشده , وناعور المآسي في أقصى سرعته , وقدرته على إشاعة آليات التناحر والتفاعل التدمير الديمقراطي الخلاق جدا.
فمَن الذي يدوّر الدولاب؟
ومَن الذي أجلس الرهائن السياسية في الكراسي , وعلقها في الهواء وحرمها من أي حزام أمان؟
ولماذا لا يستفيق المجتمع من الغثيان , ويأبى التحول إلى بئرٍ لناعور الفتك بالحياة والإنسان؟
هل لأن الذي يحكم العراق قد إمتلكه وسخره لتحقيق مصالحه وتطلعاته؟
هل لأن العراق أصبح ملكا مشاعا , وساحة مفتوحة للموجودات الأرضية المصابة بعاهات عقلية ونفسية وعقائدية , وتتحقق فيها إرادات أمّارات السوء والبغضاء والأمر بالمنكر , المعتقة في أقبية الأزمنة الظلماء؟
تساؤلات في عصر يعيش العراق والعرقيون ما بين دوران الدولاب والناعور , وكأن حياتهم تتلخص بنبش القبور , وقطع الجسور , وردم العصور , ورجم الغيور , والتهليل لكل نهّاب وفاسدٍ ومنافق ومبشرٍ بالثبور.
فإلى أين المسير والبلاد والعباد رهن دولابٍ وناعور؟!!