كان المجتمع قبل بعثة الرسول -صلّى الله عليه واله- يعاني من الظلم والفساد، فالقوي يأكل حقّ الضعيف، وله السلطان عليه، ولمّا جاء رسول الله ووضع حدوداً لذاك المجتمع الذي تملؤه الهمجية، فوضع مجموعةً من الأسس والمقومات التي قام عليها المجتمع الإسلامي.
ذلك بسبب اهمية الدور الذي يلعبه المجتمع في بناء شخصية الفرد المسلم، لان الوسط الاجتماعي الذي يتحرك فيه المجتمع دور كبير في بناء شخصيته، الذي يجب ان يحتوي على القيم والمبادئ الاسلامية، التي جاء بها الاسلام، من اجل تكوين مجتمع اسلامي قوي ومتماسك فيما بينه، وفي مواجه الافكار الغريبة التي تحاول زعزعت وهدم المجتمع.
مقومات المجتمع الإسلامي في عهد رسول الله
أولا: الإيمان بوحدانية الله؛ فبعد أن كان المجتمع مشتت بعبادة الأوثان وغيرها ممّا لا يضرّ ولا ينفع، اجتمعت قلوبهم على عبادة الله الواحد الأحد، الذي ليس كمثله شيءٌ، فهذا التوحيد نقل شخصيات المجتمع من التشتت والضياع إلى عالم ظهرت فيه معالم الشخصية المسلمة.
ثانيا: التضامن بين أفراد الأمة الإسلامية؛ وقد قام هذا الأساس على مبادئ التعاون والصفاء والإخاء، ممّا أدّى إلى اندماج أفراد المجتمع فيما بينهم، والقضاء على الفوارق التي كانت قد تفشّت فيما بينهم بناءً على جوانبٍ متعددةٍ، كالعصبية للقبيلة والفوارق الاجتماعية.
ثالثا: الآداب الأخلاقية والسلوكية وضوابطها؛ وذلك حتى يسير الفرد في مجتمعه سيراً هادفاً ومهذباً، فوضع الإسلام آداباً للاستئذان والدخول على الغير، ووضع الحدود على الجرائم التي تقع في المجتمع، فشرع من أجل ذلك الحدود والقصاص وغير ذلك.
رابعا: الشورى بين أفراد المجتمع؛ فلما كانت غاياتهم واحدة ومشاكلهم مجتمعة، كان لا بدّ من إيجاد الحلول لهذه المشاكل بروح الجماعة واليد الواحدة، ومعبرةً عن روحها الواحدة والإرادة الواعية التي تمثّلها.