قبل فترة قصيرة كتبت مقالا تحت عنوان ( الأمريكان اذا دخلوا بلدا أفسدوها ) نشر في موقع كتابات في الثاني عشر من كانون الثاني عام 2013 أوضحت فيه ان الفساد المالي والإداري في العراق هو مصداق للاحتلال الأمريكي, ولكن لم يكن في الحسبان ان هذا الفساد المستشري سيصل الى بعض السياسيين الكبار وبعض قادة الوحدات العسكريين وسينتهي بهم المطاف الى الخيانة العظمى كما حصل في 10 حزيران عام 2014 في الموصل عند سلموها هؤلاء الخونة الى عصابات داعش الظلامية دون مقاومة تذكر .
دولة العراق والشام الإسلامية او ما تسمى تنظيم داعش مضي على انتشاءه اكثر من سنة بقليل حيث كان جزءا من تنظيم القاعدة تطورت داعش في ليلة وضحاها واصبحت تملك المبادرة في تنفيذ العمليات النوعية في المكان والزمان الذي يقرر سواء في سوريا او العراق ومنه الهجوم على سجن ابو غريب واليوم انتهى بنا المطاف ان تحتل مدينة الموصل وجزء من تكريت والرمادي والفلوجة , كما له افعال وممارسات اجرامية في شمال بابل وفي ديالى وكركوك, نقول هذه الإمكانيات والعدة والمعدات من هو وراءها تموليا ولوجستيا ؟ طبعا لا يخفى على البال ان تركيا والسعودية وقطر من اهم
الداعمين حتى على المستوى الاعلامي من خلال اختلاق الاخبار الكاذبة والترويج المزيف للعمليات التي يقوم بها هذا التنظيم الارهابي المجرم ولكن الدعم الاكبر ياتي من قبل الولايات المتحدة الامريكية فقد حصلت داعش على اسلحة ومعدات من قبل امريكا اثناء العمليات العسكرية في سوريا اليوم نفس السلاح يستخدم في العراق وبشكل واسع لقتل ابناءه , هذا الكلام الذي اقوله ليس وليد الفراغ او ادعاء بل هو حقيقة تستند الى قرائن معروفة ومنها فقد صرح المستشرق الروسي فيتشيسلاف ماتوزوف ، الى اذاعة صوت روسيا قائلا : إن ابو بكر”البغدادي اعتقل من قبل القوات
الأمريكية عام 2004، وكان يمكث في سجن معسكر بوكا جنوب العراق، ولكن تم الإفراج عنه في وقت لاحق من عام 2009، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما”، لافتا الى أن “البغدادي كان متعاونا بشكل أو بآخر مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية”.
وقال المستشرق الروي أن “الأمريكيين بوسعهم الوصول إلى زعماء داعش، ولا يحتاج الأمر إلا إدخال تعديلات لمسارات الطائرات الأمريكية بدون طيار، ولكن ليس هناك أي قرار بهذا الشأن في البنتاغون الأمريكي”…بمعنى اخر هناك عدم جدية في متابعة عناصر داعش واستاصالها.
لقد نشرت مواقع الكترونية تابعة لتنظيم “داعش السبت (5 تموز 2014) صوراً ومقطع فيديو قالت إنها لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خلال إلقائه خطبة صلاة الجمعة بإحدى مساجد الموصل ، فاين كانت امريكا ومخابراتها وقمرها الصناعي من هذا الحدث ؟ وهل يعقل ان البغدادي سيظهر او غيره كوالي الموصل لو كان يعتقد ان امريكا جادة باستهدافه ؟ ثم اين امريكا من 100 مواطن يحملون جنسيتها يتعاونون مع متطرفين في العراق وسوريا هذا ما صرح به اريك هولدر وزير العدل .
لقد صرح رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي بقوله ان تخبط اصاب الادارة الامريكية من دعوة المرجع الأعلى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي واصفا اياها بانها لم تكن مفيدة ، وانها تعقّد الوضع قليلا، وبذلك يكون موقف ديمبسي منسجم مع تصريحات الكيان الصهيوني واللوبي الطائفي السلفي كالقرضاوي والضاري والسعدي والكبيسي على هذه الفتوى التي انقذت العراق من التقسيم على اساس مشروع بايدن الذي حظي بموافقة الكونكرس الامريكي , لقد نسي الامريكان الذين يدعون زورا وكذبا ان الفتوى ما جاءت الا ردا على احداث مصيرية فقد سيطرت البيشمركة
على كركوك والمناطق المتنازع عليها بالقوة ، وطالب مسعود البارزاني بالإنفصال وتقسيم العراق، وأسست داعش خلافتها اللإسلامية وأعلنت عنها من العراق تحديدا .
لقد كانت امريكا تريد ان تستغل هذه الاحداث لغرض العودة الى العراق واحتلاله من جديد تحت حمايته فهي تريد ان تدخل من الشباك بعد ان طردت من الباب ، كما ان امريكا اليوم تماطل في اعطاء العراق الاسلحة حسب العقود الموقعة ، وتنصلت عن معاهدة الدفاع الستراتيجية المشتركة ما اضطر العراق الى البحث عن تسليح من دول اخرى لتغطية احتياجاته في هذه الحرب المفروضة فقد استجابت روسيا سريعا وزودت العراق بطائرات سوخوي المقاتلة والتي كان لها الاثر الكبير في قمع الارهاب.