18 ديسمبر، 2024 9:31 م

دور الرجل والمرأة في العائلة

دور الرجل والمرأة في العائلة

منذ الخليقة الاولى تسلم الرجل مهام قيادة الاسرة فيما تسلمت المرأة إدارة المهام المنزلية وفي بعض الاحيان مساعدة الرجل في مهام العمل حتى وان كان هنالك اختلاف بنوع العمل ولكن الجميع مقتنع بأداء مهامه وتعتبر هذه القسمة العادلة وهي اساس الحياة ولكي تستمر هذه الحياة الاسرية يجب ان يكون الاحترام المتبادل فيما بينهم مع المهام الموزعة لهم في كل جوانب الحياة الاخرى…فلا يجوز للمرأة الاستهانة بعمل ووظيفة زوجها وكذلك لا يحق للرجل التقليل من شأن عمل المرأة لان الجميع يؤدون عملهم وفق العادات والتقاليد التي وجدوها عند الاجيال التي سبقتهم من ابائهم واجدادهم يضاف الى ذلك التطور الذي يحصل بين الاوقات الزمنية المتفاوتة.
وتبقى فوارق العمر هي من يحدد تلك المهام الاسرية الموزعة بين الرجل والمرأة. فالرجال يعيشون حياتهم في مرحلتين ولكل مرحلة زمنية ظرف ادارة خاص به فعندما يتحمل مسؤولية العائلة في شبابه تجده يبحث عن اي وسيلة من اجل ان يقدم السعادة لعائلته ولايقبل ان يكون هنالك شخص افضل منه حتى في منطق الكلام وخاصة من ناحية الجانب المادي الذي يعتبر اكثر جانب من جوانب الحياة المعيشية الاخرى وتجد الرجل دوما في هذه المرحلة يريد ان يبرز في مهمته الرئيسية الاولى ويعتبر نفسه قائد ناجح لهذه الاسرة وفي نفس الوقت تجده يعزز مكانته الاخرى باعتباره العاشق الولهان لزوجته وابنائه..
ومع مرور الوقت والتحول الى مرحلة الكهولة تتغير العلاقة فيصبح الرجل يبحث عن القيادة فقط ولكن مع هدوء وراحة تامة لان مرحلته العمرية الجديدة تتطلب ذلك..
وبما اننا نعيش اليوم ظروف عائلية مختلفة تماماً عن حياة الاباء والاجداد من ناحية كسب الرزق وذلك لتوفر العمل الوظيفي لدى الاغلبية واعتبار الراتب الوظيفي هو مصدر الرزق الاول لدى اغلب العوائل نجد الاختلاف الموجود في النمط الاسري فالأب ذلك القائد الذي يغيب عن البيت دوما لظروف عمله الوظيفي اصبح في مرحلة التقاعد او عاجز عن العمل وتجده يبحث عن الصغيرة والكبيرة اثناء تواجده ضمن اسرته واصبحت المرأة في هذه المرحلة مختلفة عن مرحلة الزواج الاولى فتجدها تعتمد في بعض الامور المنزلية على غيرها من النساء سواء من بناتها او زوجات ابنائها وربما يكون هناك تقصير غير متعمد تجاه بعض حقوق الزوج تفرضها الظروف العائلية الجديدة اولها بلوغ الابناء والبنات سن الرشد فيدخل طابع الحياء هنا وهو احد اهم اسباب تقصير المرأة عن واجبات زوجها وهنا تختلف العوائل حسب الظروف الاسرية التي يعيشونها وعلى الرجل تقبل أمر الواقع وبصورة طبيعية حتى لا يكون في موقف الضعيف دوماً.. ومع هذه المرحلة الجديدة فلابد للرجل ان يبحث عن اي وسيلة للقضاء على الفراغ الموجود في بعض اوقات حياته وهناك طرق عديدة اولها السفر لمن يستطيع ذلك ثم الكتابة والقراءة اومتابعة الاخبار والبرامج عن طريق وسائل الإعلام او عمل حديقة او بستان مصغر يقضي وقته وهو يتابع كيفية نمو النباتات فيه..
ان الجميع يجب عليهم تحمل مسؤولياتهم الاسرية الجديدة بعيدا عن اللوم والعتاب بل بنفس الروح التي كانوا يحملونها في عز شبابهم. وان يتراحموا فيما بينهم ويستمع احدهم لمشورة الآخر حتى تستمر الحياة الاسرية وتبقى السعادة ترفرف في قلوب الجميع وتبقى صفة النجاح ملازمة لهم دوماً..
((وَمِنْ آياته أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أزواجا لتسكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ في ذلك لَآيات لقوم يَتَفَكَّرُونَ)) صدق الله العظيم