23 ديسمبر، 2024 7:38 ص

دور الموسيقى في الزراعة

دور الموسيقى في الزراعة

من يقرأ تاريخ العراق يذهل حيث لم يدع العراقي القديم شاردة او واردة الا ووضع فيها عقله وخرج بنتائج مذهلة استفاد منها العالم جميعا وقد منعتهم الانانية من الاشارة الى مصدر علومهم الاولى . الموسيقى غذاء الروح هذا هو المعروف لكن اكتشف العراقي القديم ان للموسيقى دور مهم في تنضيج النبات وتكثيف الزرع وخروج المياه من الكهوف والاراضي كما ورد في كتاب الفلاحة النبطية للمترجم العراقي ابو بكر ابن وحشية الكوفي وهذا يثبت بالدليل ان ما قام العراقيون الاوائل كان سبيلا انتهجه من جاء بعدهم فقد اثبتت الابحاث الاوربية ان الموسيقى تنمي الثمار وتنضجها ولا يفوتنا ان نذكر انه وقبل أعوام قدمت الدكتورة دشين ـ غليمن من جامعة لييج في بلجيكا بحثا ًبعنوان : النظرية الموسيقية تبدأ من سومر اكتشاف سلم موسيقي بابلي أوردت فيه الدليل على وجود نظام موسيقي في بلاد السومريين التي عرفت فيما بعد باسم بلاد بابل وهو أول سلم دياتونيكي في تاريخ الموسيقى , ولعلة كان وفقا ًلنظام الدوزنة أيضا ..

كما اهتم الأشوريين كثيرا ًبالموسيقى أكثر من غيرهم من الأقوام والشعوب التي استوطنت وادي الرافدين وطوروا جميع الآلات الموسيقية , وكذلك تطور الغناء عندهم واتخذ جوانب متعددة من التعبير ..

كما قام الأشوريين بتخليد انتصاراتهم على مسلات وللوحات أثرية وكان للفرق الموسيقية دورا ًبارزا إلى جانب مشاهد الحروب والجنود . وهناك بعض الشواهد على ذلك :

فقد كان الملك الأشوري شمشي ادد الأول المعاصر للملك البابلي حمورابي , قد بعث برسالة إلى احد عمالة في الأقاليم يطلب فيها منه تجنيد ثلاثة مغنين ومنهم المغني المعروف آنذاك ( سن ـ يقيشام ) لمرافقة الحملة العسكرية الأشورية لكي يساهم في المعركة بتقديم ألاغاني الحماسية وإثارة حماس المحاربين الأشوريين , حيث كان الفنان العراقي هو الأخر شأنه شأن جيشه يسجل البطولات بالصورة والكلمة والنغم

في قطعة فنية واحدة . أن أقدم شاهد اثري يصور لنا على الرخام استعمال الأغنية والموسيقى في الحرب قد وجد في نينوى وهو عبارة عن منحوتة جدارية ارتفاعها ( متر واثنين وستين سنتمر ) تعود لزمن الملك اشوربانيبال وقد نقلت في حينه إلى متحف اللوفر بباريس . لقد قسم النحات الأشوري هذه المنحوتة الرخامية إلى عدة أفاريز ونحت فيها مشاهد كثيرة تصور تسلسل مراحل معركة حربية خاضها الجيش الأشوري . وكان من ضمن التفاصيل المنحوتة موضوع استعمال الأغنية والموسيقى في الحرب . حيث كانت تصور المنحوتة معركة قائمة مع العدو وتقف فرقة موسيقية عسكرية مؤلفة من أربعة موسيقيين يقومون بتقديم الأغاني والموسيقى كتشجيع للجنود .

كما كانت هناك أشبة بفرقة الإنشاد أو الفرقة الملكية للموسيقى في قصور الملوك الأشوريين وكانت تشمل الرجال على الأغلب ، أما الفرقة الموسيقية العسكرية فكانت تشمل عازفين من الرجال والنساء .

أن موضوع الموسيقى والغناء في العراق القديم لم يلقى للأسف اهتمام واضح من قبل مؤرخينا وباحثينا فلم نجد في مؤلفاتهم وكتبهم أي ذكر لموضوع الموسيقى على الرغم من أهميته بالنسبة للعراقيين القدماء وحبهم لها في الوقت الذي كانت جزء من معتقداتهم الدينية وحياتهم اليومية .

وكذلك كان الفلاح ينشد الاغاني عند جمعه للحنطة وللحصاد ويغنوا بالحان كثيرة لقد رفع العراقي من شان الموسيقى وجعلها مرافقة لحياته فرحا وحزنا ومن عجيب صنعهم وفكرهم واستنباط الماء هو عن طريق العزف بالناي وبالآلات الموسيقية وبالغناء ويقمن سبع فتيات ترتدي كل واحدة منهن ثوبا يختلف لونه عن ثياب الاخريات . اين ضاع هذا التراث واين المزارع والفلاح عن هذه الاساليب ونحن نجد ان الفلاح العراقي والى وقتنا هذا يغني في موسم الحصاد . للنبات احساس مرهف واذن موسيقية حيث استطاع العراقي القديم بذكائه ان ينتبه الى الموجودات وان يحاكيها ويناغمها بالموسيقى ومنها النباتات والزروع وان يعمر الارض بكل الحب ولقد غابت عن الكثيرين هذه الاسبقية فراحت ارضنا تموت شيئا فشيئا وهجرت