23 ديسمبر، 2024 12:14 م

دور الإعلام في مكافحة الفساد ج 1

دور الإعلام في مكافحة الفساد ج 1

يمثل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء منعطفاً مهما في تاريخ الأمم والشعوب فهو يشكل سلاح ذو حدين في انطلاقة للرقي بثقافة المجتمع بمستوى يؤهله لبناء هويته الثقافية من خلال الطرح الذي ينقل أليهم لما يدور بين العالم في حوار التشارك والتفاعل مع الحضارات كونه المرآة التي تعكس تطلعات العالم لمستقبل افضل،ومن جهة أخرى فهو يعبر عن ثقافة الحقد والكراهية وإشاعة روح البغضاء وتشويه صورة المجتمع والمؤثرين به من قادة ورموز بمختلف انتماءاتهم العرقية والدينية للنيل من سمعتهم والمساس بهم وإعطاء صورة مغايرة للواقع وذلك يرجع الى أسلوب الإشاعة والدعاية والتضليل المتبع للوصول للهدف،ولعل السيطرة على حقل الإعلام هو القرار الأول والمهم الذي يتخذه النظام الشمولي الدكتاتورية لتطويق الرؤى الافكار التي يريد طرحها للشعب وفق ما يجده مناسباً لأيدلوجيته لضمان بقاءه في السلطة اكبر قدر ممكن فالناس على دين ملوكهم،فاحتكار الثقافة والاعلام وحق الحصول على المعلومة بيد المستبد جعل منه المصدر الأول في نقل الرسالة الاعلامية التي تخدم مشاريعه السياسية والاجتماعية والثقافية ,فان جريمة الفساد تعتبر اشد خطراً وفتكاً من باقي الجرائم ،فاثارها تتسع لتشمل الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية بل كل الابعاد الوطنية وتضرب الأمن القومي والمصالح القومية والقيم الأخلاقية في الوطن والدولة وقد تؤدي هذه الآثار الى أزمات ونزاعات سياسية داخل المجتمع وسلطاته الحاكمة ،وتكتسب التوعية الإعلامية بمضار الفساد أهميتها الاستراتيجية في الدول التي تعتمد شعوبها على ماتقدمه لها حكوماتها من معلومات وحقائق لتكوين سلوكها وردود فعلها وهذا ماجاء في المجلس المشترك لمكافحة الفساد ضمن إستراتيجيته الوطنية والتي تناولت المادة (8) دور الإعلام وما تضطلع الاجهزة الإعلامية من وظائف بنيوية مستخدمة المنهج العلمي المعرفي في انجاز مهامها وقد نصت الفقرة (ب) من المادة نفسها( ان على أجهزة الاعلام ان تركز في جهودها في اقناع الموظفين العامين والمواطنين بالتخلي عن السلوك والتصرفات المرتبطة بظاهرة الفساد مستندة في تأثيرها بالدرجة الأساس مصلحة الوطن والانتماء اليه)

مفهوم مصطلح الإعلام: إن كلمة إعلام إنما تعني أساسا الإخبار وتقديم معلومات، أن أعلم، ويتضح في هذه العملية، عملية الإخبار، وجود رسالة إعلامية (أخبار – معلومات – أفكار- آراء) تنتقل في اتجاه واحد من مرسل إلى مستقبل، أي حديث من طرف واحد، وإذا كان المصطلح يعني نقل المعلوات والأخبار والأفكار والآراء، فهو في نفس الوقت يشمل أية إشارات أو أصوات وكل ما يمكن تلقيه أو اختزانه من أجل استرجاعه مرة أخرى عند الحاجة، وبذلك فإن الإعلام يعني “تقديم الأفكار والآراء والتوجهات المختلفة إلى جانب المعلومات والبيانات بحيث تكون النتيجة المتوقعة والمخطط لها مسبقا أن تعلم جماهير مستقبلي الرسالة الإعلامية كافة الحقائق ومن كافة جوانبها، بحيث يكون في استطاعتهم تكوين آراء أو أفكار يفترض أنها صائبة حيث يتحركون ويتصرفون على أساسها من أجل تحقيق التقدم والنمو الخير لأنفسهم والمجتمع الذي يعيشون فيه ,كما يعني المصطلح “تقديم الأخبار والمعلومات الدقيقة الصادقة للناس، والحقائق التي تساعدهم على إدراك ما يجري حولهم وتكوين آراء صائبة في كل ما يهمهم من أمور”. الإعلام لغة: هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال، يقال: بلغت القوم بلاغا أي أوصلتهم الشيء المطلوب، والبلاغ ما بلغك أي وصلك، وفي الحديث: “بلغوا عني ولو آية”، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين، وأيضا: “فليبلغ الشاهد الغائب” أي فليعلم الشاهد الغائب، ويقال: أمر الله بلغ أي بالغ، وذلك من قوله تعالى: (إن الله بالغ أمره) أي نافذ يبلغ أين أريد به. التعريف العام للإعلام: الإعلام: هو التعريف بقضايا العصر وبمشاكله، وكيفية معالجة هذه القضايا في ضوء النظريات والمبادئ التي اعتمدت لدى كل نظام أو دولة من خلال وسائل الإعلام المتاحة داخليا وخارجيا، وبالأساليب المشروعة أيضا لدى كل نظام وكل دولة ,ولكن واقع الإعلام قد يقوم على تزويد الناس بأكبر قدر من المعلومات الصحيحة، أو الحقائق الواضحة، فيعتمد على التنوير والتثقيف ونشر الأخبار والمعلومات الصادقة التي تنساب إلى عقول الناس، وترفع من مستواهم، وتنشر تعاونهم من أجل المصلحة العامة، وحينئذ يخاطب العقول لا الغرائز،.

تعريف الإعلام هو: كل نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية، بطريقة معينة، خلال أدوات ووسائل الإعلام والنشر، الظاهرة والمعنوية، ذات الشخصية الحقيقية أو الاعتبارية، بقصد التأثير، سواء عبر موضوعيا أو لم يعبر، وسواء كان التعبير لعقلية الجماهير أو لغرائزها. الأعلام ولغة وحضارة : فاللغة، في مفهومها الضيق الدقيق المعاصر لعلمي الكلام والكتابة، عنصر أساسي في حياة البشر، ويصعب بدونها قيام حياة اجتماعية متماسكة متكاملة، ويستحيل قيام حضارة ذات نظم اجتماعية وأنماط ثقافية وقيم أخلاقية ومبادئ، ومثل وحياة مادية ومخترعات باعتبار أنها أداة التفاهم والإعلام.. ويقال، في المجتمع التقليدي، بأن اللغة تستطيع أخذ الإنسان إلى تل أعلى مما يمكن أن يرى عنده الأفق ثم تجعله ينظر وراءه،وهي تعاون في تحطيم قيود المسافة والزمن والعزلة تنقل الناس من المجتمع التقليدي إلى المجتمع المتفتح حيث تتركز العيون على المستقبل. وهذا يعني وجود علاقة قوية بين الإعلام ولغة الحضارة,ولقد نشأت فكرة “حضارة اللغة” من ارتباط وجود الحضارة الإنسانية باللغة لتميز الجنس البشري على سائر الكائنات بالفكر واللغة. وتأسيسا على ذلك فاللغة في النظرية الإعلامية، تعتبر من أهم أدوات الحضارة وأساس نشأتها وتطورها واستمرارها –فالشعوب التي تتكلم لغات مختلفة تعيش في عوالم مختلفة من الواقع، حيث تؤثر هذه اللغات في مدركاتها الحسية وأنماط تفكيرها باعتبارها الموجه الأساسي للحقيقة والواقع الاجتماعي الذي يعيشه المتكلمون بها, ويقوم الإعلام بدور هام في تكوين الصور اللغوية الحضارية، فبتحرك المجتمع التقليدي نحو العصرية يبدأ في الاعتماد على الوسائل الجماهيرية، مما يؤدي إلى تجميع حصيلة كبيرة من الآراء عن الأشخاص المرموقين و الأشياء الهامة وغير المهمة عن طريق وسائل الإعلام, فالصحف والمجلات والإذاعة يتعين عليها تقرير ما تبلغ عنه عملية اختيار من تكتب عنه أو تسلط عليه الأضواء، أو ما يقتطف من أقواله أو ما تسجله من حوادث, وتتحكم هذه العملية فيما يعرفه الناس أو يتحدثون عنه وهو أمر له دلالته بالنسبة للغة الحضارية. ((متطلبات الجهد الاعلامي في مجال مكافحة الفساد )): 1) توضيح أهداف المؤسسة للعاملين فيها والتعريف بنشاطاتها وانجازاتها من خلال الرؤية العلمية والعملية التي تطرحها المؤسسة .

2) تسليط الضوء الإعلامي على دورة الاجهزة الرقابية في ضبط أعمال الفساد والتصدي لها. 3) عرض أراء قادة الرأي والنخبة في المجتمع في اجهزة الاعلام لتعزيز المصداقية وعمق التأثير في الجمهور. 4) استخدام الوسائل الإعلامية الموثوقة والأشخاص الذين يتمتعون بمصداقية مؤكدة بين الجمهور . 5) الترويج للدعوة الى تطبيق صور الإصلاح الاداري على انه عمل تحرري من رواسب اجتماعية كالمحسوبية والأنانية ،وهو عمل تنظيمي بنيوي مستمر. 6) تجنب المبالغة في الترغيب بالثواب والتلويح بالعقاب المترتب على سلوك الفرد دون تطبيقهما ،وهذا ما يؤدي الى تسهيل نفساني لاستفحال الفساد . 7) الترويج لدعم حتمية فصل السياسة عن الادارة وان الوظيفة العامة هي صورة اجتماعية وطنية سليمة اولاً ثم وسيلة ارتزاق ثانية . 8) استخدام هذا الجهد لعنصر التحفيز المرتبط بالدوافع الفيزولوجية والنفسانية مثل (تحسين وضع الاقتصاد ،تحقيق العدالة الاجتماعية ،رفع قيم المجتمع وفضائله)